22/01/2009

بداية نُثمن الأجواء التصالحية المفاجئة التي طغت على أجواء قمة الكويت !!
لكن بعد ذلك يُطرح السؤال نفسه :
 ماذا عاد على المنطقة برمتها خصوصاً قطاع غزة من نتائج القمة ؟؟
أجواء القمة :
جاءت قمة الكويت الاقتصادية ـ في ظرف تاريخي خاص ـ حيث كان قطاع غزة يتعرض لجريمة إبادة حقيقية ، وكان المتوقع أن تعقد قمة طارئة مع بداية المجزرة ، لكن دولاً بعينها رفضت ذلك وأجبرت الدول العربية الأخرى على الذهاب إلى مجلس الأمن الذي لم يقدم للضحايا شيء !!
استمرت المجزرة .
 وأمام الهبة الشعبية رفضت الدول نفسها السابقة عقد قمة طارئة وأصرت على مناقشة قضية غزة على هامش قمة الكويت ، فاضطرت الدول العربية الأخرى إلى الدعوة لقمة طارئة بالدوحة ، تلي ذلك تمثيلية اكتمال وعدم اكتمال النصاب بعد اكتماله الأول !!
لكن خرجت قمة الدوحة  ببعض الإجراءات العملية للمرة الأولى منذ فترة طويلة مثل :
ـ الدعوة لتجميد مبادرة السلام العربية !
ـ إغلاق مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي بالدوحة وكذا سفارتهم بموريتانيا !
ـ دعوة ممثلي الفصائل الفلسطينية المقاومة التي تتصدى للاحتلال الإسرائيلي على الأرض .
ـ إنشاء صندوق لاعمار غزة وضعت فيه قطر ربع مليار دولار .
واعتبر هذا سقفاً أدنى لقمة الكويت !
أيضا قبل القمة أوقفت إسرائيل إطلاق النار من جانب واحد ، تبعتها حماس والفصائل بعد ثلاثة عشرة ساعة كاملة بشروط .
في هذا الوقت كانت قمة أخرى تعقد في شرم الشيخ !
فهل اختلفت قمة شرم الشيخ هذه المرة عن نفس القمة في 96 ؟
هل كانت مع المقاومة أم ضدها ؟
لماذا عقدت بعد وقف إطلاق النار وليس قبله ؟
هل عقدت للإنقاذ أم لتحسين الوجوه وتبيضها ؟؟
كل هذه التساؤلات ربما تحتاج إلى ردود ليس هذا وقتها ..
أثناء القمة :
في البداية لم يكن هناك أي جديد :
تحدث الرئيس السوري عن :
 التشرذم العربي وتأثيره على التعاون الاقتصادي (وهذا ليس جديداً) !
 طالب بضرورة الدعم الصريح للمقاومة ، ورفض التشكيك في شرعيتها ، مؤكداً أن وقف إطلاق النار لا يعني انتهاء العدوان مطالباً بأن تكون القمة قمة قرارات لا قمة تسويات !
ثم تحدث الرئيس مبارك مدافعاً عن دور مصر وسمعة مصر وتاريخ مصر وحضارة مصر وقدر مصر ومعبر مصر واستعصاء مصر على الابتزاز والصغائر ، وعن ما يمكن أن يسمى مزايدات ومحاولة خطف أدوار !
لكنه رفض في الوقت نفسه تقسيم العالم العربي إلى دول الاعتدال والممانعة (هذا جيد)
وآسف مبارك لما اعتبره استغلال غزة لاختراق قوى من خارج العالم العربي :
لكن : ما لم يوضح ما المقصود بهذه القوى المخترقة : هل هي أمريكا ؟ قبل أم بعد توقيع الاتفاق الأمني مع إسرائيل؟
 هل هي إيران ؟ هل هي تركيا ؟
هل العالم العربي لم يخترق إلى الآن ؟
كما حمل مبارك حماس مسئولية عدم تجديد التهدئة ويُفهم ضمناً من ذلك مسئوليتها عن إعطاء إسرائيل مبررات للحرب !
ثم قلب الملك عبد الله الطاولة :
ـ وصف الجرائم الإسرائيلية بجرائم حرب !!
ـ قال أن المبادرة العربية لن تبقى على الطاولة طويلاً وقرر دفع ألف مليون دولار لإعمار غزة !
ـ تبنى دعوة الأطراف العربية (المتجهمة ، المتخاصمة )إلى مأدبة غذاء .
 نقلت الكاميرات بعدها وجوه بشه هشه !! فأستبشر الشعوب .
بينما حمل عباس المقاومة المسئولية وبدا كما لو كان لعابة يسيل على المليارات المتوقعة !!
ما بعد المأدبة  :
عادت ريمة إلى عادتها القديمة !
لم يتفقوا على البيان الختامي !
 دول قمة الدوحة طالبت بإدراج توصيات مؤتمر الدوحة ـ التي تعبر عن الحد الأدنى من رغبات الشعوب ـ في البيان ، بينما الدول الأولى رفضت وتمسكت بخيارها الاستراتيجي !
وخرج البيان ككل البيانات السابقة ولم يخيب القادة ظن الشعوب (!!)
تساؤلات :
*هل ستدخل الأموال الممنوحة لإعمار غزة عبر حماس أم تبقى في الضفة بحوزة عباس ورجاله فتستثمر في اسمنت قريع ومشروعات فتوح فون ، وإبن عباس لتسويق المبادرة العربية ؟؟
* هل هناك مبرر لبقاء عباس (المتواطئ ، الشامت ، المتعاون ، المتهاون ) ؟؟
*هل يمكن أن يكون هناك إمكانية لدمج إسرائيل في المنطقة بعد هذا الكم الهائل من المذابح المروعة والمتنوعة ؟
* هل سيتم ذلك أمام الكاميرات على جثث الشعوب أم عبر الأبواب المغلقة على جثة المقاومة؟؟
*هل ستعود الجماهير إلى ديارها معتقدة انه جاء وقت الملوك والرؤساء والزعماء ؟
* هل يمكن آن يسمح النظام العربي المتهالك لعباس بجني ثمرة معاناة غزة وصمود غزة ، وانتصار غزة ؟