29/12/2008

" أتمنى أن أصحوَ يوماً لأجدَ غزة في قاع البحر! " ..  قالها إسحاق رابين رئيس وزراء الاحتلال السابق .

   فهي نيةٌ مبيتة من قبل ظهور صواريخ القسام ، التي يُروِّجُ الصهاينة لعملائهم   أنها هي سبب ذلك الهجوم البربري علي غزة ، و ينطلي علي البعض أن يتجاوزوا عن الجلاد و يتحاملوا علي الضحية ، و أن يغمضوا عن طائرات الأباتشي  و  يلتفتوا إلي الصواريخ البدائية ، و الأخطر من ذلك أن ينسوا أصل المشكلة  و ينشغلوا بفرعها ، فينسوا الغاصب المحتل المجرم  و يتهموا صاحب الأرض المظلوم و المحاصر و المستباح ، و لم يسمعوا كلمات المرأة البسيطة التي تنطق الحق بفطرتها و علي سجيتها  و تقول " يرجعوا بلادهم و يتركوا تلك الصواريخ التي تغيظهم " ، و هذا هو الحل الذي  سوف  يحدث ، و لكنهم سيرجعون يوم يرجعون و هم مهزومون مخذولون بإذن الله .   و لِمن تأثر بمكائد اليهود  و أعوانهم ،  و  ربط  بين صواريخ القسام و بين مجزرة غزة ، نهديه تذكرةً بمجازر الصهاينة التي سبقت ظهور صواريخ القسام بعدة أعوام :

 

فبعد أن جمع هرتزل زعماء اليهود في عام 1897 في مؤتمر بال في سويسرا ، و أقروا فكرة إقامة دولة صهيونية  في فلسطين تمتد من الفرات إلي النيل ،   و  بعد أن أعطى بلفور  وعده   عام 1917  لليهود بإنشاء وطنٍ قومىٍّ لهم فى فلسطين ، فهو كما قيل وعد من لا يملك لمن لا يستحق ، و بعد صدور   قرار التقسيم الجائر 181 من الأمم المتحدة 1947  ،    و الذي اعترض عليه كافة العرب و المسلمين ، ..  

بدأ اليهود تثبيت اغتصابهم للأرض بترويع أصحابها بالمجازر و المذابح ، ففي 1948 قاموا بمذبحة دير ياسين بقيادة مناحم بيجن لترويع الأهالي ، و حملهم علي ترك أراضيهم ، حيث قتل أكثر من 250 من الرجال و النساء و الأطفال في مذبحة مروعة ، و في 1948 أعلن الصهاينة قيام دولتهم المزعومة إسرائيل علي أرض فلسطين بعد سويعاتٍ من إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها لها ، و بدأت الحرب بين العصابات الصهيونية و بين الفلسطينيين و الجيوش العربية ، و قام الكيان الصهيوني غصباً ، و زادت هجرة اليهود إلي فلسطين ، و أدت المذابح الصهيونية الوحشية ضد الفلسطينيين إلي نزوح الكثيرين منهم إلي خارج ديارهم . و تم اعتداء اليهود علي الدول المجاورة و منها مصر في 1956 و في 1967 ، و تم الرد عليهم في 1973 ، فأحسوا بعدها بحاجتهم لمراوغات السلام ، ليكسبوا أرضاً و لينفذوا من خلال التطبيع للسيطرة الاقتصادية ، و غزو البلاد المجاورة ثقافيا و أخلاقيا و أحيانا سياسيا ، و خديعة العرب بدعاوي إحياء عملية السلام ، و هم مستمرون في اعتداءاتهم و طغيانهم بدعمٍ من الدول الكبري ، و علي رأسها الولايات المتحدة ، و في 1982 قاموا بمذبحة صبرا و شاتيلا بقيادة  الإرهابي شارون ضد مخيمات اللاجئين في جنوب لبنان ، و قتل فيها أكثر من ألفٍ من الرجال العزل و النساء و الأطفال ، و في    1994 قاموا بمذبحة الحرم الإبراهيمي فسقط تسعون شهيدا ، و مئات الجرحي في صلاة الفجر ، و في 1996 قاموا بمجزرة قانا الأولى حيث قامت المدفعية الإسرائيلية بقصف المدنيين ، مما أدى إلى مقتل 106 مدني وإصابة الكثيرين بجروح ، غالبيتهم نساء وأطفال ، و في 2004 تم اغتيال الشيخ أحمد يس   مؤسس حماس وزعيمها الروحي في غارة مروحية استهدفته أثناء خروجه من المسجد بعد أداءصلاة الفجر في غزة ، وقُتل في هذه الغارة أيضا سبعة أشخاص ، وأصيب آخرون بينهم اثنان من أبناء الشيخ ياسين الثلاثة . و في العام نفسه   استشهد زعيم حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي وثلاثة آخرون من بينهم نجله ، جراء قصف الطائرات الاسرائيلية لسيارة كانوا يستقلونها في غزة ، و في 2006 تمت مجزرة قانا الثانية ، سقط جراءها حوالي 55 شخصا ، عدد كبير منهم من الأطفال ، و في 2007 خطط اليهود مع بعض عملائهم مثل دحلان للوقيعة بين فتح و حماس ، و هم الذين قتلوا الكثيرين من شرفاء فتح و حماس قبل ذلك ، و ذلك لما رأوا التفاف الشعب حول مشروع المقاومة و استرداد الحق و تطهير الأرض .

و هذا الحصار و العدوان  علي غزةَ له سببٌ أساسيٌّ واحد ، هو أن أهل غزة و علي رأسهم حماس و من مثلهم من فصائل المقاومة الشرفاء قد عرفوا تماما اللغة التي لا يفهم اليهود غيرها ، و هي التي عناها الشاعر بقوله :

لن تردعوهم بغير السيف منصلتا         إن اللئيم بحد السيف يرتدع

فيا ليتنا إن فاتنا أن نقف مع المظلومين و المحرومين من إخوتنا في غزة بأنفسنا و دعمنا ، ألا يفوتنا أن نقف معهم بدعائنا ، و بتقدير ظروفهم و كف الملام عنهم .

أحمـــد بلال   [email protected]

28 – 12 - 2008