أُسدل الستار، على مدار يومين متتاليين، على جولة إعادة انتخابات مجلس النواب في دائرة إمبابة والمنيرة الغربية بمحافظة الجيزة، في أجواء اتسمت بالسخونة في يومها الأول وبالهدوء النسبي في يومها الثاني، لكنها ظلت محاطة باتهامات خطيرة بشأن شراء الأصوات، والحشد المنظم للناخبين، والتحيز الأمني، مقابل نفي رسمي يؤكد تطبيق القانون على الجميع دون استثناء.
وجرت الإعادة على المقعد الثاني للدائرة، بعد أن حسم المرشح المستقل أحمد العجوز المقعد الأول في الجولة السابقة، بينما تنافس في الإعادة مرشح حزب مستقبل وطن وليد المليجي، والنائبة السابقة والمرشحة المستقلة نشوى الديب، وسط متابعة إعلامية مكثفة ورقابة شعبية لافتة.
اليوم الأول: حشد كثيف واتهامات بشراء الأصوات
منذ الساعات الأولى لليوم الأول لإعادة الانتخابات، بدت اللجان الانتخابية في عدد من مناطق إمبابة والمنيرة الغربية، خاصة محيط مدرسة عثمان بن عفان بشارع المطار، مسرحًا لحشد واضح للناخبين باستخدام سيارات ميكروباص، وهو ما رصدته المنصة خلال جولتها الميدانية.
وأفاد عدد من المواطنين بوجود عروض مالية مقابل الإدلاء بالأصوات لصالح أحد المرشحين، حيث تكرر ذكر مبلغ 200 جنيه كقيمة للتصويت، بينما أكد بعض الناخبين أنهم حضروا عبر سيارات تابعة لحملات انتخابية دون تلقي مقابل مالي، في حين أقر آخرون بحصولهم أو علمهم بحصول غيرهم على مبالغ مالية.
وغلب على طوابير الناخبين تواجد النساء، لا سيما من كبار السن، وبعضهن أشار صراحة إلى أن عملية النقل والتجميع تمت من خلال جمعيات خيرية في المنطقة، حيث جرى تسجيل الأسماء ثم الانتقال الجماعي إلى مقار اللجان.
قبض وتضارب روايات
في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية القبض على ثلاثة أشخاص قالت إنهم شكلوا نقطة حشد غير قانونية لتوجيه الناخبين للتصويت لصالح إحدى المرشحات، وضُبط بحوزتهم مواد دعائية وكميات من الوجبات الغذائية.
ورغم أن بيان الوزارة لم يسمِّ المرشحة صراحة، فإن نشوى الديب أكدت أن الحملة التابعة لها تعرضت لما وصفته بـ"الإرهاب الانتخابي"، مشيرة إلى القبض على إحدى عضوات حملتها وصاحب مطعم تعاقدت معه لإعداد وجبات لمندوبيها داخل اللجان، معتبرة ما حدث تضييقًا مقصودًا على حملتها.
وأكدت الديب امتلاكها مقاطع فيديو موثقة لانتهاكات قالت إن الحملة المنافسة ارتكبتها، معلنة عزمها تسليمها للهيئة الوطنية للانتخابات للتحقيق فيها.
اليوم الثاني: هدوء نسبي واستمرار الشكاوى
مع انطلاق اليوم الثاني من إعادة الانتخابات، بدا المشهد أقل سخونة من اليوم الأول، حيث تراجعت أعداد الناخبين أمام اللجان، وساد هدوء نسبي في بعض المدارس، مثل مدرسة أحمد عرابي الابتدائية على كورنيش النيل، بينما استمر التوافد الجماعي للنساء في لجان أخرى، أبرزها مدرسة خديجة بنت خويلد.
وشهادات بعض الناخبات كشفت عن آلية متكررة، تبدأ بالتجمع داخل جمعية خيرية، ثم النقل عبر ميكروباصات إلى محيط اللجان، مع وعود بالحصول على 200 جنيه عقب التصويت، وهو ما نفاه آخرون أكدوا أنهم حضروا دون توجيه مباشر، رغم اعتراف بعضهم بتلقي مقابل مالي مقابل الحضور فقط.
وخلال اليومين، نشرت وزارة الداخلية عشرات البيانات، تجاوز عددها 38 بيانًا، أعلنت خلالها ضبط أشخاص بتهم تتعلق بشراء الأصوات، وتوجيه الناخبين، وممارسة دعاية انتخابية في محيط اللجان.

