لوّحت مصر بإمكانية اتخاذ إجراءات مباشرة في السودان، محذّرة من تجاوز ما وصفته بـ«الخطوط الحمراء»، في ظل تصاعد العنف والفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع. جاء ذلك بعد لقاء جمع رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي مع قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في القاهرة، حيث ناقش الطرفان تطورات الأزمة السودانية وسبل احتوائها.
يوضح موقع العربي الجديد أن القاهرة ربطت أمنها القومي بشكل وثيق بوحدة السودان واستقرار مؤسساته، وأكدت استعدادها للتحرك استنادًا إلى اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، وإلى ما يتيحه القانون الدولي.
«خطوط حمراء» تتعلق بوحدة السودان
أكد بيان صادر عن الرئاسة المصرية أن الحفاظ على وحدة السودان ومؤسساته السيادية يشكّل خطًا أحمر لا يسمح بتجاوزه. شدد البيان على حق مصر الكامل في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لحماية هذه المصالح، استنادًا إلى اتفاقية الدفاع المشترك التي تجمع القاهرة والخرطوم. عبّرت مصر عن رفضها أي محاولات للنيل من سيادة السودان أو العبث بموارده أو تقسيم أراضيه، كما أعلنت معارضتها لظهور كيانات موازية أو الاعتراف بها.
قلق مصري من الفظائع والانتهاكات
أعربت القاهرة عن قلق بالغ إزاء الحرب الدامية في السودان، مشيرة إلى ما وصفته بمجازر مروعة وانتهاكات جسيمة لأبسط حقوق الإنسان بحق المدنيين، ولا سيما في مدينة الفاشر. رأت الرئاسة المصرية أن هذه التطورات فاقمت الأزمة الإنسانية، وعمّقت المخاوف المتعلقة بمستقبل الاستقرار في السودان. أكدت أن أي مساس بوحدة السودان وسلامة أراضيه ينعكس مباشرة على الأمن القومي المصري، نظرًا لتداخل المصالح الجغرافية والأمنية والاستراتيجية بين البلدين.
دعم سياسي ودعوة لوقف النار
جدّدت مصر خلال اللقاء دعمها الكامل للرؤية التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان. دعت القاهرة إلى هدنة إنسانية تفتح الباب أمام وقف لإطلاق النار، وتشمل إنشاء مناطق وممرات آمنة لتأمين حماية المدنيين، مع التنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية. ركزت المحادثات كذلك على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، في وقت تشهد فيه الساحة السودانية انقسامات سياسية وميدانية حادة.
اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 إثر صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتحوّل النزاع سريعًا إلى قتال واسع النطاق خلّف أعدادًا كبيرة من الضحايا المدنيين وموجات نزوح غير مسبوقة. تعكس تصريحات القاهرة واحدة من أشد لهجتها التحذيرية منذ اندلاع الحرب، وتؤشر إلى استعداد مصري للانتقال من موقع القلق السياسي إلى خيارات أكثر فاعلية إذا ما رأت أن استقرار السودان ووحدته يواجهان تهديدًا مباشرًا.
https://www.newarab.com/news/egypt-hints-possible-intervention-sudans-brutal-war

