يرتبط المصريون بعلاقات نسب ومصاهرة مع الفلسطينيين، تعكس اختلاط الدم بينهما، وتجعلهما يتقاسمان المشاعر والفرح والحزن معًا، ويرتبطان بمصير واحد.

 

وتجسد المصرية ماجدة زين أحمد زين االدين، نموذجًا لقوة الترابط والتلاحم بين الشعبين الشقيقين، فقد تزوجت من فلسطيني منذ أكثر من 40 عامًا، ورفضت مغادرة قطاع غزة إلى مصر خلال حرب الإبادة الجماعية التي استمرت لمدة عامين. 

 

قصة زواجها من الغزي أبو محمد 

 

وقالت زين الدين في مقطع فيديو نشرته قناة "الجزيرة مباشر" عبر حسابها على موقع "فيسبوك": "أنا من القاهرة، حماتي مصرية، تعرفت على زوجي وعملنا الفرح في غزة، وقدمت إلى غزة في عام 1983، وكانت أيام جميلة". 

 

وأضافت متذكرة تلك الأيام: "إللي ما عرفش غزة في ذلك الوقت عمره ما هيعرف غزة، كان عز ودلال وأمان وحب ورخاء وشغل وعطاء، كل حاجة لها ذكرى.. الباب.. الشباك".

 

وتابعت متذكرة رحلة ممتدة إلى أكثر من 4 عقود: "كل ما نتعب في حاجة ونكون قرش، لغاية ما الأمور استقرت والأولاد بدأوا يكبروا، والحمد لله أرجع أسافر، علشان ما أحرمش ولادي من وطنهم، وقلت لأبو محمد أنا هأعمل إيه بالحجارة ولا البيت ولا غزة كلها، أنا عايشة هناك في غزة علشانك، هنعيش مع بعض ونموت مع بعض".

 

وظلت زين الدين على عهدها مع زوجها حتى وفاته، قائلة: "قضينا أيام سكرات الموت ولحظات الفراق، مات يوم خميس على يدي، وكان دائمًا وصيته لي: خلي بالك من نفسك والولاد. كان هو الأب والأخ والحبيب والزوج والسند بعد الله".

 

رفضت المغادرة إلى مصر رغم الحرب 

 

واسنطردت: "بعدها ما جات الحرب شوفت الموت، شوفت الجوع، صمدت، الكل بقى يقولي اطلعي على مصر، بنتك في الجنوب، والتانية في الصبرة وما أعرفش عنها حاجة ولا تعرف عني حاجة. بس إزاي أسيب بناتي واجري. إحنا صعايدة عندنا مبادئ صعب نتخلى عنها زي الفلسطيني بالضبط". 

 

وأردفت: "كانت فرحتي الجميلة أرجع بقى أشوف بيتي بعد الفترة دي كلها والضرب والمعاناة والخوف والرعب، لقيت بيتي كله رايح. انكسرت آه انكسرت، تعب السنين راح في لحظة، قشعرت، عيطت، بصيت للسماء قلت يارب عطاء وسلب، وإن شاء الله بعد السلب عطاء، ورغم إني أنا صامدة اشتقت لك يا مصر". 
 

https://www.facebook.com/share/v/1FmUF9sddB/