شهدت الساعات الماضية حالة من الجدل والدهشة بعد الإعلان عن اعتقال اليوتيوبر المؤيد للنظام، شريف الصيرفي، في ظروف غامضة، وسط إخفاء كامل لمكان احتجازه وعدم صدور أي بيان رسمي يوضح ملابسات توقيفه، رغم كونه أحد أبرز الأصوات الإعلامية التي دعمت السلطة بلا حدود خلال السنوات الماضية.

 

بلاغ الأسرة.. اختفاء كامل منذ ليلة الاعتقال

 

أسرة الصيرفي أكدت أنه جرى توقيفه مساء أول أمس، في ساعة متأخرة من الليل، وأن العائلة لا تعرف مكان احتجازه أو الجهة التي قامت باعتقاله، رغم تاريخه الطويل في مساندة النظام وظهوره المستمر في فعاليات رسمية ودعوات شخصية وصلته من مسؤولين بارزين، بينهم وزارة الدفاع والرئاسة.

 

من قائد لبلاك بلوك إلى “إعلامي” داعم للسلطة

 

الصيرفي ليس مجرد يوتيوبر. بل تشير تقارير عديدة إلى أنه كان أحد مؤسس حركة “بلاك بلوك” المسلحة التي ظهرت في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، واتُّهمت حينها بممارسة أعمال عنف وبلطجة وتخريب في القاهرة.

 

كما سبق توقيفه عام 2014 بتهمة تحطيم النصب التذكاري بميدان التحرير، وحُكم عليه بالسجن تسعة أشهر قضاها كاملة، إلى جانب اتهامات بحرق مدرعة شرطة ومركبات خاصة خلال تلك الفترة.

 

الفيديو الذي فجّر الأزمة

 

مصادر إعلامية متطابقة ربطت بين اعتقاله الأخير وبين نشره فيديو انتقد فيه بضراوة:

 

القصف الذي تعرضت له قوات حميدتي بطيران مجهول، ملمحًا إلى مسؤولية السيسي عنه.

 

مشروع المدينة الإعلامية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس مؤخراً، واصفاً القرار بأنه “غباء”.

 

الانتخابات الأخيرة التي أُثير حولها جدل واسع ووصفتها تقارير مستقلة بأنها “مزورة”.

 

ورغم أن الصيرفي لطالما كان من أكثر الأصوات دفاعاً عن النظام، فإن مجرد انتقاد واحد بدا كافياً ليدفعه نحو دائرة التوقيف السريع.

 

ردود فعل ساخرة وغاضبة وشامتة على مواقع التواصل

 

الخبر فجّر موجة واسعة من التعليقات، اتسم جانب كبير منها بالشماتة، خاصة من معارضين اعتبروا أن الصيرفي “ذاق مما دافع عنه لسنوات”.

 

كيرلس عماد يسخر من صدمة الصيرفي:

 

نشر منشوراً مطولاً قال فيه إن الصيرفي كان "إعلامياً موالياً للنظام موالاة تامة"، وإن مجرد انتقاد واحد لقرار رئاسي كان كافياً لاعتقاله، متسائلاً بسخرية عن “الكتالوج” الذي يريد النظام أن يسير عليه الجميع.

 

 

هيثم أبو خليل: “فيديو واحد.. رغم أن إبراهيم عيسى قال أكثر!”

 

أبو خليل علّق باستغراب من اعتقاله رغم أن إعلاميين بارزين قالوا ما هو أشد.

 

 

الصحفي سليم عزوز: “تصور أنه صاحب جمايل على الحاكم!”

 

كتب تحليلاً مطولاً اعتبر فيه أن الصيرفي وقع في “وهم القرب من السلطة”، فتوهم أن رصيده في التأييد يسمح له بانتقاد بسيط، لكن “الصفعة” أعادته إلى مكانه.
 

 

محسن زين: “هذا هو الفيديو الذي تسبب في اختفائه”
 

 

تعليق أحمد: “تجاوز كل الخطوط الحمراء”

 

كتب أن الصيرفي بدأ “يملي على الرئيس قراراته”، الأمر الذي جعل اعتقاله مسألة وقت.
 

 

مصطفى عبد اللطيف يسخر: “هو بنفسه قال إن اللي بيتاخد يبقى إخوان!”

 

علق بسخرية لاذعة قائلاً إن الصيرفي كان يؤكد دوماً أنه لا يوجد معتقلون، وأن كل من يُعتقل “أكيد ارتكب مصيبة”، ثم أضاف ساخرًا: “واضح إنه إخوان… شوفوا عنيه ودقنه!”.