اكتسح المنتخب النرويجي فريق الاحتلال الإسرائيلي بخماسية نظيفة، مساء السبت الماضي، ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، في مباراة حملت طابعًا رياضيًا وإنسانيًا بالغ التأثير، إذ تحولت مدرجات ملعب “أوليفال” في العاصمة أوسلو إلى ساحة تضامن واسعة مع الشعب الفلسطيني، ورفضٍ قاطع للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، في مشهد كروي اتحدت فيه الإنسانية مع الرياضة.

 

هالاند يتألق بثلاثية تاريخية

قاد النجم النرويجي إيرلينغ هالاند منتخب بلاده إلى انتصار ساحق، مسجلًا ثلاثية “هاتريك” رفعت رصيده الدولي إلى 51 هدفًا في 46 مباراة فقط، ليحتفل بالوصول إلى هدفه رقم 50 في مسيرته الدولية وسط تصفيق جماهيري هائل.

ورغم إهداره ركلة جزاء في الدقائق الأولى — والتي أعيدت بقرار من الحكم وتصدى لها الحارس الإسرائيلي مرتين — إلا أن هالاند استعاد توازنه سريعًا، مسجلًا هدفين في الشوط الثاني برأسيات مذهلة بعد تمريرات من أنتونيو نوسا، ليقود فريقه إلى فوز تاريخي أكد تفوق النرويج في المجموعة التاسعة بالتصفيات الأوروبية.

أما الأهداف الأخرى، فجاءت من نيران صديقة حين اصطدمت تمريرة عرضية من ألكسندر سورلوث بمدافع إسرائيل عنان خلايلة وسكنت الشباك، قبل أن يضيف زميله عيدان نحمياس هدفًا عكسيًا آخر، ليكمل الفريق الضيف معاناته أمام الطوفان الهجومي للنرويجيين.

 

 

مدرجات ترفع الأعلام الفلسطينية وتندد بالإبادة

لم تكن المباراة مجرد مواجهة كروية، بل تحولت إلى رسالة سياسية وإنسانية مؤثرة.

فمنذ ساعات الصباح، احتشد آلاف المتظاهرين أمام البرلمان النرويجي حاملين الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، قبل أن يتوجهوا إلى ملعب المباراة حيث انتشرت اللافتات والرموز الفلسطينية في كل مكان.

وخلال عزف النشيد الوطني الإسرائيلي، دوّت صيحات الاستهجان في أرجاء الاستاد، بينما رفعت الجماهير لافتات ضخمة كتب عليها: “دعوا الأطفال يعيشون” في إشارة إلى مجازر الاحتلال التي أودت بحياة أكثر من 18 ألف طفل فلسطيني خلال عامين من القصف المتواصل على القطاع.

وعلّقت على الشرفات المجاورة لملعب “أوليفال” أعلام فلسطين وصور لأطفال غزة، فيما ارتدى كثير من المشجعين قمصان المنتخب الفلسطيني إلى جانب قميص النرويج في مشهد رمزي وحد القلوب خلف قضية إنسانية جامعة.

 

توتر أمني وحضور سياسي للحدث

سبق اللقاء تشديدات أمنية كبيرة في العاصمة أوسلو، حيث أغلقت الشرطة مداخل عدة للملعب تحسبًا لاحتجاجات، وتم عزل نحو مئة مشجع إسرائيلي داخل منطقة مخصصة محاطة بحواجز أمنية.
كما توقفت المباراة مؤقتًا في الدقائق العشر الأولى عندما اقتحم أحد المشجعين أرضية الملعب، حاملاً العلم الفلسطيني، قبل أن يتم إخراجه وسط تصفيق الجماهير.