أثار مقطع مصور لمُدرّسة تُدعى ميس سماح جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهرت وهي تقود مجموعة من الطالبات لترديد عبارة “كل الرجال أندال” داخل قاعة دروس خصوصية، مستخدمة العبارة كمثال في درس عن المنطق.
المشهد الذي انتشر بسرعة خلال الساعات الأخيرة قوبل بموجة انتقادات حادة، اعتبرت أن ما حدث “تعميم مُهين يروّج للكراهية الجندرية” ويخالف أبسط قواعد السلوك التربوي، خصوصًا في ظل النفوذ المتزايد لمدرّسي الدروس الخصوصية الذين يعملون خارج الإطار الرسمي للدولة.

 

بين “مثال منطقي” و”فضيحة تربوية”
انقسمت ردود الفعل حول الواقعة؛ فبينما رأى كثيرون أنها “فضيحة تربوية” تستوجب المساءلة والتحقيق، دافع آخرون عن المعلمة قائلين إن الهدف من المثال كان توضيح خطأ التعميم في التفكير المنطقي.
إلا أن طريقة العرض، وما تضمنته من تهكم وتشجيع الطالبات على ترديد العبارة، جعلت غالبية التعليقات تميل إلى اعتبار الواقعة تجاوزًا للتقاليد التعليمية وقيم الاحترام المتبادل.
 

موقف وزارة التعليم: ليست تابعة للنظام الرسمي
أكدت مصادر مسؤولة في وزارة التربية والتعليم أن سماح صبحي ليست من العاملين بالمدارس الحكومية، وأن السنتر الذي ظهرت فيه لا يتبع مديرية التعليم بالإسكندرية، موضحة أنه لم تُسجّل شكاوى رسمية بحقها داخل النظام التعليمي.
وأشارت الوزارة إلى أنها تتابع الواقعة، مؤكدة الالتزام بـقيم الانضباط المهني والاحترام داخل البيئات التعليمية، مع التحذير من ممارسات تخرق أخلاقيات التدريس.
وتكشف هذه الحادثة عن فجوة واضحة في الرقابة على سوق الدروس الخصوصية، حيث يعمل مئات المدرسين والمؤثرين التعليميين بمعزل عن أي إشراف تربوي أو ميثاق سلوك مهني ملزم.
 

ظاهرة المحتوى الاستفزازي من أجل الانتشار
يرى مختصون أن الفيديو يدخل ضمن ظاهرة أوسع في الفضاء الرقمي، تقوم على إثارة الجدل واستفزاز الرأي العام لجذب المتابعين، في ظل خوارزميات المنصات القصيرة التي تكافئ المحتوى الصادم.
وتشير تغطيات إعلامية إلى أن الفيديو صُوّر داخل “سنتر” لا يتبع وزارة التعليم، ما يفسّر غياب الرقابة الرسمية، لكنه لا يقلّل من الأثر المجتمعي السلبي لمثل هذا الخطاب، خاصة حين يُقدَّم لفتيات في سن المراهقة بوصفه تمرينًا “علميًا”.
 

المنطق والتربية.. حدود المثال ومضمون الرسالة
حتى في سياق تعليمي بحت، يرى خبراء التربية أن اختيار الأمثلة يجب أن يخضع لمعايير أخلاقية وتربوية تحظر أي تعبير ينطوي على كراهية أو إهانة لجماعة اجتماعية.
فالحديث عن “فساد التعميم” أو “القياس الفاسد” يمكن توضيحه بأمثلة علمية أو محايدة، دون اللجوء إلى عبارات تمييزية تُشجع التنمر الرمزي أو تؤذي الحس القيمي للطلاب، خصوصًا عندما يُطلب من الطالبات ترديد جمل تمسّ فئات قريبة منهن كآبائهن ومعلميهن.
 

بين الغضب الشعبي والمسؤولية الأخلاقية
تفاوتت ردود الأفعال على المنصات بين الغضب والسخرية، فيما حاول بعض الطلبة تبرير الموقف بأنه “درس في المنطق” لا أكثر، غير أن طريقة التصوير والهتاف الجماعي منحت الانطباع بأنه استعراض شعبوي أكثر منه موقف تعليمي جاد.

فكتبت أحلام " (قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا ..) اهو الراجل الطيب اللى قال الكلام ده  لو كان شاف مِس سماح مدرسة الفلسفه أكيد كان لطم على وشه بحجاره".

 

وقال حساب المستقبل " ميس سماح نموذج مكرر من نساء عصريات كتير في مجتمعنا غير مؤهلات نفسيا للتعامل مع المجتمع و رغم كده ليهم دور في الإعلام والتعليم والفن والثقافة كارثة بكل المقاييس والدولة واقفة مكتوفة الأيدي عشان متزعلش ماما أمريكا فين النائب العام والبرلمان والمحامين و مرتضى منصور من الإهانة دي".

 

وفي تغريدة أخرى كتب " ميس سماح بتنقل عقدها النفسية للبنات وده يخلينا منستغربش ليه خطابات الكراهية ضد الرجل زادت الفترة دي لأن النسوية بقت بالإعلام والدراما وكمان المدارس يا ترى يا مديرية التربية والتعليم مس سماح هتتحاسب ولا كالعادة الرجل في مجتمعنا مالوش كرامة".

 

وأضاف الصوت البعيد " المصيبة والطامة الكبرى حين يتولى تلقين الطلبة استاذ/ة يعانون من علل نفسية ويؤثرون بالجيل النشء ..!"

 

وأشار أشرف " مفروض تتحاكم يعنى عشان راجل ضرها تضر اجيال".

 

وقال رامي صالح " مس سماح بتعلم البنات ان كل الرجال اندال والبنات لسه مش متعورة وهتعنس ."

 

وأضافت صابرين رجب " مدرسة في سنتر للدروس الخصوصيه بتعلم الطالبات أن كل الرجال اندال وحاجة فى منتهى السفالة والانحطاط لا تليق بمدرسة محترمة".

 

وأشار سعد " فضيـ ـحة تربوية تهز التعليم.. مُعلمة تُلقّن الطالبات: كل الرجال أندال .. أحمد ومحمود ومصطفى وعلاء وشريف! أين الدولة ممثلة في وزير التعليم احنا رايحين علي فين يااااناس لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم".

 

وفي الأخير فإن قضية “ميس سماح” تكشف ثغرة تربوية وثقافية متراكمة في منظومة التعليم غير النظامي، حيث يتنامى نفوذ المدرّسين المؤثرين عبر وسائل التواصل بلا تدريب تربوي كافٍ أو رقابة أخلاقية.
وتؤكد الحادثة الحاجة إلى إصلاح شامل لسوق الدروس الخصوصية، وإقرار ميثاق سلوك مهني صارم، لضمان ألا تتحول قاعات التعليم إلى فضاءات للتهكم أو التحريض، بل تظل ساحات لبناء الوعي والعقل النقدي واحترام الإنسان.