في السابع من أكتوبر، لم تكن غزة تبدأ معركة عسكرية فحسب، بل كانت تشعل شرارة الكرامة العربية والإسلامية من جديد. خرج المقاوم الفلسطيني من تحت الركام ليقول للعالم: "ما زال في الأمة نبض، وما زال في الشعوب وعي لا يُقهر".

كانت عملية طوفان الأقصى أكثر من مواجهة مع الاحتلال؛ كانت ثورة على واقع الاستسلام، وصرخة في وجه التطبيع، ورسالة بأن الحق لا يُنسى مهما طال الزمن. فمن بين أنقاض البيوت المهدّمة ودماء الأطفال، انبثق نصر من نوع آخر: نصر الوعي، ونصر الموقف، ونصر التحرر من الخوف.

لقد حاصرت المقاومةُ الكيانَ المحتل لا بالسلاح وحده، بل بالمعنى، إذ اهتزت صورته في وعي العالم، وتحوّل من "ضحية" مزعومة إلى مجرم حرب مكشوف أمام الشعوب.
 

تغريدات ومواقف في الذكرى الثانية للطوفان: غزة الصامدة وميلاد وعي جديد
مع مرور عامين على انطلاق طوفان الأقصى، ما زالت الساحة العربية والإسلامية تموجُ بتفاعلاتٍ فكرية وإعلامية تعبّر عن عمق الأثر الذي تركته المقاومة الفلسطينية في وجدان الأمة.

فيما يلي أبرز المواقف والتغريدات التي رصدت هذه الذكرى، حيث توحّد الدعاة والمفكرون والإعلاميون على تمجيد الصمود الأسطوري لغزة، واعتبار الطوفان نقطة تحوّل تاريخية هزّت الكيان الصهيوني وغيّرت نظرة العالم إليه:

الداعية د. محمد الصغير: "الصورتان في يومين متتاليين #السادس_من_أكتوبر حرب العبور، و#السابع_من_أكتوبر بداية #طوفان_الأقصى قال الله تعالى: (وذكّرهم بأيام الله)... (فريقا تقتلون وتأسرون فريقا)".

 

الصحفي جابر الحرمي: "22 شهرا وكتائب القسام تقاتل كما الشهر الأول من #طوفان_الأقصى... كمائن واستهداف وعمليات بطولية لا نظير لها... تواجه القسام إجرام الكيان وحلفائه، وتقاوم تواطؤ الغرب وخذلان العرب، ورغم أنهار الدماء والدمار والحصار، ما زالت غزة صامدة."

 

الحقوقي د. يحيى غنيم: "يقينًا لم تتضرر #غزة في الطوفان كما تضررت إسرائيل؛ فغزة تهدمت فيها المباني، بينما تهدمت في #إسرائيل المعاني والمبادئ وأسس الدولة... وبينما خسرت غزة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، خسرت إسرائيل الملايين من مؤيديها حول العالم."

 

الباحث اليمني أنيس منصور: "علمتنا غزة العزة وتعلمنا من الطوفان أنه مهما حطمتك الظروف وتقلبات الأيام، لا تستسلم، ولا تعش دور الضحية! انفض غبار الخذلان واستعد طاقتك من جديد، وسيهيئ الله لك فرجًا من حيث لا تحتسب."

 

د. حمود النوفلي: "قبل طوفان الأقصى لم يكن أحد يجرؤ على نقد الكيان المحتل دون اتهام بمعاداة السامية، أما اليوم فانقلب المشهد. أحدث استطلاع لواشنطن بوست يظهر أن 61٪ من اليهود الأميركيين يرون أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب، و39٪ يصفون أفعالها بالإبادة، خصوصًا بين الشباب والديمقراطيين."

 

الناشطة السياسية هيفاء فؤاد: "قبل أحداث 7 أكتوبر كانت غزة تعاني من الحصار والاعتقالات والاغتصابات والانتهاكات في سجون الاحتلال، فلا تلوموا المقاومة، فالعدو كان يقتل ويدمر قبل الطوفان."

 

الباحث السياسي محمد المختار الشنقيطي: "أعظم منجزات الطوفان أنه حرر الضمير الأميركي والضمير الألماني من الاحتلال الصهيوني."

 

الكاتب الصحفي صلاح بديوي: "أيها العرب، لقد اقترب يوم الطوفان السابع من أكتوبر العظيم، نحسب شهداء فلسطين في الجنة خالدين فيها أبدًا، ونبشّر الغرباء بقرب عودتهم من حيث جاءوا."

 

الإعلامي معتز مطر: "لقد استطاع الطوفان أن يحاصر الكيان ويعزله عالميًا كما وعد أبو إبراهيم، لكنه للأسف لم يستطع أن يعزل قصور الحكم العربية عن الكيان، فهي مرتبطة به وجوديًا ووظيفيًا."

 

الكاتب الصحفي ياسر الزعاترة: "أحلام التاجر المجنون عبدُ الصهاينة! آخر ما تقيأه من هذيان: (سنحصل على غزة والسلام الشامل)! لو كان لهذا بعض عقل لتذكر أفغانستان والعراق، ولأدرك أن ما بعد الطوفان ليس كما قبله."

 

ختامًا
بعد عامين على الطوفان، ما زالت غزة تكتب بدمها فصول الكرامة، وتعيد للعالم بوصلة الإنسانية.
سقطت الأساطير العسكرية، وتهاوت الصورة المصطنعة للاحتلال أمام عدسات الحقيقة ووعي الشعوب.
لقد كانت المقاومة، ولا تزال، مدرسة في الإيمان والثبات، ورايةً تذكّر الأمة بأن طريق التحرير لا يُرسم بالبيانات، بل بالتضحيات.
سيبقى طوفان الأقصى علامة فارقة في التاريخ، وشعلة وعي لا تنطفئ، تؤكد أن زمن الهيمنة إلى زوال، وأن وعد الله بنصر المظلومين آتٍ لا محالة.