شهد مطار إسطنبول الدولي، أمس السبت، وصول طائرة تقل عشرات الناشطين الدوليين المشاركين في أسطول الصمود العالمي، وذلك عقب ترحيلهم من قبل السلطات الاحتلال الاسرائيلي، التي اعترضت السفن أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني.

وحطّت الطائرة التابعة للخطوط الجوية التركية وعلى متنها 36 مواطناً تركياً و137 ناشطاً من رعايا 12 دولة مختلفة، بينهم 23 ماليزياً، وفق ما أكدت مصادر رسمية تركية.
 

شهادات الناشطات: “صادروا حجابنا”
أفادت ناشطات من المشاركات في الأسطول، عقب وصولهن إلى تركيا، أن القوات الإسرائيلية صادرت حجاباتهن أثناء الاحتجاز، ما اضطرهن لتغطية رؤوسهن بالقمصان. ووصفن هذه الحادثة بأنها "أعمال وحشية"، مؤكدات أن هذه الانتهاكات لن تثنيهن عن مواصلة مسيرة التضامن مع غزة.

وأضافت الناشطات أن الأسطول سيستمر في جهوده الدولية لكسر الحصار، والتواصل المباشر مع أهالي غزة قريباً.

 

الموقف التركي: “صوت المظلومين”
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قال في منشور على منصة “إكس” إن بلاده تواصل متابعة أوضاع المشاركين في الأسطول، مشدداً على أن هؤلاء النشطاء “أظهروا موقفاً مشرفاً ضد الظلم بشجاعتهم وتصميمهم”، واصفاً إياهم بأنهم أصبحوا صوت المظلومين في العالم بنضالهم من أجل العدالة والقيم الإنسانية.

وأضاف أن أنقرة ستبذل جهودها لضمان عودة جميع مواطنيها إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن، مؤكداً أن تركيا لن تتخلى عن دعمها للقضية الفلسطينية.
 

الموقف الإسرائيلي: “استفزاز سياسي”
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها رحّلت 137 ناشطاً من المشاركين، زاعمة أن هدفهم “لم يكن إنسانياً وإنما استفزاز سياسي لصالح حركة حماس”، على حد قولها.

وقال بيان الوزارة إن إسرائيل عرضت على القائمين على الأسطول نقل المساعدات عبر قنوات أخرى بالتنسيق مع إيطاليا واليونان، لكن المشاركين رفضوا، مشيرة إلى أن الكمية التي كانت بحوزتهم “محدودة للغاية ولا تعكس ادعاء العمل الإنساني”.

وأضاف البيان أن بعض الحكومات الأجنبية ما تزال “تتردد في استقبال مواطنيها”، مؤكداً أن إسرائيل ستسرع في ترحيل جميع النشطاء الذين تم توقيفهم.
 

خلفية: اعتراض دولي واحتجاز مئات
وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قد استولت، مساء الأربعاء الماضي، على 42 سفينة مشاركة في أسطول الصمود العالمي أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقلت مئات من الناشطين الدوليين على متنها.

ويُذكر أن “أسطول الصمود” يعد أحدث تحرك دولي شعبي من نوعه يهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ عام 2007، والذي تسبب في أوضاع إنسانية واقتصادية متفاقمة داخل القطاع.