لقي ثلاثة أطفال مصرعهم وأصيب سبعة آخرون، جميعهم من عمال اليومية، في حادث انقلاب سيارة ربع نقل على الطريق الصحراوي الغربي بأسيوط أمام قرية العتامنة بزمام منفلوط، بعدما انفجر إطار السيارة بشكل مفاجئ أدى إلى فقدان السيطرة عليها وانقلابها.

وبحسب التحريات الأولية، فإن الضحايا والمصابين ينتمون جميعًا إلى قرية بني رافع التابعة لمركز منفلوط، وكانوا في طريقهم للعمل بأحد المزارع. وقد هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث ونقلت الجثامين والمصابين إلى مستشفى منفلوط المركزي، حيث تم التعرف على المصابين وهم: معتز حسن علي (12 سنة)، بسمة عادل حلمي (10 سنوات)، هايدر حربي سيد (10 سنوات)، أحمد محمد جابر حسن (12 سنة)، يوسف قاسم شعبان (11 سنة)، حسن ممدوح سيد (11 سنة)، وعبده علي دياب أحمد (18 سنة).
 

كارثة إنسانية تتكرر
لم يكن هذا الحادث الأول من نوعه، بل حلقة جديدة في سلسلة نزيف الطرق. ووفق شهادات الأهالي، فإن الأطفال كانوا مضطرين للعمل في المزارع لمساعدة أسرهم الفقيرة، وهو ما يكشف عن معاناة اجتماعية مزدوجة: فقر يدفع القُصّر إلى العمل المبكر، وإهمال في البنية التحتية يحصد أرواحهم على الطرق.
 

خبراء: الحوادث تلتهم الأرواح والاقتصاد
الخبير المروري اللواء أحمد سرحان أكد أن "الطرقات أصبحت مصدر نزيف بشري واقتصادي"، مشيرًا إلى أن الحوادث تؤدي إلى خسائر فادحة في الإنتاج، وتعطل حركة التجارة والسياحة، وتفقد المجتمع الثقة في البنية التحتية.

أما أستاذ الاقتصاد الدكتور محمد عادل فشدد على أن "الحوادث تكلف الدولة مليارات الجنيهات سنويًا، سواء في علاج المصابين أو تعويضات الوفيات أو إصلاح الطرق، فضلًا عن تعطيل حركة الشحن والاستثمار".

وفي السياق ذاته، حذر خبراء السياحة من أن تكرار الحوادث على الطرق المؤدية للمناطق السياحية والساحلية يضر بسمعة مصر عالميًا، ويثير مخاوف لدى السائحين الأجانب.
 

الحاجة إلى خطة إنقاذ وطنية
الحادث المؤلم كشف مجددًا عن غياب خطة وطنية شاملة لمواجهة أزمة الطرق، فبينما تتواصل المؤتمرات والوعود الحكومية، تبقى أرواح المصريين رخيصة على الأسفلت.