شهدت محافظة المنوفية حالة من القلق والفزع بين سكانها، عقب إعلان السلطات المحلية مساء الخميس عن ارتفاع غير مسبوق في منسوب المياه بفرع نهر النيل، ما أدى إلى غمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ومنازل الأهالي بمركز أشمون.
 

 

غرق مئات الأفدنة ومنازل الأهالي
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن محافظة المنوفية، فإن مياه النيل اجتاحت ما يقرب من 1000 فدان من أراضي طرح النهر، إضافة إلى تسربها داخل عدد من المنازل القريبة من المجرى المائي، ما أدى إلى أضرار بالغة في ممتلكات الأهالي. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد صادمة لبيوت غمرتها المياه بالكامل، ومزارعين يقفون عاجزين أمام مشهد غرق محاصيلهم وأراضيهم.
 

تحذيرات رسمية وإخلاء فوري
المحافظة ناشدت سكان وأهالي المناطق المتضررة بضرورة الإخلاء الفوري للمنازل والأراضي الزراعية لتجنب أي خسائر في الأرواح، محذّرة في الوقت نفسه من زراعة أي محاصيل في الوقت الراهن.
 

 

مدبولي يحذر من خطورة الموقف
وكان رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قد أطلق تحذيرات سابقة بشأن خطورة الموقف بعد فتح بوابات سد النهضة، مشيرًا إلى أن تدفق كميات ضخمة من المياه نحو مجرى النيل قد يؤدي إلى غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمناطق السكنية، ولفت إلى أن التجربة السودانية خلال الأسابيع الماضية تقدم دليلاً على خطورة التداعيات، بعدما شهدت البلاد غرق عشرات القرى الزراعية بسبب فيضان النيل.
 

صور وفيديوهات توثق الكارثة
المشهد في المنوفية لم يكن مجرد بيانات رسمية؛ إذ وثق الأهالي عبر هواتفهم المحمولة مقاطع فيديو وصورًا تُظهر المياه وهي تبتلع الشوارع والبيوت، فيما شوهد بعض المواطنين يحاولون إخراج ما تبقى من متاعهم قبل أن تغمره المياه.

وانتشرت المقاطع بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، مصحوبة بموجة غضب وخوف من تداعيات الكارثة إذا استمر منسوب المياه في الارتفاع.
 

 

أزمة مستمرة وتداعيات خطيرة
ويرى مراقبون أن ما يحدث في المنوفية يمثل جرس إنذار حقيقي يسلط الضوء على خطورة سد النهضة وتداعياته المباشرة على الأمن المائي والغذائي في مصر. فبينما يسعى الفلاحون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من محاصيلهم ومنازلهم، تطرح الأزمة تساؤلات كبرى حول مستقبل المناطق القريبة من مجرى النيل، وإمكانية تكرار السيناريو نفسه في محافظات أخرى.