شهدت محافظة بني سويف، في الساعات الأولى من صباح الإثنين الماضي، حادث خروج قطار بضائع رقم 2450 عن القضبان، أثناء مروره بمنطقة حوش محطة قطارات مركز ببا جنوب المحافظة، خلال رحلته القادمة من أسوان والمتجهة إلى قرية أولاد سيف بمحافظة الشرقية، محملًا بشحنة من مادة الطفلة المستخدمة في صناعة الأسمنت.
الحادث أسفر عن خروج 7 عربات كاملة عن مسارها، ما أدى إلى ارتباك حركة القطارات على خط الصعيد، لكنه مرّ دون تسجيل خسائر بشرية أو إصابات، وهو ما اعتبره البعض "الصدفة الوحيدة الجيدة" وسط سلسلة متواصلة من الكوارث المرتبطة بالقطارات في مصر.
كامل الوزير في مرمى الانتقادات: "إلى متى الحصانة السياسية؟"
رغم مليارات الجنيهات التي أعلنت الدولة ضخها في ملف تطوير السكك الحديدية منذ سنوات، لا تزال الحوادث تتكرر بوتيرة لافتة، وهو ما وضع وزير النقل الفريق كامل الوزير في دائرة انتقادات حادة.
الخبير في شؤون النقل، الدكتور محمد الشاذلي، علق على الحادث قائلاً: "ما يحدث ليس قضاءً وقدرًا، بل نتيجة مباشرة لإهمال البنية التحتية وسوء الإدارة. استمرار كامل الوزير في منصبه رغم هذه الكوارث يعد جريمة سياسية وأخلاقية".
تصريحات الخبير تتقاطع مع تساؤلات الرأي العام حول مدى جدوى الإنفاق الضخم المعلن على تطوير المرفق، في ظل بقاء مشهد "الدمار على القضبان" حاضرًا بشكل شبه موسمي.
غضب شعبي يشتعل على مواقع التواصل: "الاستقالة في أي بلد محترم"
الحادث فجّر موجة جديدة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر مواطنون أن بقاء كامل الوزير في موقعه رغم توالي الحوادث، دليل على "تحصين الفشل" داخل مؤسسات الدولة.
أحد المعلقين كتب: "لو الحادثة دي في أي دولة محترمة كان الوزير استقال من بدري. عندنا بيموتوا الناس عادي، والوزير يفضل يتصور ويقول إحنا شغالين".
تدوينات مشابهة حملت نبرة ساخرة ممزوجة باليأس، معتبرة أن المواطن المصري أصبح معتادًا على سماع أخبار حوادث القطارات وكأنها جزء طبيعي من حياته اليومية.
حوادث القطارات في مصر.. أرقام لا تُخطئ
وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، سجّلت مصر أكثر من 1000 حادث قطار في عام واحد فقط، وهو رقم صادم يكشف حجم الكارثة التي تعيشها السكك الحديدية.
ورغم تشكيل عشرات اللجان وإطلاق مئات التصريحات الوعودية، تبقى النتائج على الأرض محدودة، والضحايا يتزايدون عامًا بعد آخر.