استشهد لاعب كرة القدم الفلسطيني محمد السطري، نجم نادي شباب رفح، أمس الأربعاء، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما كان يقف في طابور المساعدات الغذائية شمال غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا عن مصدر طبي في غزة، فإن السطري سقط شهيدًا برصاص مباشر أطلقته قوات الاحتلال على المدنيين المتجمهرين بانتظار لقمة عيش تسد رمقهم، ليضاف اسمه إلى قافلة طويلة من الرياضيين الفلسطينيين الذين أودت بهم حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ قرابة عامين.
الرياضة تحت النار.. أكثر من 355 لاعبًا شهيدًا
السطري لم يكن أول الرياضيين المستهدفين؛ إذ كشف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منذ 7 أكتوبر 2023، ما يزيد على 355 لاعب كرة قدم فلسطيني، فضلًا عن تدمير معظم البنية الرياضية في القطاع، من ملاعب وصالات وأندية. هذه الأرقام تعكس محاولة منهجية لطمس هوية فلسطين الرياضية والثقافية، وإفقاد شبابها مساحة الأمل الوحيدة في ظل الحرب والحصار.
دعوات لتعليق مشاركة إسرائيل رياضيًا
خلال الأيام القليلة الماضية، أصدر خبراء أمميون والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بيانين منفصلين دعوا فيهما إلى تعليق مشاركة الفرق واللاعبين الإسرائيليين في المسابقات الدولية، حتى توقف إسرائيل حربها الدموية على غزة. الدعوات جاءت في سياق تصاعد الغضب الدولي من استهداف الرياضيين والبنية التحتية الرياضية، باعتبارها جريمة مزدوجة: قتل الإنسان، وتدمير ما يحمله من رسالة سلام وتنافس شريف.
أرقام مروعة للإبادة الجماعية
منذ انطلاق الحرب في 7 أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل، بدعم أمريكي، أكثر من 65 ألفًا و419 فلسطينيًا، وأصابت 167 ألفًا و160 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. كما تسببت المجاعة الناتجة عن الحصار في وفاة 442 شخصًا، بينهم 147 طفلًا، في مشهد وصِف بأنه "عار على الإنسانية".
احتلال مستمر وغياب للعدالة
تأتي هذه الجريمة الجديدة لتؤكد استمرار الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة وأراضٍ فلسطينية أخرى، فضلًا عن أراضٍ في سوريا ولبنان، ورفضه الانسحاب وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.