شهدت المنطقة الحدودية بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم الخميس، عملية مسلحة جديدة أثارت حالة من الاستنفار الأمني والسياسي داخل إسرائيل، بعدما قُتل إسرائيليان في عملية إطلاق نار عند معبر الكرامة (المعروف إسرائيليًا باسم "معبر اللنبي")، الرابط الرئيسي بين الضفة الغربية والأردن.
وبحسب ما أوردته وسائل الإعلام العبرية، فقد أصيب رجلان، أحدهما في العشرينات والآخر في الستينات من عمره، بجراح خطيرة إثر تعرضهما لإطلاق نار مباشر عند المعبر، قبل أن يعلن لاحقًا عن وفاتهما متأثرين بإصابتهما.
تفاصيل العملية والتحقيقات الأولية
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مقتضب إنه تلقى بلاغات عن إطلاق نار على المعبر، لكنه لم يفصح عن طبيعة المنفذ أو خلفيات العملية، في حين أفادت إذاعة "كان ريشت بيت" بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحقق في احتمال أن يكون مطلق النار جنديًا أردنيًا.
من جانبها، ذكرت صحيفة "والاه" العبرية أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن مصدر إطلاق النار كان من الجانب الأردني للحدود، فيما أشارت وسائل إعلام أخرى إلى أن المنفذ هو سائق شاحنة أردني كان ينقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، قبل أن يفتح النار باتجاه قوات الاحتلال عند المعبر.
القسام يعلق: "الأردن منا ونحن منه"
وفي أول رد فعل فلسطيني على العملية، أصدرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بيانًا مقتضبًا علقت فيه على الحدث قائلة: "الأردن منّا ونحن منه".
وفي سياق متصل، أصدرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بيانًا أعلنت فيه مباركتها للعملية التي نُفذت على معبر الكرامة الحدودي.
وقالت السرايا في بيانها: "نبارك باسم شعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة، العملية البطولية على معبر الكرامة بين الأردن وفلسطين المحتلة، والتي نفذها نشميٌ من نشامى الأردن العزيز، وهي رد طبيعي على جرائم العدو الصهيوني المتصاعدة والممنهجة في غزة والضفة والقدس المحتلة".
وأضافت: "إن مصرع ضباط وجنود العدو الصهيوني اليوم على حدود الأردن وفي غزة ليست إلا دليلًا قاطعاً أنهم الغرباء المجرمون على هذه الأرض المباركة، وإلى زوال، وأن المقاومة خيار أمتنا".
ودعت السرايا "أبناء الأمة العربية إلى تصعيد العمل المقاوم، للجم الكيان الصهيوني عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ومقدسات الأمة".
خلفية مشابهة تعيد للأذهان أحداث العام الماضي
الحادثة أعادت إلى الأذهان عملية سابقة وقعت في سبتمبر 2024، حين نفذ الأردني ماهر الجازي عملية إطلاق نار عند المعبر ذاته، أدت إلى مقتل ثلاثة من عناصر الأمن الإسرائيليين. حينها، وصفت تل أبيب العملية بأنها ضربة موجعة لأمنها في أكثر المعابر حساسية، قبل أن تؤكد لاحقًا "تحييد المنفذ".
تزامن مع خسائر في غزة
وفي سياق متصل، أعلنت وسائل إعلام عبرية اليوم الخميس، عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة ثمانية آخرين بجراح متفاوتة، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية عسكرية من نوع "هامر" خلال المعارك الدائرة في جنوب قطاع غزة.
ووصف الإعلام العبري الانفجار بأنه "قاسٍ جدًا"، مشيرًا إلى أن المنطقة التي وقع فيها الحادث كانت تُعتبر "آمنة" بالنسبة لجيش الاحتلال. الحادثة سلطت الضوء من جديد على حجم الخسائر التي يتكبدها الجيش في غزة رغم إعلان قياداته مرارًا عن السيطرة على المناطق الحدودية.
شاهد:
https://www.youtube.com/watch?v=8mwIa0RUBJg
https://www.youtube.com/watch?v=xiyacm96w5I
https://www.youtube.com/watch?v=lAALTDypSpg
https://www.youtube.com/watch?v=dJV1jotHIbM
https://www.youtube.com/watch?v=953m3li1Boc