كبدت سلسلة المقاهي الأمريكية الشهيرة "ستاربكس" في ماليزيا خسائر غير مسبوقة، بعدما وصلت حملات المقاطعة الشعبية إلى ذروتها خلال العام المالي المنتهي في يونيو الماضي.

وأعلنت الشركة المالكة لامتياز "ستاربكس ماليزيا" أن صافي خسائرها تضاعف أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام السابق، ليبلغ 292 مليون رينجيت ماليزي (نحو 69 مليون دولار أمريكي)، في حين تراجعت الإيرادات بنسبة 36% لتصل إلى 477 مليون رينجيت فقط، وهو ما يمثل أدنى مستوى لها منذ بدء عملها في السوق الماليزية.

وأكدت الشركة أن هذه النتائج جاءت نتيجة "التأثير الممتد للأجواء المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط، وانعكاساته على ديناميكيات السوق المحلية وأنماط إنفاق العملاء"، مشيرة إلى أن استمرار المقاطعة دفعها إلى تسجيل مخصصات ضخمة مرتبطة بانخفاض قيمة الأصول والمعدات والعقارات، إلى جانب تقليص العمليات التشغيلية.
 

حملات المقاطعة تضرب العلامات الأمريكية
وتأتي هذه الخسائر في ظل تصاعد المقاطعة العالمية للمنتجات والشركات المتهمة بارتباطات مباشرة أو غير مباشرة بالاحتلال الإسرائيلي، إذ شهدت علامات الوجبات السريعة الأمريكية الكبرى – ومن بينها ماكدونالدز وستاربكس – ضغوطًا متزايدة من الرأي العام في الدول الإسلامية والعربية، ما أدى إلى إغلاق بعض الفروع وتراجع المبيعات بشكل لافت.

في ماليزيا تحديدًا، وهي دولة ذات غالبية مسلمة وحساسية عالية تجاه قضايا الأمة الإسلامية، كانت الاستجابة الشعبية لحملات المقاطعة واضحة وفعّالة، حيث اتجه المستهلكون لدعم البدائل المحلية والإسلامية على حساب العلامات الغربية التي يُنظر إليها باعتبارها منحازة لإسرائيل.
 

السياق الإنساني: حرب إبادة في غزة
وترتبط هذه التطورات الاقتصادية مباشرة بالمأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها المدمرة منذ ما يقارب العامين بدعم أمريكي كامل، متسببة في كارثة إنسانية غير مسبوقة.

ووفق آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء إلى 62,895 شهيدًا، فيما بلغ عدد المصابين 158,927، مع وجود أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض. كما تعاني غزة من مجاعة حصدت أرواح العشرات، بينما يعيش أكثر من مليوني إنسان في ظروف نزوح قسري ودمار شبه كامل للبنية التحتية.