يستمر نزيف الدم في قطاع غزة لليوم الـ688 على التوالي من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم سياسي وعسكري أميركي غير محدود، وسط صمت دولي وتواطؤ غير مسبوق، في مشهد يرسخ فصول الكارثة الإنسانية الأكبر في العصر الحديث.

ومنذ ساعات الفجر الأولى، تصاعدت وتيرة الغارات الجوية والمدفعية، مصحوبة بعمليات قصف عشوائي على الأحياء السكنية، واستهداف متعمد للنازحين والجائعين الذين يبحثون عن لقمة عيش تحت سماء ملبدة بالدخان والدمار، لتتواصل سلسلة المجازر التي أودت بحياة آلاف الأطفال والنساء والشيوخ.
 

مجازر جديدة ومعاناة متفاقمة

استشهد وأصيب العشرات في قصف مدفعي طال منازل المواطنين في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

استشهد طفلان وأصيب آخرون جراء استهداف خيام النازحين في مخيم القادسية غرب خان يونس.

ارتقى الشاب زكريا يحيى عواد قرب منطقة موراج بخان يونس، فيما استشهد أحمد سعيد عطوة زعرب متأثراً بجراح أصيب بها في قصف سابق.

سجلت مستشفيات دير البلح والعودة والكويت الميداني وصول عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النازحين أو الأسرى المحررين الذين أطلق سراحهم الاحتلال بعد تعذيب ومعاناة طويلة.

استشهدت الرضيعة آسيا أبو عيدة نتيجة التجويع وسوء التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا المجاعة إلى 289 شهيداً بينهم 115 طفلاً.
 

قصف ممنهج ونسف أحياء بأكملها
واصلت قوات الاحتلال سياسة الأرض المحروقة عبر قصف مكثف على جباليا، حي الشجاعية، حي الرمال، والمغازي، إضافة إلى استهداف متكرر لمخيمات النزوح.
كما عمدت إلى نسف المباني السكنية بالمتفجرات والروبوتات، في الشيخ رضوان والزرقاء والحي السعودي برفح، ما أدى إلى محو أحياء كاملة وتشريد آلاف العائلات.
 

إحصاءات الفاجعة
بحسب وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الشهداء حتى اليوم:

  • 62,686 شهيداً.
  • 157,951 مصاباً.
  • أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الركام أو في ظروف النزوح القسري.

ومن بين الضحايا:

  • 19 ألف طفل استشهدوا منذ بدء الحرب، بينهم 18 ألفاً نقلوا إلى المستشفيات.
  • 14,500 امرأة قضين تحت القصف أو برصاص الاحتلال.
  • 1,590 شهيداً من الطواقم الطبية.
  • 115 شهيداً من فرق الدفاع المدني.
  • 754 شهيداً من عناصر شرطة تأمين المساعدات.

كما ارتكبت قوات الاحتلال أكثر من 15 ألف مجزرة، وأبيدت خلالها نحو 2500 عائلة بالكامل من السجل المدني.
 

دمار شامل وخسائر فادحة
وفق المكتب الإعلامي الحكومي وهيئات أممية:

  • تم تدمير أكثر من 88% من مباني قطاع غزة.
  • بلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة 62 مليار دولار.
  • الاحتلال يسيطر على 77% من مساحة القطاع.
  • تدمير كامل لـ 149 مدرسة وجامعة، وتضرر جزئي لـ 369 أخرى.
  • تدمير 828 مسجداً كلياً و167 مسجداً جزئياً، إلى جانب تسوية 19 مقبرة بالأرض.

 

مأساة إنسانية مفتوحة على المجهول
المشهد في غزة اليوم يتجاوز حدود الكارثة؛ أحياء كاملة أُزيلت من الوجود، مجاعة تتسع رقعتها وتحصد مزيداً من الأرواح، عشرات آلاف الجرحى بلا دواء، وأطفال يموتون جوعاً أمام مرأى العالم.

وفي ظل هذا الخراب الممتد، يستمر الاحتلال بفرض معادلة الموت الجماعي، مدعوماً من الإدارة الأميركية التي توفر له الغطاء السياسي والعسكري، فيما يكتفي المجتمع الدولي ببيانات شكلية، تاركاً أكثر من مليوني إنسان يواجهون الإبادة بأجسادهم العارية.
 

شاهد:

https://x.com/AnasAlSharif0/status/1959548942296776705
https://x.com/Dr_Muneer1/status/1959289867067875449
https://x.com/AJArabicnet/status/1959290729936642105
https://x.com/alqudsalarabi/status/1959340173688259022