تواجه مجموعة من الإسرائيليين أزمة غير مسبوقة بعد أن وجدوا أنفسهم عالقين على متن سفينة سياحية في إحدى جزر اليونان، نتيجة اندلاع مظاهرة شعبية غاضبة مناوئة لـ"إسرائيل"، على خلفية المجازر المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن عشرات الإسرائيليين لم يتمكنوا من مغادرة السفينة بسبب التجمهر الشعبي في الجزيرة، ما أثار قلق السلطات الإسرائيلية، ودفع بوزير الخارجية جدعون ساعر إلى إجراء اتصال عاجل بنظيره اليوناني، مطالبًا بالتدخل الفوري لحل الأزمة وضمان سلامة الإسرائيليين.
وأكدت تقارير محلية في اليونان أن المظاهرة، التي اتسمت بالسلمية، جاءت ضمن سلسلة من الاحتجاجات التي تجتاح عدة مدن أوروبية للتنديد بما تصفه منظمات حقوقية بأنه "حرب إبادة جماعية" تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة، بدعم أمريكي سياسي وعسكري مطلق.
حرب الإبادة في غزة.. أرقام صادمة
يأتي هذا التصعيد في المشاعر الشعبية الأوروبية، في ظل الأرقام المفزعة التي تتوالى من غزة، حيث تشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع قد ارتفع إلى أكثر من 59,106 شهيدًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 142,511 مصابًا، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض أو في ظروف قسرية.
ويُشار إلى أن قوات الاحتلال صعّدت عملياتها بعد تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان قد تم التوصل إليه في 18 مارس 2025، مما أسفر عن 8,268 شهيدًا و30,470 جريحًا خلال فترة قصيرة فقط.
وفي تحول خطير، حولت قوات الاحتلال ما تبقى من نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد موت، منذ 27 مايو الماضي، حيث استشهد 1,026 فلسطينيًا وأصيب 6,563 آخرون، وفُقد 45 شخصًا، وسط ترويج إسرائيل لما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" – وهي كيان رفضته الأمم المتحدة – كغطاء لما تسميه "العمل الإنساني"، بينما يستخدم فعليًا لفرض مزيد من الخضوع والموت الجماعي.
استهداف منهجي للطواقم الطبية والبنية التحتية
وشهد القطاع سلسلة من الهجمات التي استهدفت بشكل مباشر المؤسسات الطبية والإنسانية، حيث قُتل 1,582 من الطواقم الطبية، و115 عنصرًا من الدفاع المدني، و220 من العاملين في مجالات الدعم الإنساني، إلى جانب 754 من عناصر شرطة تأمين المساعدات.
كما ارتكبت قوات الاحتلال ما يزيد عن 15 ألف مجزرة موثقة، استهدفت 14 ألف عائلة فلسطينية، أبيدت منها نحو 2,500 عائلة بشكل كامل، في جرائم وصفتها منظمات حقوقية ودولية بأنها "تطهير عرقي ممنهج".
تدمير شامل للبنية المدنية
ووفق معطيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بالتعاون مع جهات أممية، فقد أسفرت الحرب عن تدمير أكثر من 88% من مباني قطاع غزة، وتُقدر الخسائر المادية بما يزيد عن 62 مليار دولار. وقد دمرت قوات الاحتلال بالكامل 149 مدرسة وجامعة، و828 مسجدًا، إضافة إلى 19 مقبرة، فيما دمرت بشكل جزئي 369 مؤسسة تعليمية، و167 مسجدًا.
وتسيطر قوات الاحتلال حاليًا على 77% من مساحة القطاع، عبر الاجتياح المباشر، وسياسة الأرض المحروقة، والتهجير الجماعي القسري للسكان.
الفيديو: