لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب آخر وبترت قدماه، إثر سقوط سيارتي نقل محملتين بالأسمنت في معدية ببورسعيد.

وبحسب شهود عيان، بدأ الحادث بتحميل المعدية بسيارتين، وبعد تحركها 20 مترًا، تعطلت فرامل السيارة الأولى، فنزل السائق لتفقدها دون تأمينها وخوفًا من تلفها، حاول السائق العودة للخلف دون أن يدرك أن المعدية تتحرك.

تسبب رجوع المقطورة المحملة بـ 120 طنًا في كسر باب المعدية وسقوط السيارة الأولى. ومع استمرار تلف الفرامل، حاول السائق إصلاحها، ما أدى إلى إصابة قدمه وسقوط السيارة الثانية.

استدعت هيئة قناة السويس أوناشًا ثقيلة لانتشال السيارتين، ونجحت في رفعهما. وتكثف فرق الإنقاذ النهري جهودها لانتشال الجثث.

كما تم انتشال سائق مصاب ببتر في قدمه، ونقله إلى مستشفى الحياة في بور فؤاد.

 

حوادث متكررة                

في يناير من العام الماضي، استيقظ المصريون على حادثة غرق سيارة من أعلى معدية نهرية غير مرخصة(عبّارة تنقل الركاب والبضائع والسيارات بين ضفتي نهر النيل)، حملت على متنها 23 شخصًا من عزبة التفتيش بمركز أشمون، أغلبهم أطفال لم تكن أعمارهم قد تجاوزت 15 عامًا وقتئذٍ. كانوا من عمال التراحيل العائدين من دوامهم الليلي في مزرعة للدواجن. وراح ضحية الحادث شخصين بالغين و8 أطفال، ما صعّد الحديث حول عمالة الأطفال في القرى الريفية وخطورة المعديات النهرية.

تكررت الحوادث المتعلقة بمعديات النيل، وحمّل أهالي الضحايا الحكومة المسؤولية مرارًا؛ بسبب تراخيها في التأخر في إنقاذ الضحايا وإهمال الجهات المسؤولة في تفعيل التفتيش.

كما مثّلت حادثة معدية الوراق في يوليو من العام 2015، التي راح ضحيتها 36 مواطنًا بينهم 20 طفلًا، الكارثة الأفدح في حوادث المعديات النهرية الأخيرة، وقد أوضحت التقارير الرسمية بأن المعدية حُملت بأكثر من طاقتها، ولم تكن مرخصة من هيئة النقل النهري.

غير أن الكارثة تمثلت وقتها في تنصل المسئولين من الحادثة بدءًا من رئيس حي الوراق الذي ذكر أرجع مسئولية منح التراخيص إلى شرطة المسطحات المائية، بينما وزارة الري قالت إن مسؤوليتها تنحصر فقط في إنشاء المراسي النيلية وأن تصاريح تسيير الوحدات النهرية مسؤولية مشتركة للجنة للتراخيص تضم ممثلي 9 وزارات وهيئات مختلفة.

وقد تكررت الحوادث منذ رحيل حكومة مبارك

  • ففي العام 2011 لقي 10 أشخاص مصرعهم في غرق معدية بأسوان، ثم 30 شخصًا آخرين في حادث غرق إحدى المعديات النيلية، ببني سويف.
  • وفي العام التالي لقي 6 أشخاص مصرعهم جراء غرق معدية نيلية، كان على متنها 19 شخصاً.
  • وفي العام 2013، انقلبت معدية تحمل 12 تلميذا في جنوب محافظة قنا، وغرق شخص فى حادث سقوط جرار زراعى من على معدية بالمنيا في نفس العام، وفقد 3 أشخاص حياتهم إثر غرق معدية المنيب بالجيزة في نفس العام أيضًا
  • بينما في 2014 سقط 50 راكبًا بمعدية في بني سويف، وفي 2014 غرق قائد معدية في سوهاج، بينما في نفس العام في المنيا غرق 23 شخصًا أثناء عبورهم لحضور جنازة
  • وفي العام 2015 غرقت معدية نيلية بمحافظة قنا، وفي نفس العام غرق 12 شخصًا أثناء عبورهم للاحتفال بزفاف في جزيرة الوراق بالقاهرة
  • وفي 2016 توفي 15 شخصًا إثر غرق معدية في كفر الشيخ.
  • وفي العام 2020 غرق 10 أشخاص في معدية بالبحيرة.
  • بينما في العام الجاري غرق شخصين في المنيا.

وحسب تقرير رسمي، فإن هناك 15 حادثة معديّة وقعت خلال 15 عامًا بدءًا من العام 2007 وحتى العام 2020، بمعدل حادثة سنويًا، أدت إلى وفاة 180 شخصًا على الأقل (من الملاحظ أنه بمطالعة عناوين الصحف في العشر سنوات الأخيرة فقط، تبين أن عدد الحوادث أكبر من العدد الرسمي المذكور لكن ليس هناك إحصاء رسمي/ غير رسمي دقيق بذلك)، فيما حصر مركز “دفتر أحوال” للأبحاث والأرشفة والتوثيق عدد حوادث النقل المائي الداخلي في مصر ما بين العامين 2011-2016 بحوالي 78 حادثة نتج عنها 83 حالة وفاة بسبب المعديات وحدها.

وأن عدد المعديات في مصر يقارب 9 آلاف و500 معدية، أكثر من 45 في المئة منها غير مرخصة وغير مطابقة للمواصفات القياسية، كما أن 70 في المئة من بحاريها لا يحملون تراخيص مزاولة المهنة، حسب مركز الدراسات الاقتصادية.