في خضم موجة من الغضب الشعبي بمصر إثر حادث طريق مأساوي أودى بحياة 19 فتاة في محافظة المنوفية، فجّر وزير النقل كامل الوزير، جدلاً واسعًا بعد تصريحاته التي قارن فيها تكلفة وجودة الطرق في مصر بنظيرتها في السعودية، متحديًا أن يتم الاستعانة بـ"أكبر استشاري عالمي" لمراجعة مشروعات الطرق في مصر.

وقال الوزير خلال حديثه:
"هاتوا أكبر استشاري عالمي يراجع ورانا وأنا هدفع مرتبه، روحوا شوفوا الطريق في السعودية بيتكلف كام وإحنا بنكلفه كام".
http://www.facebook.com/watch/?v=1704149966887167

لكن تصريحات الوزير لم تمر مرور الكرام على السعوديين، وجاء الرد سريعًا من شخصية بارزة في المملكة، هي تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، الذي استنكر هذه المقارنات بشكل علني.

رد سعودي لافت من تركي آل الشيخ
   
نشر تركي آل الشيخ مقتطفًا من تصريحات كامل الوزير عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، وأرفقها بتعليق يعكس استغرابه واستياءه من التصريحات المصرية، مشيرًا إلى الإنجازات التي حققتها المملكة في قطاع النقل والطرق.

وأرفق آل الشيخ منشوره بتقرير من صحيفة "الشرق الأوسط"، سلط الضوء على التقدم الكبير الذي أحرزته السعودية في هذا القطاع، حيث أحرزت المرتبة الأولى عالميًا في ترابط شبكات الطرق، وقفزت إلى المركز الرابع في جودة الطرق بين دول مجموعة العشرين.

وأضاف التقرير أن هذه النتائج جاءت بفضل الاستراتيجية السعودية التي تركز على تعزيز السلامة المرورية، ما أدى إلى خفض أعداد وفيات الحوادث بنسبة 50% خلال السنوات الأخيرة.
http://www.facebook.com/turkialalshik/posts/1348854526600215?ref=embed_post

فيما نشر تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه في المملكة منشور أخر على التواصل الاجتماعي فيسبوك، بالقول: «لا تعليق ...السعودية ipossible».
https://www.facebook.com/photo?fbid=1348654199953581&set=a.330873531731658
 

مأساة المنوفية تعيد الملف إلى الواجهة
   
هذا الجدل لم يأت من فراغ، بل جاء في سياق حالة من الصدمة المجتمعية بعد فاجعة المنوفية، حين اصطدمت شاحنة نقل ثقيل مع ميكروباص يقل 21 فتاة عاملة، وأسفر الحادث عن وفاة 19 شخصًا بينهم 18 فتاة وسائق الميكروباص، فيما نُقلت ثلاث مصابات في حالة حرجة إلى المستشفى.

وتحولت المأساة إلى قضية رأي عام، خاصة مع اتهامات واسعة لوزارة النقل بسبب تردي حالة الطريق الإقليمي الذي يفتقر إلى الإنارة الكافية، ويعاني من حفر عميقة وغياب شبه كامل للرقابة المرورية واللافتات التحذيرية.

 

انتقادات حادة لكامل الوزير.. ومطالبات بالمحاسبة
   
وعقب الحادث، تصاعدت الأصوات المنتقدة لأداء كامل الوزير، معتبرين أن تصريحاته عن تفوق طرق مصر على طرق السعودية تأتي في توقيت كارثي وتفتقر إلى الواقعية، بل تعكس انفصالاً عن الواقع الميداني.

ويطالب ناشطون وإعلاميون وحقوقيون بفتح تحقيق شامل حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حادث المنوفية، وتحديد مسؤوليات وزارة النقل، خصوصًا أن الطريق الذي وقع فيه الحادث افتتح قبل سنوات فقط، في عهد عبد الفتاح السيسي، بتكلفة مليارية، ويفترض أنه يراعي أعلى معايير السلامة.

المقارنة التي فجّرت العاصفة
   
تصريحات الوزير جاءت، على ما يبدو، في محاولة للدفاع عن تكلفة مشروعات الطرق في مصر التي تشهد جدلًا واسعًا بسبب الأرقام الضخمة التي يُعلن عنها، وسط أوضاع اقتصادية خانقة تمر بها البلاد.

غير أن مقارنة هذه المشروعات بطرق السعودية، التي تسير وفق رؤية 2030 الطموحة بميزانيات واستراتيجيات مختلفة، أثارت موجة من الردود، ليس فقط من تركي آل الشيخ، بل أيضًا من متابعين ونشطاء في كلا البلدين، الذين رأوا في الأمر مزايدة إعلامية لا تعكس الواقع.