شهدت لجان امتحانات الثانوية العامة صباح الأحد، اليوم تسريبًا واسعًا لإجابات امتحان اللغة الإنجليزية بعد دقائق فقط من بدء توزيع أوراق الأسئلة داخل اللجان، ما دفع العديد إلى إطلاق صيحات تحذير بشأن نزاهة الامتحانات ومصداقية الشهادات التي تُعد من أهم محطات مستقبل الطلاب.

 

تسريب منظم وإجابات منشورة لحظيًا
في تمام الساعة التاسعة صباحًا، ومع بدء توزيع أوراق امتحان اللغة الإنجليزية، تحركت جروبات الغش الإلكتروني النشطة على تطبيق "تليجرام" بسرعة لافتة، لتبدأ في نشر صور من الأسئلة وتعليمات صريحة تحضّ الطلاب على التصوير والإرسال فورًا.

بعد أقل من ثلاثين دقيقة، بدأت موجة ثانية من الرسائل على الجروبات ذاتها، تتضمن "الحلول النموذجية" للأسئلة، صادرة من جهات تزعم امتلاكها خبراء أو مدرسين متخصصين.

الرسائل حملت نبرة تحدٍّ واضحة، مستخدمة عبارات مثل: "صور وابعت، والمدرسين هيحلوا على طول"، في مشهد متكرر لكن هذه المرة بوتيرة أسرع وأكثر علانية.

وفي هذا السياق، قال الدكتور حسين عبد العزيز، الخبير في شؤون التعليم: "ما نشهده اليوم ليس مجرد تسريب لامتحان، بل كشف عن أزمة منظومة تعاني من ضعف الرقابة، وافتقار الثقة، والانفصام بين أدوات الرقابة التقليدية والواقع الرقمي الذي يتحرك فيه الطلاب يوميًا".

 

ردود فعل غاضبة من أولياء الأمور
حالة من الغضب سادت بين أولياء الأمور، الذين عبّروا عن قلقهم من أن تؤدي هذه الممارسات إلى ظلم لأبنائهم الذين يعتمدون على مجهودهم الشخصي. وتساءل كثير منهم عن مصير الطلاب المجتهدين وسط هذا "السوق السوداء" للإجابات.

وقالت السيدة نجلاء محمد، ولية أمر طالبة بالصف الثالث الثانوي: "هل يعقل أن نترك أبناءنا يذاكرون طوال العام، ثم يأتي من يغش ويحصل على نفس الدرجات؟ هذا ليس عدلًا ولا تعليمًا".