أعلن فريدي البياضي، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، تقدمه بطلب إحاطة عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزيري التنمية المحلية والسياحة والآثار، بشأن ما وُصف بـ"انتهاكات صارخة" تطال الأراضي المحيطة بكنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادي، إحدى المحطات الأساسية في مشروع مسار العائلة المقدسة في مصر – على حد وصفه –.

جاء هذا التحرك على خلفية تقارير ومعلومات تم تداولها مؤخرًا، تتحدث عن أعمال هدم وتجريف وقطع لأشجار في محيط الكنيسة، بما يُهدد الطابع التاريخي والديني للموقع، ويطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى التزام الجهات المعنية ببروتوكولات التعاون الموقعة منذ سنوات، والتي تهدف إلى حماية وتطوير هذا التراث الفريد.
 

البياضي: تحركنا لحماية تراث وطني وروحي فريد
   وفي تصريحات رسمية، أشار البياضي إلى أن تحركه النيابي يأتي دفاعًا عن "قيمة حضارية وروحية لا تخص المسيحيين وحدهم، بل كل المصريين"، مؤكدًا أن ما يحدث يرقى إلى "تشويه مقصود أو إهمال جسيم في حق واحد من أهم رموز التراث المصري والإنساني".
وأضاف: "بعد أيام فقط من تحركي بشأن دير سانت كاترين، أجد نفسي مجددًا أمام واقعة تُهدد أحد أهم معالم الهوية الروحية لمصر، وكأن هناك من يتعامل مع هذه المواقع التاريخية باعتبارها أراضٍ عقارية قابلة للإزالة، لا رموزًا مقدسة".
 

طلب إحاطة تحت قبة البرلمان: أسئلة حرجة للحكومة
تضمّن طلب الإحاطة، المقدم استنادًا إلى المواد الدستورية المنظمة لحقوق البرلمان في الرقابة، عدة تساؤلات مصيرية، من بينها: 

  • ما طبيعة الأعمال الجارية بمحيط كنيسة العذراء؟ ومن هي الجهة المنفذة؟
  • هل تم الالتزام ببروتوكول التعاون الموقع عام 2019 بين الكنيسة ومحافظة القاهرة ووزارة السياحة؟
  • هل تمت هذه الأعمال بتنسيق مع الكنيسة أو الجهات المختصة بالمشروع القومي؟
  • ما الضمانات الحكومية لحماية محطات مسار العائلة المقدسة من العبث أو الإهمال؟
  • لماذا تأخر تحويل مشروع المسار إلى نموذج وطني متكامل يعكس مكانة مصر الروحية عالميًا؟

ورغم توقيع بروتوكول رسمي في مارس 2019 بين الكنيسة ومحافظة القاهرة ووزارة السياحة، لتنظيم وتطوير المنطقة المحيطة، إلا أن المعلومات المتواترة تشير إلى أعمال تطوير غير معلنة جرت بعيدًا عن هذا الاتفاق، ما يطرح تساؤلات حول الشفافية واحترام المؤسسات الكنسية والدينية.
 

تحذير من ضياع فرصة تاريخية
   وشدد البياضي على أن "مشروع مسار العائلة المقدسة ليس مجرد مخطط سياحي، بل رسالة حضارية وإنسانية عابرة للحدود، تعزز من صورة مصر كأرض للتسامح والأديان والتاريخ المقدس".

وأشار إلى أن "أي تجاوزات أو إهمال في إدارة هذه المواقع تمثل خطرًا حقيقيًا على مكانة مصر العالمية، وفرصة تاريخية قد تضيع إلى الأبد في حال استمرار هذا التعامل غير المنضبط".
 

دعوة إلى المحاسبة والشفافية
   طالب البياضي الجهات الحكومية المعنية بسرعة الرد على ما ورد في طلب الإحاطة، ووقف أي أعمال تجريف أو هدم لحين البت في الأمر بشكل رسمي، محذرًا من أن التراخي في هذا الملف سيكون له تبعات على المستوى المحلي والدولي.
كما طالب بإحالة الطلب إلى اللجنة المختصة في مجلس النواب، واستدعاء الوزراء المعنيين للاستماع إلى إفاداتهم.