يعيش مئات الطلاب المصريين الدارسين في العاصمة الليبية طرابلس كابوسًا حقيقيًا، بعدما تحوّلت الأحياء التي تضم سكنهم وجامعاتهم إلى ساحات قتال مفتوحة بين الميليشيات المسلحة. 

ويطالب الطلاب بإنقاذهم وإعادتهم إلى مصر بشكل عاجل، في ظل انهيار الأوضاع الأمنية وتصاعد الاعتداءات والاقتحامات، مطالبين أيضًا بتحويلهم مؤقتًا إلى جامعات مصرية أو استكمال دراستهم عبر الإنترنت.

وتقول الطالبة إيمان عون، إحدى طالبات جامعة إفريقيا بطرابلس: "من يومين والدنيا مقلوبة. الضرب في كل حتة حوالينا، والصواريخ كانت فوق سكن الطالبات مباشرة. حسينا إن البيت بيتضرب فعلًا. مش عارفين نقعد ولا نتحرك".

وتشير إيمان إلى أن الجامعة تضم أكثر من 200 طالب مصري، إلى جانب أعداد كبيرة في جامعتي التحدي وطرابلس، وتضيف: "مفيش أمان نهائي، والبيوت بتتهاجم، وحصلت أكتر من عملية سرقة. بقينا عايشين في رعب حقيقي".

أما الطالبة رميساء عبد القوي، فتؤكد أن الوضع لم يعد يُحتمل: "إمبارح سمعنا ضرب نار وصواريخ جوية، وشوفنا دبابات بتمر من تحت السكن. بقينا محبوسين، لا عارفين نخرج ولا نتحرك. الوضع الأمني سيئ جدًا، والميليشيات بتحارب بعض، وبيهجموا على البيوت ويسرقوها. مفيش أي حماية لينا كطلبة مغتربين".

الطالب عبد السلام محمد، الذي يدرس أيضًا في جامعة إفريقيا، يؤكد أن حياته باتت مهددة: "أنا ساكن جنب معسكر الأربعات في الهضبة طول. الضرب قدام عنيا. كان ممكن نموت بجد. مفيش وسيلة نهرب بيها، ولسه الحرب ما خلصتش ومحدش عارف إيه اللي جاي".

ويصف عبد السلام معاناة الطلبة في ظل انقطاع المياه والإنترنت والطعام: "بقينا محبوسين في البيوت كأننا في سجن. مقدرناش نخرج نجيب حتى مية نشربها".

ومن جانب آخر، كشف الطالب محمد أحمد عامر، وهو طالب في كلية طب الأسنان بجامعة التحدي، عن تعرضه لسطو مسلح أدى إلى إصابته بجروح خطيرة: "دخلت عملية استمرت 3 ساعات لتوصيل أوتار اليد بعد إصابات في الوجه واليد والقدم. الوضع غير آمن تمامًا. في زميلات لينا اتعرضوا لحوادث سرقة واعتداءات قبل كده، وغيري كتير".

وتؤكد الطالبة ردينة محمد، من جامعة التحدي، أن الاشتباكات بدأت في مناطق أبو سليم وحي الانتصار وصلاح الدين، وتقول: "صاروخ ضرب بيت زميلنا، والبلد غير آمنة إطلاقًا. قبل كده زميل لينا اتعرض لسطو مسلح مرتين. إحنا بنطالب ننزل مصر ونكمل دراستنا مؤقتًا أونلاين لحد ما الدنيا تهدى".

من جهته، قال الطالب عبد الله، من كلية طب الأسنان بجامعة إفريقيا: "نعيش حالة من الذعر الشديد بسبب الوضع الحالي. الجامعة إدّت إجازة، لكن مش معروف إيه اللي هيحصل بعد كده. إحنا بنطالب إننا نرجع مصر والدراسة تبقى أونلاين مؤقتًا، ونتمنى يتعملنا إقامة نقدر نرجع بيها لما الأمور تهدى. الوضع مرعب بجد، الضرب والصواريخ حوالينا، وأهلنا في مصر عايشين في قلق مستمر".
 

مناشدات عاجلة
   
يطالب الطلاب المصريون في ليبيا بتدخل عاجل من حكومة عبدالفتاح السيسي سواء من وزارة التعليم العالي أو وزارة الخارجية، لتأمين إجلائهم من طرابلس وإعادتهم إلى مصر.
كما يناشدون الجامعات المصرية النظر في قبول تحويلهم مؤقتًا حتى استقرار الأوضاع الأمنية، لتجنّب ضياع عامهم الدراسي أو تعرضهم لمزيد من المخاطر.

ويختتم الطلاب مناشدتهم بعبارة واحدة متكررة: "إحنا بنعيش تحت الرصاص.. انقذونا.. انتم فين!!".
 

الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=fRNh7J-Dfj8
https://www.youtube.com/watch?v=HWr92l_0ZJM
https://www.youtube.com/watch?v=Y3TOrKmMSOM