كلما امتلأ مسرح العرائس بالمزيد من الأراجوزات والدمي المثيرة للضحك، علينا ألا نركز علي خشبة المسرح، بل على من يحرك الدمي من خلف ستار؛ لأنها تكون سياسة الإلهاء لتمرير المؤامرات، كما نشرها أحدهم عبر منصات التواصل.
والإلهاء يأخذ مناحٍ جدلية عديدة رئيسة بالدين والجنس والفتاوى الشاذة والتايواني، والجن والغيبيات وأحيانًا بافتعال مشكلات "خناق" وقلة القيمة، وغالبًا بالحوارات الطائفية حاضرة وسلسلة طويلة يظهر أبطالها تباعًا آخرهم وائل غنيم الذي ظهر في صورة تائب (والله أعلم بحاله) هذه المرة، ومرتضى منصور الذي يذود عن حياض الشرف والرجولة أمام محمد رمضان مرتدي ملابس المرأة الداخلية..
محمود حسن على فيسبوك Mahmoud Hassan يضع أدوات أخرى وعناوين عريضة "الفتنة الطائفية ، كرة القدم ، الفن والفنانين هم أهم ثلاث أدوات فى يد العسكر منذ زمن بعيد.
وعن أمثلة قريبة جداً أشار إلى أنه ضمن الفن والفنانين... محمد رمضان ، شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب.. وضمن كرة القدم... مرتضى منصور... شوبير.. أحمد سيد زيزو. وضمن الفتنة الطائفية... الأزمة الأخيرة "، معتبرًا أن "قلة الوعي وتسليم العقل للإعلام العسكري.. هي الأرض الخصبة للأزمات المفتعلة التي الغرض منها زيادة الاحتقان.. وإلهاء الشعب عن القضايا الاكثر اهمية.".
وبحسب د. حمزة زوبع فإنه "حين تفشل في تحقيق ما وعدت به الناس لابد من البحث عن ملهاة تلهي بها الشعب وبالتالي فالحل خلق أزمة جديدة يلتهي بها الناس لحين نسيان الأزمة أو المصيبة الكبرى".
وأضاف أن "لذا تلاحظ أن البلاد تمر من أزمة مفتعلة إلى أخرى أكثر افتعالا لكنها أزمات يمكن عبورها بينما الأزمات الكبرى تزداد اشتعالا وتزداد رقعة اختراق الأوطان شيئا فشيئا. ".
أسئلة كاشفة
وطرح زوبع عبر (إكس) @drzawba أسئلة كاشفة من عينة:
لماذا لم تتحقق وعود الجنرال على كثرتها؟ فلماذا لم يثبت سعر الجنيه؟ ولماذا زادت الأسعار عشرات الأضعاف رغم الوعود بضبطها؟ ولماذا لم تتقدم مصر في مجال الصحة والتعليم والقانون والقضاء وكل المنظمات المعنية تؤشر بأننا في ذيل الأمم؟ لماذا ضعفت مكانة مصر السياسية وتراجعت حتى بات مركز قيادة سياستها من خارج أراضيها ومن دولة صغيرة كان حلم قادتها يومًا ما بأن يكون لهم شقة في شارع من شوارع القاهرة الكبرى؟
لماذا تم أسر جنودنا في السودان؟ وأحكمت إثيوبيا قبضتها على مياه النيل؟
لماذا خفت صوت مصر في الحرب الصهيونية على غزة وارتفع الهتاف اطردوا السوريين؟
لماذا ليست لدى السلطة رؤية للخروج من الكوارث التي وضعت البلاد فيها وكل ما لديها هو تحيا مصر وان شاء الله هنبقى كويسين واحنا أيد واحدة وهل صنعت الهتافات مجدا أو أحدثت تغييرا؟
ما الذي تغير إلى الأفضل في مصر منذ 2013 وإلى اليوم؟
الكل يشكو ويئن والحديث( الماسخ) عن الإخوان لم يعد يستسيغه أحد ولم يعد ينطلي على احد !
ها أنتم تملكون خزائن الوطن، الأرض وما فيها وما عليها، والبحر وما في جوفه، والجبال وما تحمله، وصندوق تحيا مصر الذي لا يعرف عنه أحد شيئًا لا البرلمان ولا الأجهزة الرقابية فماذا فعلتم؟
بِعْتم الموانئ والشركات والبنوك، وفرضتم الضرائب والمكوس، واعتقلتم خيرة شباب الأمة، ولا تزالون تتحدثون عن أهل الشر ؟
لماذا لا تحدثوننا عن أهل الخير؟
قولوا لنا بأرقام حقيقية غير مضروبة ومعلومات صحيحة غير مزيفة ماذا أنجزتم ؟ ولماذا فشلتم ؟ وكيف الطريق للخروج من هذا المستنقع أو أكملوا طريقكم في صمت فما عاد الشعب يهتم بكم ولا بأفعالكم فقد قتلتم فيه كل صوت حر وقضيتم على حريته ومنعتنوه من التعبير عن رأيه في جرائمكم
محمود جمال الباحث بالمعهد المصري للدراسات @mahmoud14gamal نقل تحليل "لإستراتيجية الإلهاء" "يقول نعوم تشومسكي إن العنصر المهيمن للرقابة الاجتماعية هو "إستراتيجيّة الإلهاء"، لتحويل انتباه الجمهور عن القضايا المهمة، ويستخلص تشومسكي أنَّها عمل لإبقاء "الجمهور مشغولاً مشغولاً، من دون وقت للتفكير، للعودة إلى المزرعة مثل الحيوانات الأخرى".
أما النائب د. حسام فوزي جبر @HOSAM_MOKBEL فيقول: "بسبب سد النهضة النظام المصري يستخدم استراتيجية الالهاء لشغل الرأي العام.. قضايا التحرش.. كشف العذرية.. طرح الآراء الشاذة من مشايخ السلطان.. مرتضى منصور يرد على الخطيب والعكس.. الخناقات بين قناة الزمالك والأهلي.. كذبة طرب قاعدة الوطية.. وغيرها من الأمور التي تدل على وقاحة النظام الحاكم وعمالته".
وعن نماذج قريبة أشار الصحفي صلاح بديوي @bedewi1_s إلى أن "مصطفى العقاد مخرج فيلم الرسالة ظل سنوات طويلة يبحث عن ممول لافلامه الرائعة مثل الرسالة وعمر المختار وغيرها، ويوسف شاهين ظل سنين يبحث عن ممول لفيلمه الذي يحمل اسم صلاح الدين الايوبي دون جدوى.".
وأضاف "بينما واحد يساوى صفر مثل رامز جلال يحصل على التمويل الضخم وبدون حساب لمدة عشر سنوات لتقديم برنامج تافه.. هنا ستعرف مدى الكارثة الفكرية والثقافية التي نعيشها بسبب المال الفاسد الذي يعمل على إفساد العقول وطمس هويه الأجيال.. ".