أكد مراقبون على منصات التواصل الاجتماعي أن الرئيس الشهيد د.محمد مرسي حظي بمقابلة في جدة على مستوى الندية التي منحتها له ثورة يناير 2011 واختياره كأول رئيس مدني منتخب بعد نحو 150 سنة، اقتسمها حكم العسكر وأسرة محمد علي.
وتساءل أحد المنحازين عبر حسابه وفي مقال نشره عن "لماذا رحبت السعودية بأحمد الشرع ولم ترحب بمحمد مرسي؟!".
ورأى مراقبون أن لهجة المقال المزعوم أجابت أحيانا بصيغة اتهام، وأحيانا بصيغة تشكيك، وأحيانا بصيغة تهكم اعتادتها الكاتب (المنقلب) بحق الإخوان المسلمين والرئيس المدني المنتخب!
وممن وعى هدف الكاتب المنحاز، د.حمزة زوبع الإعلامي الذي سجل مجموعة نقاط أو ملاحظات عبر حسابه @drzawba وتحت عنوان "بين زيارتين" أوضح أنه "يحلو للبعض المقارنة بين زيارة الرئيس مرسي عليه رحمة الله والرئيس الشرع حفظه الله إلى السعودية ويتعجل البعض في افتراض نجاح زيارة الشرع على عكس زيارة مرسي؛ وهنا أتوقف قليلا لإيضاح بعض النقاط :
- الرئيس مرسي جاء بعد ثورة غير مسلحة وبانتخابات ديمقراطية حرة ، أي أنه جاء بإرادة شعبية ليست محل خلاف وهذا الأمر في حد ذاته مقلق للنظم الشمولية التي ترى الشعب مجموعة من الرعايا التي يمنون عليها ويمنحونها مكرمات أميرية بين الحين والآخر ، بينما في الحكم الديمقراطي يكون ما يحصل عليه الشعب استحقاق لا منحة ولا عطايا.
- الرئيس مرسي أيد الثورة السورية ونضال وجهاد الشعب علانية وفي مؤتمر حاشد دون بقية الدول تقريبا وهذا أيضا أزعج النظم الشمولية التي ترى أن دور مصر هو تابع لدورها وأنه كان يتعين على مرسي التشاور معهم او قل استئذانهم قبل الشروع في تلك الخطوة ويمكنكم الرجوع إلى مذكرات ابو الغيط وعمرو موسى لتعلموا كيف أن جزء من قرار مصر الخارجي كان بيد تلك الدول ، فما جرى من مرسي هو محاولة استعادة القرار الوطني الخارجي لذا تمت معاقبته .
- استُقبٍل الرئيس مرسي في المملكة بترحاب وهذا لا شك فيه ولكنه ترحاب مكتوم بغضب فإما الطاعة والانصياع وإما الحصار والضياع وقد حاصرت السعودية ودول الخليج الرئيس مرسي كما تآمرت عليه وارجعوا إلى ما جرى من ترتيبات الانقلاب بحضور بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية ومحمد بن زايد ولي عهد الإمارات انذاك ونشرته النيويوركر .
- لم يعادي الإخوان المسلمين ولا قادتهم المملكة ولا أحد من دول الخليج ولم يتودد إلى إيران كما زعم البعض لا أثناء الثورة ولا بعدها ( حتى حدث الانقلاب) وقد واجه الإيرانيين الشيعة في بلادهم بالترضي على الخلفاء الراشدين، وفي معظم خطبه كان يتحدث عن أمن الخليج وأمن مصر كوحدة واحدة ورفض دعما ايرانيا كبيرا من أجل تطبيع أوسع مع الإيرانيين وكنت واحدًا ممن حرصوا على تبديد هذه المخاوف خصوصا لدولة الكويت التي تواصلت معي عبر بعض رموزها ذوي العلاقة بالقصر الحاكم لإبداء تلك المخاوف وقمت بتبديدها .
- الإخوان المسلمون يذكرون بالخير دور المملكة أثناء فترة الهالك عبد الناصر ، والمملكة تذكر دورهم بإعتزاز قبل أن تنقلب عليهم وعلى رموزهم بسبب التقارب مع الكيان الصهيوني، ولا يزال الإخوان يرون في المملكة خير سند وعون للشعوب إن عادت عن دورها الداعم للكيان والمعارض لإرادة الشعوب وللمقاومة في فلسطين وهذه حقيقة لا ينكرها أحد .
- المملكة أيدت ودعمت بشار الأسد واستقبلته ولم تكن مكرهة على ذلك، فقد دعمت الثورة ثم انقلبت عليها بسبب اتصاله بإيران ورغم ذلك عادت إليه واستقبلته -أي بشار- وهو الذي نال منها ومن رموزها هو وممثله في الأمم المتحدة بشار الجعفري ، وعودتها لتأييد الثورة ليس بالأمر الطبيعي وإن كان مفرحا لنا جميعا ، إلا إنه يعطيك مؤشراً على التقلب السياسي وليس على حب المملكة للثورة المسلحة .
- لا أعرف ما دخل الإخوان في استقبال السعودية لأحمد الشرع ، هذه دولة مستقلة وتلك جماعة مطاردة ومحاصرة فلماذا يتم استحضار شبح الإخوان طول الوقت من العدو والصديق، فالإخوان جماعة تدعو للإصلاح والتغيير وينظر إليها الجميع على أنها قاطرة الشعوب من أجل ذلك عدا النظم الشمولية، فما هو المطلوب منهم ؛ الانضواء تحت لواء تلك النظم أم الانحياز للشعوب وتطلعاتها، لازم ترسو على بر يا جماعة ؟
- دفع الرئيس مرسي عليه رحمة الله ومعه ثلة من أعز الرجال حياتهم ثمنا لإبقاء قرار مصر غير منحاز وإرادتها غير مباعة ولو فعل غير ذلك لوجه لهم اللوم واليوم يلام مرسي ويلام الاخوان. فماذا عساهم أن يفعلوا وأراهن أن لو كان البعض مكانهم وقتئذ لارتمى في حضن الشمولية طلبا للسلامة والغنيمة .
- الذين رفضوا شعار السلمية أقوى من الرصاص بالأمس يرون اليوم أن البندقية أقوى من الهتاف ، فهل يجرؤ أحدهم على رفع السلاح في وجه أي نظام مستبد الآن؟ وهل ستقبل المملكة بذلك وتؤيد التغيير بالقوة أم ستعتبره رهابا كما فعلت مع الثورة السورية في مرحلة ما من مراحلها .
- لست ضد من يرى أن السعودية خط أحمر ولكن أتمنى ألا يكون ذلك على حساب الحقائق المثبتة تاريخيا .
وفي ختام نقاطه أعرب زوبع عن تمنيه "أن تكون العلاقات بين السعودية والمقاومة المسلحة في فلسطين مثلها مثل علاقتها بالثورة المسلحة في سوريا والتي جاءت بالرئيس أحمد الشرع فكلاهما تنتميان للسنة وكلاهما يقاوم وإن كانت مقاومة الكيان الصهيوني أولى بالنصرة شرعا وقانونا ، أليس كذلك ؟".
https://x.com/drzawba/status/1886422584591327673
الكاتب والباحث المهندس أحمد مولانا كان له رأي قبل زيارة الشرع للسعودية سجله عبر @amawlana84 وقال: "تحفز بعض المحسوبين على الإسلاميين ضد القائد أحمد الشرع مدهش، كأن هؤلاء لم يروا بأم أعينهم تداعيات ما بعد إزاحة د. محمد مرسي، حيث سبق أن انخرطوا أيضا في شيطنته خلال سنة حكمه، فالنصح غير الشيطنة، والقلق أو حتى الحذر يختلف عن الإسقاط والتخوين.".

