تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي الآن بقصص نجاح، يكتبها أشخاص عن أنفسهم، أو يكتبها آخرون عنهم، والتي عادة ما تلقي الضوء على محطات النجاح في حياتهم دون ذكر العقبات والإخفاقات التي تعرضوا لها قبل الوصول لذلك.

والمشكلة في هذا الأمر أن حكي قصص النجاح بهذه الطريقة لا يعطي صورة دقيقة عن الصعوبات والجهود الكبيرة التي يتطلبها تحقيق النجاح، وإنما يجعل الأشخاص يعتقدون أن بإمكانهم أن يفعلوا نفس ما قام به الآخرون بدون أن يتعرضوا لأي صعوبات أو إخفاقات.

ومن المهم تصحيح هذه النظرة الخاطئة عن النجاح، إذ يجب أن يدرك الأشخاص أنهم في طريقهم نحو تحقيق الأحلام سيواجهون النجاح والفشل معًا، وربما يواجهون الفشل أكثر من النجاح.

أهمية الحديث عن تجارب الفشل السابقة

- عندما يدخل الأشخاص مجالًا جديدًا سواء كان الكتابة أو الفن أو ريادة الأعمال، عادة ما تكون لديهم توقعات عالية، ناتجة عن رؤيتهم لأشخاص ناجحين في المجال، لهذا السبب من المهم مشاركة التوقعات الصحيحة المنطقية معهم.

- يكون الأشخاص المبتدئون أيضًا واثقين في أنفسهم كثيرًا؛ نظرًا لأنهم لم ينخرطوا في المجال، ولم يكتشفوا صعوباته بعد.

- لذلك من المهم التحدث معهم أولًا عما يجب أن يفعلوه عندما تسوء الأمور، بدلًا من التحدث معهم بشأن النجاح الذي تكون لديهم قناعة تامة بالفعل أنهم سيحققونه.

لا بأس في الفشل

- يعيش الأشخاص في مجتمعات تعظم من شأن النجاح وتقلل من قيمة الفشل، وتتعامل معه باعتباره وصمة عار.

- يبدأ هذا من المدرسة، والمقارنات التي تحدث فيها بين المستوى التعليمي للطلاب، ووصف أولئك الذين لا يحصلون على درجات عالية مثل زملائهم بالفاشلين.

- وعندما يكبر الأشخاص ويبدأون حياتهم العملية، يجدون نفس المفهوم سائدًا على نطاق أوسع، فبعض الشركات تعاقب من يخفق من موظفيها في أي شيء بالطرد.

- لكن بغض النظر عن مدى انتشار هذا المفهوم، سيظل الفشل شيئًا إيجابيًا، فمواجهة الصعوبات والفشل هو ما يعلم الأفراد كيف يحققون النجاح، وبدون التحديات لن يكون للنجاح معنى.

التصنيفات لا تهم

- قد يمتلك أحد الأشخاص إمكانات هائلة في مجال معين، لكنه لا يحظى بتقدير من المحيطين به، لأنهم لا يرون أهمية لقدراته في هذا المجال، وينتظرون منه أن يحقق نجاحًا في المجال الذي يعتبرونه أكثر أهمية.

- يحدث هذا عادة في المدارس، عندما يُظهر أحد الطلاب تفوقًا في مجال خارج الدراسة، وبدلًا من أن يجد الدعم فيما يحبه، يصفه من حوله بأنه فاشل، لأنه لا يحقق درجات عالية في المواد الدراسية.

- والحقيقة أن العديد من رجال الأعمال الناجحين للغاية حول العالم، لم يكملوا دراستهم، وبعضهم لم يكن متفوقًا في الدراسة.

- ومن ثم يجب على الأشخاص الذين لديهم شغف وإمكانات في مجال ما ألا يهتموا كثيرًا بالتصنيفات التي يضعهم المجتمع في نطاقها، لمجرد أنهم يبدون مختلفين.

تجارب الفشل السابقة هي أساس النجاح

- من المستحيل أن ينجح رواد الأعمال في كل المشروعات التي ينفذونها، فأحيانًا سيحالفهم النجاح، وأحيانًا سيواجهون الفشل.

- المهم في هذا الأمر أن يقوم الأشخاص بتحليل البيانات بعد كل محاولة يقومون بها حتى يكتشفوا الأخطاء التي كانت سببًا في إخفاق محاولاتهم.

- وبهذا يمكنهم التعلم من أخطائهم، واتخاذ قرارات أفضل في المرة التالية، تزيد احتمالية نجاحهم.

- ولأن ريادة الأعمال تعتمد بشكل كبير على التجريب، فمن العادي أن يجرب رائد الأعمال شيئًا ما، وإذا لم ينجح يحاول أن ينفذه بطريقة مختلفة في المرة التالية، حتى يحصل على أفضل نتيجة، فالفشل هو ما يساعد على تحقيق النجاح في النهاية.