تعيش الضفة الغربية المحتلة، منذ أيام، أجواء انتفاضة ثالثة، فيما عادت مشاهد تشييع الشهداء الذين يتساقطون على التوالي في المدن والقرى والمخيمات لتتصدّر المشهد بعد استشهاد 6 متظاهرين، منذ صباح اليوم الجمعة، خلال مشاركتهم في التظاهرات والاحتجاجات التضامنية مع غزة.


وعلى ما يبدو، فإن الضفة على موعد مع المواجهة الطويلة مع قوات الاحتلال التي بدأت باستخدام الرصاص الحي بطريقة قاتلة باتجاه الشبان المتظاهرين المنتفضين لقطاع غزة والرافضين لجرائم الاحتلال.

واتساع رقعة الانتفاضة في الضفة المحتلة كان واضحاً بعد سقوط عدد من الشهداء خلال يومين في مناطق مختلفة من الضفة، بدءاً من حوارة في مدينة نابلس، قلنديا، شمالي القدس، وبيت أمر، شمالي الخليل.

كما امتدت رقعة المواجهات إلى مخيم العروب، شمال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، حيث قضى الشاب عيد الفضيلات برصاص الاحتلال، خلال المواجهات التي شهدها المخيم مع ساعة الافطار، ليكون الشهيد السابع خلال أربعة وعشرين ساعة في الضفة الغربية المحتلة، فيما تتوالى الدعوات الشبابية والمجتمعية باستمرار إلى الهبّات الجماهيرية على نقاط التماس مع جنود الاحتلال، في إشارة لإعلان الانتفاضة.

ولم تتوقف المواجهات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، اليوم الجمعة. 

وشهدت منطقة جسر حلحول في مدينة الخليل مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال أصيب خلالها 5 شبان بالرصاص الحي والمطاطي، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق.

واستمرت المواجهات العنيفة أيضاً عقب تشييع جثامين ثلاثة شهداء سقطوا عصر اليوم، الجمعة، في بلدة بيت أمر، شمال المدينة.
وقالت مصادر محلية من بلدة بيت أمر، إن المواجهات في البلدة كانت عنيفة جداً، تمكن خلالها الشبان الغاضبون من إحراق البرج العسكري على مدخل البلدة بعد إلقاء الزجاجات الحارقة عليه. وهو ما استدعى المزيد من التعزيزات العسكرية لقوات الاحتلال.

وتشهد مدينة الخليل، منذ منتصف يونيو الماضي، هبّة شعبية بعد العمليات العسكرية التي نفذتها قوات الاحتلال في إطار البحث عن الجنود الثلاثة الذين ادّعت أنهم خطفوا في الخليل على يد مقاومين فلسطينيين.

وباتت المدينة وجميع قراها تشهد اقتحامات ليلية ومواجهات عنيفة استشهد خلالها ألطف الدودين من بلدة دورا.

ويشار إلى أن المواجهات في الضفة الغربية، ولا سيما في مخيم العروب، وبلدة بيت أمر، ومنطقة جسر حلحول، شمالي الخليل، ومخيم الفوار، باتت تتم بشكل شبه يومي في تلك المناطق، ويصيب خلالها جيش الاحتلال برصاصه العشرات من الشبان المتظاهرين الذين يرشقونه بالحجارة.

العربي الجديد