وبعد أن ساد اعتقاد للحظات أن الأمر مجرد غارات اعتيادية تستهدف مواقع ومقار الحكومة والفصائل المقاومة، سرعان ما تكشف حجم المجزرة، وأن الأمر مجرد بداية لحرب غاشمة ينفذها العدو تحت سمع وبصر العالم، وبتواطؤ بعض أبناء جلدتنا، في محاولة للقضاء على مقاومة الشعب وإنهاء نتائج انتخابات ديمقراطية وحكم الحكومة الشرعية وأن يكسر إرادة الصمود ليفرض حلوله الاستسلامية ويصفي القضية الفلسطينية.
غزة.. الأكثر تدميرًا ووحشية
وتعرضت مدينة غزة للعدد الأكبر من الغارات الجوية الأولى، وكانت الأكثر تدميرًا ووحشية، ومثلت بشكلٍ واضح أعمالاً انتقامية وحشية من المدنيين الأبرياء.
وبحسب ما كشف عنه الاحتلال لاحقًا، فقد شاركت 60 طائرة حربية في تنفيذ نحو 250 غارة جوية على نحو 60 مبنى ومنشأة من المباني والمنشآت المدنية والأمنية في قطاع غزة، موقعة العدد الأكبر من الضحايا في اليوم الأكثر دموية وبشاعة في تاريخ الاحتلال الصهيوني، منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية في العام 1967 بحسب تقديرات الحقوقيين.
ففي إحدى تلك الغارات، ألقت الطائرات الحربية الصهيونية أربع قنابل ضخمة، من زنة 2000 رطل، على مباني دائرة الضريبة المضافة والمكوس، والتي تقع على مساحة نحو 10 دونمات، ويقع في محيطها أربع مدارس، و4 دور لرياض الأطفال، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بما فيه مستشفى القدس وعشرات المباني السكنية.
كما جرى في غزة استهداف طلبة كلية التدريب المهني التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أنروا"، واستشهاد 9 من الطلاب، واستهداف مقر جمعية واعد للأسرى والمحررين "بيت الأسير الفلسطيني" في تل الهوا، واستشهاد 5 مواطنين، وكانت المجزرة الأبشع استهداف مدينة عرفات للشرطة؛ حيث استهدف الاحتلال حفل تخريج للشرطة استشهد خلاله أكثر من 50 شرطيًّا على رأسهم مدير عام الشرطة.
الشمال تحت الضرب
واستباحت قوات الاحتلال كل شيء، ففي شمال قطاع غزة جرى استهداف موقع عبد العزيز الرنتيسى بالقرب من مفترق التوام – جباليا، وتدميره بالكامل واستشهاد 9 من أفراد الشرطة بداخله، كما قصف موقع الشرطة البحرية في منطقة السودانية- غرب بيت لاهيا وتدميره بالكامل واستشهاد 3 من أفراد الشرطة بداخله، وجرى استهداف منزل المواطن وصفى البطش وغيرها من الأهداف.
أما في المحافظة الوسطى، فقد استهدف منزل المواطن رأفت البردينى، وكلية الدعوة الإسلامية في المحافظة الوسطى، وبطبيعة الحال جميع مقرات الشرطة والأمن الوطني، وبعض مواقع تدريب الفصائل، وسالت الدماء وحل الدمار في كل مكان.
مسجد بدر .. وأطفال العبسي
وفي خان يونس، قصفت طائرات الاحتلال مقر إدارة الضابطة الزراعية في جنوب غرب خان يونس وتدميره بالكامل واستشهاد 8 مواطنين كانوا يتواجدون بداخله، ومقر الأمن الداخلي غرب خان يونس وتدميره بالكامل واستشهاد 3 من الأفراد كانوا يتواجدون بداخله، ومقرات لفصائل المقاومة، ما أدى إلى استشهاد 6 داخلها.
وفي رفح استهدفت منزل المواطن زياد العبسى في مخيم يبنا، أدى إلى استشهاد ثلاثة من أطفاله، فضلاً عن تدمير مدرسة بئر السبع، كما قصف مقر مجمع الأجهزة الأمنية في رفح - شارع أبو بكر الصديق، و استشهد 12 مواطنًا، منهم 5 من الأفراد الذين كانوا يتواجدون في المقر، واستهدفت مسجد بدر وارتقى فيه عدد من الشهداء كباكورة لاستهداف واسع للمساجد.
وقد كان واضحًا تمامًا أن الغارات التي استهدفت تلك المباني ستؤدي بالتأكيد إلى أعمال تدمير شاملة للمكان، فضلاً عن احتمال استشهاد وإصابة المئات، إن لم يكن الآلاف من هؤلاء المدنيين الذين كانوا يمارسون حياتهم اليومية.
عمليات ومفاجآت المقاومة
وبالرغم من فداحة وقوة الضربة، لملمت المقاومة نفسها، ونجحت في تسديد ضربات العدو، فتمكنت "كتائب القسام"، من قنص جنديين صهيونيين، وقصف عدد من المغتصبات الصهيونية ومدينة عسقلان المحتلة (17 كم) ونجحت الكتائب في هذا اليوم في إطلاق 53 صاروخًا من طراز "قسام"، و 7 صواريخ "غراد".
وقوع أضرار مادية في العديد من المنشآت والمنازل الصهيونية وانقطاع التيار الكهربائي عن ثلاث بلدات صهيونية.
________
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

