تعرضت حسابات الداعية السلفي الشيخ مصطفى العدوي على منصات التواصل الاجتماعي للغلق بعد ساعات من اعتقاله، على خلفية فيديو انتقد فيه ما وصفه بتعظيم بعض رموز الحضارة الفرعونية خلال افتتاح المتحف المصري الكبير.
كما تم حذف جميع فيديوهات العدوي من قناته على يوتيوب، وهو ما يرجح أنه جاء استجابة لضغوط أمنية قبل إخلاء سبيله في وقت متأخر الليلة الماضية.
ويقدر عدد الفيديوهات التي تم حذفها بالآلاف، وهو مأ أثار غضب متابعيه ومحبيه.
"يا أهلَ الإسلام، اجتهدوا في تعلُّمِ دينكم
— مُحَمَّدٌ | ٱذْكُرْ ٱللَّهَ (@Mohamedj098) November 3, 2025
قبل أن يُحالَ بينكم وبينَ تعلُّمِ الدين."
- الشيخ مصطفى العدوي pic.twitter.com/7zmL5Jewso
ولم يعرف بعد ما إذا كان الشيخ الذي يحظى بشعبية واسعة في أوساط السلفيين في مصر خصوصًا سيواصل نشاطه الدعوي في الوقت الراهن، أم سيتوقف حتى إشعار آخر.
وكان الشيخ العدوي علّق في فيديو على تحوّل بعض رموز الحضارة المصرية القديمة إلى مصدر فخر، حيث وصف بعض المعروضات بأنها تماثيل "أصنام"، وقال إن دخول المتحف يجب أن يكون للتعظّب لا للتباهي.
وأثارت تصريحاته التي جاءت بالتزامن مع افتتاح المتحف الذي يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، ذلك موجة هجوم ضده وتحريض واسع عليه للقبض عليه والتحقيق معه، قبل أن يتم اعتقاله لعدة ساعات وإخلاء سبيله بكفالة 10 آلاف جنيه.
وضجت وسائل التواصل بالتغريدات والمنشورات التي تعلق على اعتقال الشيخ العدوي، وسط تساؤلات حول طبيعة الاتهامات التي ستوجه إليه.
حاولت تخيل جلسة تحقيق القضاء المصري "الشامخ" مع الداعية المعروف مصطفى العدوي الذي اعتقلوه بتهمة تحذيره من تبجيل فرعون وتعظيمه، تخيلت كيف كانت أسئلة محقق النيابة معه، غالبا كانت كالتالي :
— جمال سلطان (@GamalSultan1) November 4, 2025
هل دعوت الناس إلى الكفر بفرعون؟
هل أنت حذرت الناس من تبجيل فرعون وتعظيمه والثناء عليه ؟
هل… pic.twitter.com/gdSyQRsCEZ
لماذا يضيق صدر الحاكم في مصر بأي رأيٍ أو اجتهادٍ لا يُساير روايته ؟
— Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) November 3, 2025
هل يُعقل أن يُعتقل الشيخ مصطفى العدوي — أحد أبرز علماء السلفية، وأحد من عُرفوا بالاعتدال النسبي والبعد عن الخلافات السياسية — لمجرد أنه انتقد فرعون الذي مات قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام؟!
الشيخ لم يهاجم الحكومة،… pic.twitter.com/1NqDOwMObu
اعتفال للمرة الثانية
في عام 2020، ألغت وزارة الأوقاف ترخيص الخطابة للشيخ العدوي، وحظرت صعوده المنبر أو إلقاء الدروس الدينية بدعوى قيامه بـ"تصرفات لا تتسق مع الدعوة".
وبعد أشهر من ذلك، اعتفلت أجهزة الأمن العدوي لعدة ساعات قبل أن يتم إخلاء سبيله، إثر دعوته لمقاطعة فرنسا ردًا على إساءتها للإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
وطالب العدوي آنذاك ولاة أمور المسلمين باستبدال شراء الأسلحة من "الدول المحاربة إلى الدول غير المحاربة"، مؤكدَا أن الدعوة للمقاطعة تشمل الحكام والساسة وليس أفراد المسلمين فقط.
من هو العدوي؟
ويعد العدوي من أبرز دعاة التيار السلفي المستقل في مصر، وكان هذا التيار داعمًا للرئيس الراحل محمد مرسي، لكنه انسحب من الاشتباك السياسي بعد الانقلاب العسكري الذي قاده عبدالفتاح السيسي في صيف 2013 عندما كان وزيرًا للدفاع.
وُلد الشيخ العدوي بمحافظة الدقهلية، وتخرّج في كلية الهندسة بجامعة المنصورة عام 1977، ثم انتقل إلى طلب العلم الشرعي.
وتلقى العلم الشرعي في اليمن على يد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي بين عامي 1980 و1984، ثم عاد إلى مصر وبدأ نشاطه الدعوي والتعليم الشرعي.
وقد حظي الشيخ العدوي بانتشار واسع بالتزامن مع موجات التمدد الواسع للتيار السلفي في مصر، وأصبح واحدًا من أبرز الوجوه التي تطل على الشاشات.

