كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن حركته تمتلك معلومات دقيقة ومعطيات تفصيلية عن "مدى مساعدة رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس وأجهزته الأمنية لإسرائيل" خلال حربها على قطاع غزة. وقال فتحي حماد (النائب في المجلس التشريعي عن حماس): إن حركته حصلت على معلومات دقيقة وموثوقة تؤكّد ما أسماه التواطؤ بين السلطة في الضفة الغربية والاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن حركته ستعلن في الوقت المناسب عن ماهية هذا التنسيق. وأوضح حماد في تصريح لفضائية "الجزيرة" أن حماس حصلت على هذه المعلومات أثناء هذه الحرب وتأكدت بعد انجلاء الاحتلال عن قطاع غزة، رافضًا الإفصاح عن ماهية هذه المعلومات وكيفية الحصول عليها. وقال: إن "بيوتًا لمجاهدين في غزة لم تكن معلومة لإسرائيل وكانت سرية جدًّا كانت تُسْتهدف من الاحتلال، وهذا أوجه التعاون والتنسيق بين سلطة رام الله وإسرائيل"، مؤكدًا أن حركته ستحاسب كل من نقل معلومات لإسرائيل أو للسلطة في رام الله. وأكّد أن حركته لن تتسامح مع مرتكبي المجازر بحق شعبهم، كما لن تتسامح بالمطلق مع العملاء الذين كانوا يتصلون بالاحتلال ليبلغوه عن تحركات المقاومين "وهم معروفون لدينا". وطالب قيادي حماس المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية بأن تعيد الرعب لإسرائيل بعمليات استشهادية في العمق المحتل، كما جدّد اتهام حماس للسلطة باعتقال المقاومين ومنع قيام المقاومة بواجبها في الضفة عبر التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح أن "كل مقاوم وإنسان شريف حاول القيام بالتظاهر أو تنفيذ هجمات ضد القوات الإسرائيلية في الضفة كان يعتقل ويُنكّل به من قبل السلطة الفلسطينية". وذكر حماد أن حركة حماس لديها من الجنود والتنظيم في الضفة الغربية ما يعيد لها الانتفاضة ويزيح عنها الاحتلال، مؤكدًا أن خيار العمليات الاستشهادية سيستمر نهجًا للمقاومة حتى زوال الاحتلال. وتعهّد القيادي في حماس بإشعال انتفاضة ثالثة من الضفة الغربية "للقضاء على إسرائيل والمتعاونين معها من أركان السلطة الفلسطينية"، داعيًا إلى استمرار المقاومة للردّ على العدوان والمجازر المرتكبة في غزة والضفة والقدس. وفي سياق متصل، قال إسماعيل رضوان (القيادي في حركة حماس) : إن حركته توفرت لديها معلومات عن اجتماعات ولقاءات واتصالات بين عباس وأطراف عربية وإقليمية في المنطقة "والتي هيأت ومهدت للعدوان الإسرائيلي على غزة، وشجعت على إسقاط الحكومة الشرعية وسحق قادة حركة "حماس". وقال في تصريح وُزِّع على الصحفيين بغزة "يأتي في هذا السياق اغتيال القائد الكبير سعيد صيام وزير الداخلية، ظنًّا منهم أنهم سيحققون ذلك في مدة زمنية قصيرة". وأوضح رضوان أن رئيس السلطة محمود عباس "أصدر تعليماته بتشكيل غرفة عمليات في المقاطعة من رؤساء أجهزته الأمنية وتم استدعاء رموز بعض قيادته الفارة من قطاع غزة للاستعداد لدخول قطاع غزة". وشدّد رضوان على أن "كل الرهانات والمؤامرات التي راهن عباس وبعض الدول العربية والإقليمية فشلت أمام صمود وثبات الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".
20/01/2009

