20/01/2009
اتهمت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها الذي استمر 22 يوما على قطاع غزة، مشيرة إلى أن استخدامها لقذائف الفسفور الأبيض في مناطق مكتظة بالسكان في غزة كان غير متناسب وغير مشروع.
وقالت دوناتيلا روفيرا الباحثة في شئون الشرق الأوسط بالمنظمة في بيان أمس الإثنين: "مثل هذا الاستخدام المكثف لهذا السلاح في أحياء سكنية مكتظة بالسكان في غزة ينطوي على عدم تناسب".
وأضافت: "استخدامه المتكرر بهذه الطريقة بالرغم من آثاره غير المتناسبة وتأثيره على المدنيين هو جريمة حرب".
والفسفور الأبيض مادة شديدة الإحراق تشتعل بوميض ساطع جدا ولفترات طويلة، وتستخدم المادة في أحيان كثيرة لصنع ستائر دخان، لكن يمكن استخدامها أيضا كسلاح يسبب حروقا بالغة إذا لامس الجلد.
وأوضحت روفيرا أنها أدركت من خلال مشاهدتها الطريقة التي اتبعتها القوات الإسرائيلية في الهجوم على القطاع، وذلك على الرغم من أنه لم يمض على وصولها إلى المنطقة سوى وقت قصير.
من جانبه، قال خبير الأسلحة كريس كوب سميث -الذي زار غزة ضمن فريق تابع لمنظمة العفو ضم أربعة أفراد- إنه عثر على أدلة على نطاق واسع على استخدام المادة الحارقة.
وقال كوب سميث في بيان: "رأينا شوارع وأزقة تنتشر فيها أدلة على استخدام الفسفور الأبيض منها قطع إسفينية الشكل ما زالت تحترق، وبقايا القذائف والعبوات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "الفسفور الأبيض سلاح مخصص لصنع ستائر دخان (لتغطية) تحركات القوات في ميدان المعركة، إنه شديد الإحراق، ويشتعل عقب ملامسة الهواء، وتأثير انتشاره يدعو إلى عدم استخدامه مطلقا في مناطق مدنية".
وكان خبراء في القانون قد ذكروا أن القانون الدولي لا يحظر استخدام الفسفور الأبيض، لكن الاستخدام غير المتناسب لأي سلاح في منطقة مزدحمة بالمدنيين يمكن أن يكون أساسا لتوجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وزعمت إسرائيل الأسبوع الماضي أن كل الأسلحة التي استخدمت خلال حملتها التي استمرت ثلاثة أسابيع في غزة تتفق مع القانون الدولي، لكنها ذكرت أنها ستجري تحقيقا داخليا بخصوص الفسفور الأبيض.
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش (مراقبة حقوق الإنسان) وجهت نفس الاتهام لإسرائيل في العاشر من يناير الجاري في أوج الحملة الإسرائيلية، وقالت الأمم المتحدة أيضا إنها تعتقد أن هذا النوع من الذخيرة قد استخدم. لكن اتهامات منظمة العفو وجهت بناء على دراسة ميدانية أجراها خبير بريطاني في الأسلحة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد الماضي من جانب إسرائيل وحركة (حماس). وذكرت منظمة العفو أن من أكثر الأماكن تأثرا باستخدام الفسفور الأبيض مجمع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابع للأمم المتحدة (أونروا) في غزة. وقصفت إسرائيل المجمع يوم 15 من يناير الجاري وألحقت به أضرارا واسعة النطاق، واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل في ذلك الحين باستخدام الفسفور الأبيض، لكن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على الاتهام. وتواجه إسرائيل احتمال مطالبتها بتعويضات أمام محاكم دولية عن عدوانها على غزة والذي بدأ في 27 ديسمبر الماضي وتسبب في دمار وخراب بالقطاع يقدر بمليارات الدولارات. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس إنها "مطمئنة" إلى تصرفات إسرائيل خلال الهجوم، لكنها قالت أيضا إن بلدها يجب أن يكون مستعدا للتصدي لأي اتهامات دولية بارتكاب جرائم حرب.

