بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من الإخوان المسلمين حول
المبادرة المصرية الأخيرة

أن الإخوان المسلمين وقد أفزعهم مع جميع العالم الحر ما يجرى فى غزة على يد الإجرام الصهيونى من قتل للأطفال والنساء والشيوخ المدنيين الأبرياء وسط صمت وتآمر المجتمع الدولى وعجز وفشل الحكومات العربية عن أى فعل حقيقى تجاه المجزرة وقد سبق أن طالبوا الجميع للتحرك السريع لإنقاذ القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى وأهل غزة والمقاومة الباسلة، قد أقلقهم صدور مبادرة مصر الأخيرة للأسباب الآتية :
 
أولا : توقيتها : حيث تزامنت مع الجهود العربية الرسمية الرامية لإصدار قرار من مجلس الأمن، إننا وإن كنا لا نتوقع خيرا من هذا المجلس باعتباره مؤسسة رهينة للإرادة الأمريكية الظالمة والمتحالفة مع الصهاينة، فإن المبادرة المصرية – للأسف الشديد – جاءت أدنى بكثير من المشروع العربى المقدم لمجلس الأمن، ومصادرة له، وساعية لتبييض الوجه الأمريكى القبيح .
 
ثانيا : أن المبادرة تكتفى بالمطالبة بوقف إطلاق النار وتهدئة متبادلة فى مساواة واضحة بين الجانى المُغتصب والمجرم والجلاد وبين الضحية المعتدى عليها وصاحبة الحق فى المقاومة والتى تخلى عنها الجميع، وقد رحبّ بها العدو الصهيونى مع مطالبته بنزع سلاح المقاومة .
 
 
ثالثا : أنها تصدر بطريقة منفردة سبق أن عصفت بالجهود العربية الرائعة فى حرب رمضان أكتوبر مما أدى إلى خروج مصر من مكانتها الطبيعية كقائدة للعالم العربى، كما أنها تتسم بغموض شديد حول الطرف الفلسطينى الذى سوف يكون فى إطار المبادرة .
 
وقد رحبت بها الإدارة الأمريكية بصورة سريعة مريبة وطالبت بإصدار بيان رئاسى من مجلس الأمن يكتفى بتأييد المبادرة المصرية دون إصدار قرار ملزم من المجلس مع رفض وزيرة الخارجية الأمريكية استقبال أمين عام الجامعة العربية ضمن الوفد العربى .
ويؤكد الإخوان المسلمون اليوم أن المطلوب من مصر رئيسا وحكومة وشعبا هو اتخاذ كافة الإجراءات والسبل لإجبار العدو الصهيونى على وقف العدوان والانسحاب فورا من غزة إلى ما قبل 27/12 ورص الصف العربى لتحقيق ذلك .
 
 
ولتبادر مصر بقطع علاقتها مع هذا العدو الذى أهان مصر ورئيسها ووضعها فى دائرة الاتهام، وقطع كافة العلاقات الاقتصادية وليكن فى البداية تجميد كافة الإتفاقيات التى عقدتها مصر مع ذلك العدو وفى مقدمتها "كامب ديفيد" و "إتفاقية السلام" و "إتفاقية الكويز" و "إتفاقية تصدير الغاز" .
كما أنه على مصر أن تبادر بإدخال كافة الأطباء العالقين على معبر رفح إلى غزة الذين يلحّون فى الدخول للقيام بمهمتهم الإنسانية وعلى مسئوليتهم الشخصية التزاما منها فتح معبر رفح فقط للأسباب الإنسانية، كما تراجع موقفها العجيب الذى تتبنى وجهة نظر خاطئة استراتيجيا وقانونيا حول فتح المعبر بصورة طبيعية للأسباب الإنسانية فتحا دائما فى ظل العدوان .
ولتسمح السلطات المصرية كما تقول وتعلن بكافة صور الغضب الشعبى اعتصاما وتظاهرا وتبرعا سلميا لإغاثة أهلنا فى غزة ولتطلق سراح كافة من اعتقلتهم على خلفية التضامن السلمى مع غزة وفلسطين .
 
المطلوب هو دعم صمود الشعب الفلسطينى ودعم المقاومة الباسلة ورفض كل الضغوط التى تتنافى مع ذلك سواء بغلق المعبر أو بوجود قوات دولية على الحدود أو تفتيش مراقبين أمريكيين للحدود أو تدمير للأنفاق التى هى شريان الحياة لغزة فى ظل الحصار الظالم الذى استمر طوال 3 سنوات .
الإخوان المسلمون
 
القاهرة فى : 11 من المحرم 1430هـ
8 من ينايــر 2009م