أرسل أحمد عبد السلام، الطالب بجامعة الزقازيق والذى اعتقلته سلطات الانقلاب مؤخرا من منزله ما تسبب في أزمة قلبية لوالده الذى توفى على إثرها بساعات، رسالة أكد فيها أنه لم يعلم بخبر وفاة والده إلا بعدها بعشرة أيام وما زاده هذا الخبر إلا إصرارا على مواصلة طريق النضال حتى يتم تحرير الوطن من قبضة العسكر .
وقال أحمد عبد السلام في رسالته: رسالة إلى الأحرار !! "إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه" إن هذا الطريق اخترناه ونحن نعلم ما فيه من مصاعب، وتضحيات، ونسأل الله أن يتقبلها خالصة لوجه ويمن علينا بفرج قريب".
وأضاف:" إنه فى يوم الأحد الساعة الثالثة والنصف فجرا، اقتحمت قوات أمن الانقلاب منزلى دون مراعاة لحرمة البيوت، وهذا ما اعتدناه منهم وليس غريب على أناس انتهكوا الأعراض وسفكوا الدماء أن يفعلوا ذلك !! كانت هذه اللحظات لحظات حرجة، فوالله لم يكن فى ذهنى وقلبى ذرة خوف منهم؛ وكنت مسرعا معهم لكى لا أتيح لهم الوقت ليسرقوا ويفسدوا متعلقاتنا فى المنزل، لم أعلم قدر هذه اللحظات وصعوبتها إلا بعد مرور عشرة أيام على اعتقالى عند علمى (( بوفاة والدى الحبيب )) .. فكانت هذه لحظات الوداع وآخر النظرات .. فوالله ما زادنى هذا الخبر المحزن، المبكى، إلا ثباتًا؛ ونقمة، على جنود الانقلاب، وأصبح بينى وبينهم ثأر شخصى .. غير ثأر القضية الكبرى .. وهو ثأر تحرير البلاد .. والعباد .. من استعبادهم وظلمهم !!".
وتابع :"إنّ هذه المحنة التى أمُرُّ بها، والله أيقنت من خلالها أنى لست وحيد أبى !! بل لى إخوة بعدد شعر الرأس يظهرون وقت الشدائد .. " وأشهد الله أنى أحبهم جميعا فيه" وليس هناك مجال لسردهم .. فلا يكفى لإحصائهم عشرات الصفحات، دمتم إخوةً لى.
واختتم رسالته بالقول :" فى النهاية أقول كلمات لن يدركها إلا من دخل المعتقل .. (( المحن التى تقربنا من الله .. خير من المنح التى تنسينا ذكره )) .

