تتكشف يوما بعد يوم خيوط المداهمات الامنية في سيناء ضد السكان، وهي مداهمات تبدأ باعتقال احياء لكنهم يعودون الى ذويهم جثثا هامدة بعد ذلك، وهذا ما حدث مع الشاب عمار يوسف زريعي سلمى الحمادين الذي اعتقل في السابع من شهر نوفمبر الماضي ليعثر عليه اهله جثة هامدة بعد ذلك بأسبوع واحد فقط، وعلى جسده اثار التعذيب وطلقة في راسه.
 
 ففي 8 نوفمبر الماضي اعلن المتحدث العسكري العميد محمد سمير، في بيان اصدره ان عناصر القوات المسلحة "تمكنت خلال الفترة من 27 / 10 – 7 / 11 / 2014 من تنفيذ عدد من المداهمات الناجحة  فى بمحافظات (شمال سيناء – الإسماعيلية – دمياط – الدقهلية) والتي أسفرت عن :ضبط عدد (249) فردا  [ من بينهم  جمال محمد إمام (يقوم بإصلاح وسمكرة العربات ) –  محمد سلمى عبد الرازق  –  أشرف موسى إبراهيم الزريعي و  فارس نايف سالم مصلح  / عبد الستار سلام عقل حمدان و عمار يوسف زريعي سلمى الحمادين ولكن في الرابع عشر من نوفمبر اصدرت مديرية امن شمال سيناء، قسم شرطة الشيخ زويد بلاغا قالت فيه/ "قررت النيابة العامة في المحضر رقم 277 التصريح بدفه جثة المتوفى الى رحمة الله عمار يوسف زريعي.. رجاء عمل اللازم والتصريح بالدفن تنفيذا لقرار النيابة العامة". أي ان النتيجة كانت وفاة عمار بعد اسبوع من احتجازه من قبل الجيش.

لكن القصة لها جذور ابعد من ذلك ففي يوم 23 اكتوبر2013 تم مداهمة منزل المواطن يوسف زريعي سلمي، احد ابناء سيناء منطقة الشيخ زويد، لكنهم لم يجدوه فاعتقلوا اثنين من ابنائه الاول يدعي محمد يوسف زريعي والثاني عمار يوسف زريعي بعدها بساعة سلم يوسف زريعي سلمي نفسه الى معسكر الزهور بمنطقة الشيخ زويد شمال سيناء لينضم بذلك الي ابنيه بعد ذلك تم ترحيل الاب وابنيه الي الكتيبة 101 في العريش.

وفي يوم 2 نوفمبر 2013 تم اقتياد يوسف زريعي وشخصين يدعي احدهم يدعى مصطفى ابو قبال وعبدالله العرجاني الى جهة مجهولة ولم يتعرف علي مكانهم حتى الان ويرجح انهم ضمن الجثث المحروقة التي تم العثور عليها في منطقة لحفن جنوب العريش صباح يوم 3 نوفمبر 2013... بعد ذلك تم الافراج عن عمار يوسف زريعي لخلل في قواه العقلية وتم ترحيل الابن الثاني محمد يوسف زريعي الى معسكر الجلاء في الاسماعيلية وتم الحكم عليه بخمسة سنوات بتهمة مراقبة الكمائن.

وبعد مرور حوالي عام علي اختفاء يوسف زريعي سلمي تم نسف بيته في منطقة الجورة وتحديدا ثالث ايام عيد الأضحى هذا العام لتصبح عائلته بلا مأوى، وفي 4 نوفمبر 2014 تم اعتقال عمار يوسف زريعي مرة ثانية على كمين في منطقة الوحشي جنوب الشيخ زويد بحوالي 3 كيلو وتم ترحيله الى معسكر الزهور بالشيخ زويد ويوم 8 نوفمبر اعلن المتحدث العسكري علي صفحته القبض علي مجموعة من "العناصر التكفيرية" على حد وصفة ومن ضمنهم عمار يوسف زريعي، ثم اعلان وفاته في 14 نوفمبر 2014 من دون محاكمة عادلة، وتم العثور علي جثة عمار يوسف زريعي ملقاه بجوار مرفق مياه الشيخ زويد بالقرب من معسكر الزهور واثار التعذيب علي جسده ومات نتيجة طلقة في راسه.

   الجزيرة مباشر مصر