عمر هشام نور الدين ، البالغ من العُمر 13 عامًا والذي لُقب بـ"أصغر معتقل مصري" في سجون سلطات 30 يونيو، اعتقل بعض أن شك فيه بعض المواطنين المسلحين الذين يرتدون زيًّا مدنيًّا، وأتم 3 شههور إلا قليلًا بالمعتقل، حتى خرج من تهمة "معارضة السلطات الحالية".
- بدايةً من هو أصغر معتقل مصري، بإيجاز؟
أنا عُمر هشام محمد نور الدين، أبلغ من العمر 13 سنة ، طالب بالصف الثاني الإعدادي مدرسة الأزهر النموذجي بدمنهور.
– متى وكيف تم اعتقالك ؟
تم اعتقالي يوم الجمعة 20-12-2013، حين كنت في زيارة لأحد أقاربي بمنطقة ميدان الساعة بدمنهور وعند نزولي قام أحد أفراد الأمن بزي مدني أعتقد أنه مُخبر باعتقالي ثم اقتادني لمقر مركز دمنهور القريب من منطقة ميدان الساعة، بعدها تم الاعتداء عليّ من قبل الضباط العاملين بالمركز، إلى أن تم عرضي على النيابة التي أمرت بحبسي 7 أيام في المرة الأولى، ثم توالت قرارات الحبس 15 يومًا فأخرى إلى أن أتممت 3 أشهر إلا 10 أيام بمعتقل فرق الأمن المركزي بدمنهور.
رأيت مسجونًا جنائيًّا بالمركز قِيل أنه تم إلقاء القبض عليه متلبسًا خلال ترويجه لمواد مخدرة وآخر قِيل أنه أحد البلطجية، وتم إخلاء سبيلهما بعد ذلك بيوم واحد.
– ما هي نوعية التُهم التي تم توجيهها إليك من قِبل أفراد النيابة ؟
وجه لي وكيل النيابة تهمًا عديدة لا أذكر منها الآن سوى بعضها، كان منها تهمة ترويع المواطنين وتكسير سيارات شرطة وإحراق شقة في إحدى المناطق الشعبية، والتهمة الأبرز حيازة صاروخ أفراح كانوا قد أتوا به وكسروه نصفين، نصف لي ونصف لتلفيقه لمعتقل آخر كان يُعرض معي على النيابة.
– كيف كانت نوعية التعامل معك من قِبل النيابة بوصفك أصغر معتقل مصري؟
* وكيل النيابة كان في كل عرض عليه يسألني عن اسمي وسني وعنواني وكأنه أول عرض لي، وأقسم لك أن قرار استمرار الحبس كنت أراه على ملفي الموضوع على مكتب وكيل النيابة مدون عليه يستمر حبسه حتى قبل العرض أو الاستجواب .
وكانت تتم معاملتي معاملة سيئة من قِبل أفراد النيابة أو الداخلية المرافقين دون احترام لأدنى درجات حقوق الآدمية.
– كيف تم التعامل معك وباقي المعتقلين داخل سجن معسكر فرق الأمن ؟
* المعاملة بالداخل سيئة للغاية من قِبل الأفراد المُخولين بالحراسة أو توفير الخدمات التي لم نكن نراها، فعلى سبيل المثال من المفترض أن نخرج خارج العنبر يوميًّا للتهوية لمدة ساعة، لم يكن هذا يحدث إلا كل ثلاثة أسابيع إن أرادوا وهذا ما يخالف تمامًا اللوائح أو القوانين.
وكانوا يقصدون توصيل أخبار التعذيب والترويع التي تحدث لبقية المعتقلين ببندر دمنهور أو بالسجن العمومي إلينا إثارة الفزع في قلوبنا، وعلمنا من خلال ذلك أن معظم المعتقلين يتعرضون لأسوأ أنوع التعذيب باستخدام الكهرباء والصعق وطرق لما أكن أتخيلها .
– اعتقالك واكب فترة الامتحانات، كيف تم التعامل مع ذلك؟
بعد أن أنهى والداي إجراءات وأوراق الإذن بخروجي لأداء الامتحانات، خرجت في أول يوم لأدائها يرافقني عدد ضخم من العساكر والمخبرين في السيارة، حتى بعد دخول اللجنة الخاصة التي أُعدِّت خصيصًا لي تم ربط يدي اليسرى في المقعد والأخرى فقط هي المسموح باستخدامها خلال الحل.
كان يتم تشديد الحراسة على باب اللجنة الخاصة ووضع أكثر من 5 مخبرين بالخارج بالإضافة للعساكر المُسلحة داخل اللجنة والضابط المسئول عن التأمين الذي يجلس بجواري خلال أداء الامتحان، وأكملت باقي أيام الاختبارات على هذا الحال وسط تضييق شديد على زملائي بل والمعلمين ممن أراد رؤيتي.
– هل مدة اعتقالك أثرت نفسيًّا عليك؟ وكيف أثرت؟
بالفعل فترة اعتقالي أثرت عليّ تأثيرًا شديدًا، فما زلت طالبًا ولا أبلغ من العمر إلا 13 عامًا، وتأثرت كثيرًا بما كنت أراه وما كان يحدث للمعتقلين كبار السن من معاملة أو تعذيب أو إهانة، وما حدث لي في أول يومين خلال بقائي بمركز الشرطة، فقد تعرضت لاعتداءات وإهانات من قِبل من هو مسؤول عني وعن تأميني أو حبسي ومن هو غير مسئول، كل هذا كان له تأثير نفسي شديد لكن بفضل الله رزقني الله ثباتًا وقوة تحمل لولاها ما بقيت حتى الآن.
– ما هي رسالتك لسجانك وسجان آلاف الشرفاء في سجون الانقلاب الآن؟
أوجه له رسالة مختصرة "اتقِ الله" حيثما كنت ، وحقي وحق كل المعتقلين وقبلنا حق الشهداء لن يُترك هدرًا ولن نبيعه ابتغاء أي ثمن ولن ننساكم وسنثأر لأنفسنا ولشهدائنا.
– ما هي رسالتك للمعتقلين الذي عاصرتهم فترة لا يُستهان بها ؟
أوجه لهم رسالة، أطالبهم فيها بالثبات، وأؤكد لنفسي ولهم أن نصر الله آت وأن فرجه قريب علينا جميعًا، وما عشته وما يعيشه الآلاف الآن داخل المعتقلات ما هو إلا تكفير للذنوب وثواب في ميزان حسناتهم .

