كان دويّ الانفجار مختلفاً عن كل ما سمعه عبدالكافي الحمدو من قبل. تسقط الحجارة الموجودة على بعد كيلومتر أمام المنزل الذي يتحصّن فيه المدرس وزوجته وابنتهما ذات الـ 7 أشهر.
مع وصوله إلى الموقع، أدرك الدمار الذي طال حي مشهد الواقع في شرق حلب، بالإضافة إلى الحفرة التي خلفتها القنبلة. كانت هذه هي المرة الأولى التي قالت فيها المعارضة إنها وثّقت استخدام قنابل اختراق التحصينات في المدينة الثانية بسوريا، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
القنابل الارتجاجية
صُممت قنابل اختراق التحصينات، التي يُطلق عليها اسم "القنابل الارتجاجية"، لتتمكن من إصابة الأهداف المدفونة على عمق كبير تحت الأرض. يمكن أن يصل وزن النماذج الروسية من تلك القنابل إلى أكثر من طن، وتخترق مسافة مترين في الخرسانة المسلحة.
لم تعترف روسيا بعد باستخدامها لتلك الأسلحة، لكن في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأحد الماضي وجّهت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا الاتهامات لموسكو باستخدام المتفجرات "المُخصصة لتدمير المنشآت العسكرية"، في تدمير المنازل وملاجئ الحماية من القنابل.
وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت: "قنابل اختراق التحصينات، والتي صُمِّمَت خصيصاً لتدمير المنشآت العسكرية، تُستخدم الآن لتدمير المنازل، والفتك بملاجئ الحماية من القنابل، وتقوم بشل وتشويه وقتل العشرات، إن لم يكن المئات".
شاهد :
كثيراً ما توصل أهل حلب الشرقية إلى حلول جديدة للبقاء على قيد الحياة على الرغم من الهجوم على الأحياء التي يعيشون فيها. وحتى الآن، كان انتقالهم إلى تحت الأرض، هو أحد وسائل الحماية.
قال عمر عرب، الصحفي الذي يعيش في حي المشهد، الذي شهد الدمار الذي أصابه هو وحي السكري الذي تقول المعارضة إن قنابل اختراق التحصينات استُخْدِمَت فيه: "أعيش في حلب منذ 5 سنوات وشهدت الكثير من القصف، ولكنني لم أرَ مثيلاً للدمار الذي تتسبب فيه هذه القنابل".
حتى القنابل البرميلية المفزعة، وهي عبارة عن اسطوانة مكتظة بالمتفجرات التي تُلقى من الطائرات والهليكوبتر التي تُعَد غير دقيقة بالمرة في قصفها، فإنها لا تبعث مقدار الرعب الذي تبعثه تلك القنابل.
وأضاف عرب: "لا توجد أماكن كثيرة للجوء والحصول على مأوى، والخطر الأكبر على كل حال، أنهم سوف يهدمون مباني بأكملها. فعلى كل حال، تقوم القنابل البرميلية بهدم طابقين بالمبنى الواحد. أما في القصف الذي حدث في حي السكري، فقد تسببت القنابل في هدم مبنى كامل مكون من 6 أدوار.أصابتني تلك القنبلة على وجه الخصوص بالذعر، على الرغم من أنني أرى العديد من الأشلاء يومياً".
تأثيرها يشبه الهزة الأرضية
أما عارف العارف، المقيم في شرق حلب الذي يسكن قريباً من حي طريق الباب، الموقع الذي انفجرت فيه قنابل اختراق التحصينات، فقال: "تأثيرها يشبه الهزة الأرضية. وهي المرة الأولى التي أرى فيها شيئاً لديه هذه القوة التدميرية الهائلة. إنها حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".