"وجهان لعملة واحدة" شعارهما الانتقام البشع من المخالفين لهم فكريا وسياسيا سواء بالقتل أو الحرق أو الذبح أو استباحة الحرمات وغيرها من السلوكيات الانتقامية إنهما قائد الانقلاب العسكري الدموي في مصر عبد الفتاح السيسي، وما يطلق على نفسه تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلامياً باسم "داعش".
كان آخر ما ارتكبه تنظيم "داعش" جريمة ذبح 21 مصريا في ليبيا ينحدر جميعهم من محافظة المنيا بصعيد مصر ويقال إنهم كانوا في رحلة بحث عن العمل بعد أن ضاق بهم العيش في بلدهم بعد الانقلاب العسكري.
ويري البعض أن ما يتعرض له المصريون في ليبيا يتحمل مسئوليته الكاملة السيسي وقادة الانقلاب جراء دعمهم لأحد أطراف النزاع في ليبيا وهو الانقلابي خليفته حفتر ، الأمر الذي أثار حفيظة الأطراف الأخرى والتي رأت في ذلك تدخلا سافرا في شئون بلدهم ومحاولة للقضاء علي ثورتهم ودفع بعضهم للانتقام من أفراد الجالية المصرية هناك كرد فعل علي هذا التدخل.
هذه الجريمة ورغم بشاعتها إلا أنها أظهرت جليا مدي عنصرية نظام الانقلاب من خلال رد فعله عليها والتي جاء في دعوة مجلس الدفاع الوطني للاجتماع وإعلان الحداد 7 أيام، علي الرغم من تجاهل مقتل نفس العدد تقريبا الأسبوع الماضي في نفس اليوم وهم 22 من مشجعي نادي الزمالك "وايت نايتس" ، ولكن هؤلاء قتلتهم الشرطة وليس داعش.
التساؤل الذي يطرح نفسه :هل أصبح الحداد والتعاطف فقط للمؤيدين للانقلاب أما القتل والحرق للمعارضين؟ وإلي متى يظل الانقلاب يقامر بمستقبل المصريين في الخارج؟ ومن يحاسب قادة الانقلاب علي فشلهم في إنقاذ أرواح المصريين؟ وهل جلب الانقلاب للمصريين- مسلمين ومسيحيين – الأمن والأمان داخل او خارج بلادهم؟

