تعيش أروقة نادي ليفربول واحدة من أعقد أزماته منذ سنوات طويلة، بعد أن فجّر النجم المصري محمد صلاح جدلاً واسعاً بتصريحات صريحة وغير مسبوقة حمّل فيها إدارة النادي مسؤولية التراجع الحاد في نتائج الفريق، في توقيت يشهد فيه “الريدز” سلسلة هزائم مؤلمة أودت بفريق يملك تاريخاً هائلاً إلى مركز متأخر في جدول الدوري الإنجليزي.

 

تصريحات تشعل المنصات وتفتح باباً غير مسبوق للصدام

 

لم تكد كلمات محمد صلاح تُنشر حتى تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات نقاش محتدم، بين من يرى أن الهداف التاريخي للنادي يتعرض لظلم واضح، وبين من يعتبر أن اللاعب يعيش أسوأ فتراته ويتهرب من المسؤولية.

 

تصريحات صلاح جاءت بعد أن فقد موقعه الأساسي لثلاث مباريات متتالية لأول مرة منذ انضمامه لليفربول عام 2017، حيث جلس على دكة البدلاء أمام ليدز يونايتد ووست هام يونايتد وسندرلاند، في مشهد بدا غريباً على نجم صنع تاريخاً استثنائياً مع الفريق وسجل 250 هدفاً وحقق ألقاباً كبرى أبرزها الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.

 

الفريق الذي اعتاد التواجد في المراكز الأولى أصبح في المركز التاسع برصيد 23 نقطة فقط، بعد خسارته 6 مباريات من آخر 9 مباريات في البريميرليغ، فيما يعاني أوروبياً أيضاً بعد أن تراجع للمركز الثالث عشر في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا.

 

الجمهور ينقسم بين داعم لصلاح ورافض لتصريحاته

 

ردود الأفعال جاءت حادة ومتباينة، إذ كتب سالم المنصوري مدافعاً عن صلاح: “محمد صلاح لعيب، ليفربول بعد صلاح لن يرجع إلى القمة… من أندية الوسط انتهى.”

 

في المقابل، حمّل آخرون اللاعب مسؤولية تراجع مستواه، مثل عبد الله الحريجي الذي قال: “آخر 15 مباراة سجلت 3 أهداف فقط… أنت نفسك تستحق الجلوس على الدكة.”

 

كما دعا البعض إلى رحيله، ومنهم شمس الدين الذي شبّه وضعه بنجوم كبار رحلوا عن أنديتهم بعد أمجاد كبيرة، في حين رأى آخرون أن رحيله سيكشف للنادي قيمته الحقيقية.

 

قرار عاجل من الإدارة.. واستبعاد رسمي من موقعة إنتر

 

أثارت تصريحات النجم المصري قلقاً واضحاً داخل النادي، لدرجة أن الإدارة اتخذت قراراً فورياً باستبعاده من قائمة مواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، في خطوة فسّرها كثيرون بأنها “عقابية” ورسالة واضحة بأن النادي لن يسمح بزعزعة الاستقرار الداخلي.

 

الاستبعاد جاء قبل ساعات قليلة من المباراة، ليضيف طبقة جديدة من التعقيد على علاقة اللاعب بناديه، وسط تكهنات تتصاعد يومياً حول مستقبل صلاح الذي قد يخوض آخر مبارياته مع الفريق قبل انضمامه لمنتخب مصر استعداداً لكأس أفريقيا.

 

المدرب أرني سلوت يخرج عن صمته: “تصرفه لم يكن صحيحاً”

 

وفي أول تعليق رسمي من الجهاز الفني، تحدث المدرب أرني سلوت خلال مؤتمر صحفي عقد في ميلانو، حيث أبدى استياءه الواضح من تصريحات صلاح، مؤكداً أن رد فعل النادي كان ضرورياً.

 

وقال سلوت بلهجة حادة غير معتادة: “الشخص الوحيد الذي يستطيع تفسير شعوره هو صلاح. تصرفه لم يكن صحيحاً في هذا التوقيت.”

 

وأضاف المدرب الهولندي: “أبلغناه بأنه لن يسافر معنا. قبل مباراة ليدز كنا نتحدث كثيراً، لذلك تصريحاته كانت مفاجِئة.”

 

وعندما سئل عن إمكانية مشاركة صلاح أمام برايتون، أجاب بتردد واضح: “لا أعرف… لا يمكنني الإجابة الآن.”

 

كما كشف المدرب عن أسباب فنية جعلته يغيّر مركز صلاح أو يستبعده، مشيراً إلى تراجع أداء الفريق ككل أمام منافسين استغلوا نقاط ضعف واضحة، مؤكداً أنه يجرب حلولاً متعددة “من أجل مصلحة الفريق وليس أي لاعب”.

 

سلوت ختم حديثه بنبرة حازمة: “لا يعني أنني هادئ بأنني ضعيف. إذا كان من حق اللاعبين الكلام إعلامياً، فمن حق النادي الرد”.