استنكرت مؤسسة الميزان لحقوق الإنسان في غزة مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف مناطق متفرقة من قطاع غزة بشكل شبه يومي، بما في ذلك المناطق السكنية وتجمعات المدنيين، ما تسبب في استشهاد 266 مواطنًا وإصابة 635 آخرين منذ سريان تفاهمات وقف إطلاق النار، نسبة كبيرة منهم من الأطفال والنساء.

 

استنكرت مؤسسة الميزان لحقوق الإنسان في غزة بأشد العبارات الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار، محذرة من تصاعد خطير للعنف ضد المدنيين الفلسطينيين رغم سريان الاتفاق. وأكدت المؤسسة أن هذه الجرائم تأتي في ظل صمت دولي مخيف وعدم محاسبة للاحتلال على انتهاكاته الفاضحة.

 

حصيلة الشهداء والجرحى منذ الاتفاق

 

أفادت مؤسسة الميزان في تقريرها أن إسرائيل قتلت 266 فلسطينيًا وأصابت 635 آخرين منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وأن نسبة كبيرة من الضحايا هم من الأطفال والنساء. وبذلك ارتفعت حصيلة الشهداء منذ أكتوبر 2023 إلى 69,483 شهيدًا و170,706 مصابًا، حوالي 70% منهم من الأطفال والنساء.

 

استمرار التدمير خلف الخط الأصفر

 

أوضح التقرير أنه بعد إعادة انتشار قوات الاحتلال على حدود مدن قطاع غزة وفقًا للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، أبقت إسرائيل على سيطرتها المطلقة وتواجدها العسكري على مناطق واسعة شمال وجنوب وشرق قطاع غزة. ولا تزال قوات الاحتلال مستمرة في تدمير البنية التحتية وتنفذ عمليات نسف لمربعات وأحياء سكنية بكاملها خلف الخط الأصفر الذي حددته، شرق خان يونس ودير البلح وشرق غزة.

 

الخط الأصفر ومصادرة الأراضي

 

أكدت المؤسسة أن إسرائيل استحوذت وتسيطر على مساحات إضافية من بعد الخط الأصفر الذي اقتطع ما يزيد عن 52% من مساحة قطاع غزة. إذ حولت مساحة ما بين 300 و500 متر على طول الخط الأصفر باتجاه تجمعات المدنيين إلى منطقة عازلة تستهدف فيها أي جسم يتحرك داخلها وتنفذ بعض عمليات التوغل في تلك المناطق.

 

عرقلة المساعدات الإنسانية

 

تواصل سلطات الاحتلال فرض عراقيل كبيرة أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة تلك المتعلقة بالوقود والمستلزمات الطبية العاجلة لا سيما الأجهزة الطبية والمعدات اللازمة للمستشفيات. فحجم المساعدات التي يسمح بدخولها لا يغطي سوى نسبة ضئيلة جدًا من الاحتياجات اليومية، حيث يحتاج القطاع إلى أكثر من 600 شاحنة يوميًا وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن ما يدخل فعليًا لا يتجاوز متوسط 170 شاحنة يوميًا.

 

احتكار التجار والابتزاز المالي

 

أشار التقرير إلى أن نحو 80% من الشاحنات التي يسمح لها بالدخول مخصصة للتجار وليست للإغاثة، وتباع حمولتها في أغلب الأوقات بأسعار مرتفعة جدًا، وهو ما يعجز المواطنون عن تحمله في ظل الفقر المدقع. وتمارس إسرائيل ابتزازًا علنيًا بحق التجار يدفع ثمنه السكان في قطاع غزة، إذ تفرض رسومًا باهظة جدًا على الشاحنات التجارية تتراوح ما بين 60 ألف دولار أمريكي وحتى 800 ألف دولار حسب نوع البضائع.

 

الأوضاع الإنسانية الكارثية

 

بحسب تقرير الأمم المتحدة أوضحه تقرير منظمة الميزان لحقوق الإنسان، فإن حوالي 80% من مباني القطاع دمرت أو تضررت، ويعيش غالبية سكان القطاع في منازل مدمّرة أو خيام مؤقتة في ظل برد الشتاء القارس ونقص حاد في المستلزمات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. حيث غمرت المياه آلاف الخيام في مناطق النزوح خلال الأسبوع الماضي، وتكبد المدنيون معاناة مضاعفة في محاولة حماية ما تبقى من أمتعتهم وتأمين مأوى آمن لأطفالهم وسط ظروف إنسانية تزداد قسوة يومًا بعد يوم.

 

مطالب المجتمع الدولي

 

جددت مؤسسة الميزان مطالبتها للمجتمع الدولي ولضامني اتفاق وقف إطلاق النار بضرورة التحرك العاجل والضغط على قوات الاحتلال لوقف الجرائم المستمرة، وتسهيل إدخال الغذاء وشاحنات المساعدات والأدوية والمستلزمات الطبية. كما طالبت بفتح معبر رفح أمام آلاف الجرحى والمرضى لتلقي العلاج في الخارج ولحركة المواطنين، وضمان إدخال مواد الإيواء للمهجرين قسرًا.