يعرض سيان وورد تفاصيل التحوّل الذي يقوده الرئيس السوري أحمد الشرع نحو واشنطن، بعد سلسلة عمليات أمنية واسعة استهدفت خلايا لتنظيم الدولة في مختلف أنحاء سوريا، في رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأنّ دمشق قادرة على الاضطلاع بدور أمني فعّال في مكافحة التنظيم.
يؤكد التقرير الذي نشره العربي الجديد أنّ الشرع اختار توقيت العمليات قبل لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما أعلن مسؤولون سوريون انضمام دمشق إلى "التحالف الدولي لهزيمة داعش"، في خطوة تُعدّ انقلابًا على عقود من العداء، خصوصًا مع رفع الشرع مؤخرًا من قوائم الإرهاب الأميركية.
انضمام دمشق للتحالف الدولي.. تحوّل غير مسبوق
يقدّم التقرير خلفية عن التحالف الذي تأسس في 2014 ويضم الآن 90 دولة، تلتزم بتقويض قدرات التنظيم، حرمانه من الموارد، ومنع عبور المقاتلين واستعادة الخدمات في المناطق المحررة. ويشير محللون إلى أنّ طبيعة الدور السوري ما تزال غامضة، لكن تسريبات تتحدث عن محادثات لإقامة وجود عسكري أميركي في قاعدة قرب دمشق.
ويشير التقرير إلى أنّ التعاون الأمني بين الجانبين ليس وليد اللحظة، إذ اعترف مسؤولون غربيون وسوريون بأنّ تبادل المعلومات بدأ سرًا منذ 2016، بينما نفّذت قوات البلدين عمليات مشتركة، منها الغارة التي قتلت القيادي في داعش ضياء الزوْبا الحرداني.
ويرى هنري باركي من مجلس العلاقات الخارجية أنّ الشرع يسعى لاستخدام هذا التحوّل لتطبيع وضعه دوليًا، وفتح الباب أمام رفع العقوبات. وبعد لقائه ترامب أعلن الأخير تمديد الإعفاء الجزئي المفروض منذ مايو.
صفقة تُعيد ترتيب خرائط النفوذ.. وارتدادات على قوات سوريا الديموقراطية
يبرز التقرير أنّ الانفتاح الأميركي على دمشق قد يسهّل انسحابًا تدريجيًا للقوات الأميركية من سوريا، إذ تنتشر نحو 900 جندي في قواعد بالشمال الشرقي. ورغم أنّ واشنطن لم تُعلن خطة نهائية، أكد المبعوث الأميركي توم باراك رغبة بلاده في تقليص وجودها إلى موقع واحد.
ويحلل التقرير انعكاسات التطور على مستقبل قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، التي تُعد الشريك الأمني الأول للولايات المتحدة في سوريا. وتؤكد آراء مثل أرون لوند أنّ الأمر سيخلق واقعًا جديدًا، لأنّ الحكومة السورية لا تمتلك السيطرة في مناطق نفوذ قسد.
ويرحّب قائد قسد مظلوم عبدي بالانضمام السوري للتحالف، ويراه خطوة نحو تنسيق أوسع ضد داعش. لكن لوند يرى أنّ الأمر قد يقلّص قدرة قسد التفاوضية مع دمشق، حتى لو كان جزءًا من حلّ يهدف إلى دمج هياكل الطرفين.
وتوضح كارولين روز من معهد "نيو لاينز" أنّ واشنطن تحاول استخدام التحالف كإطار لبناء ثقة بين دمشق وقسد، بما يُمهّد لاتفاق نهائي، لكنها تحذّر في الوقت نفسه من منافسة قد تنشأ بين الطرفين للحصول على دعم واشنطن.
واشنطن تُوازن إسرائيل.. ورسالة مباشرة لنتنياهو
يشرح التقرير أنّ هذا التحوّل يهدّد حسابات إسرائيل في سوريا. فمجرد احتمال وجود مستشارين عسكريين أميركيين في قاعدة مشتركة قرب دمشق يفرض قيودًا على أي ضربة إسرائيلية محتملة، خصوصًا بعد الغارات التي طالت وزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي العام الماضي.
ويذكر التقرير أنّ إسرائيل وسوريا عقدتا محادثات مباشرة لحلّ التوتر جنوب البلاد، بينما واصل الجيش الإسرائيلي التوغّل عبر الجولان المحتل. وتُظهر التطورات الأخيرة أن واشنطن باتت ترى حكومة الشرّاع شريكًا موثوقًا، بغض النظر عن موقف إسرائيل، في رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويخلص التقرير إلى أنّ انضمام الشرّاع للتحالف يؤسس لتحوّل جيوسياسي غير متوقع. فبعد عام واحد على انهيار نظام بشار الأسد، صار النفوذ الأميركي في دمشق جزءًا من معادلة الأمن الإقليمي. ويقول التقرير إنّ قدرة سوريا على الحفاظ على وحدتها الإقليمية ستتحدد بما إذا كانت قادرة على موازنة علاقتها مع واشنطن في ظلّ صراع النفوذ مع إسرائيل وقسد معًا.
https://www.theguardian.com/world/2025/nov/17/at-least-98-palestinians-have-died-in-custody-since-october-2023-israeli-data-shows

