اليوم الأحد، يترقب عشّاق الفلك ظاهرة فريدة تتمثل في الخسوف الكلي للقمر، حيث سيظهر ما يُعرف بـ"القمر الدموي" متألقًا باللون الأحمر.

وسيكون المشهد مرئيًا بشكل رئيسي في آسيا، مع إمكانية مشاهدته أيضًا في العالم العربي وأوروبا وأفريقيا.

وتحدث هذه الظاهرة النادرة عندما تصطف الشمس والأرض والقمر على خط واحد تمامًا، بحيث تحجب الأرض أشعة الشمس عن القمر، فيتحول لونه إلى الأحمر أثناء اكتماله بدرًا

 

وقت خسوف القمر

​من المنتظر أن تستغرق جميع مراحل خسوف القمر 2025 منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 5 ساعات و27 دقيقة تقريبًا.

ويستغرق خسوف القمر 2025 من بداية الخسوف الجزئي الأول حتى نهاية الخسوف الجزئي الثاني مدة قدرها 3 ساعات و29 دقيقة تقريبًا.

ويستمر خسوف القمر 2025 في صورته الكلية لمدة ساعة واحدة و22 دقيقة تقريبًا.

ويبدأ القمر دخوله لمنطقة شبه ظل الأرض في تمام الساعة 6:28 مساءً بتوقيت القاهرة المحلي الصيفي وهذه المرحلة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، لأن القمر لم يبدأ في الخسوف لوصول أشعة الشمس إليه.

ويعقب ذلك بداية خسوف القمر 2025 الجزئي بدخول الحافة الشرقية لقرص القمر منطقة ظل الأرض عند الساعة 7:27 مساءً حيث يلاحظ المشاهد اختلاف إضاءة القمر، ويبدأ ظهور سواد ظل الأرض على قرص القمر ويستمر الخسوف جزئيا وبمرور الوقت يكتمل إعتام قرص القمر عند الساعة 8:31 مساءً حيث يبدأ الخسوف الكلي للقمر، ويكون القمر واقعاً بكامله في ظل الأرض.

 

خسوف القمر 2025 الكلي

يصل خسوف القمر 2025 الكلي إلى ذروته والتي يوافق توقيتها توقيت بدر شهر ربيع الأول لعام 1447هـ عند الساعة 9:12 مساءً، حيث يغطي ظل الأرض كامل قرص القمر بنسبة 136.2%، مما يعني أن القمر يكون في عمق ومركز ظل الأرض، ثم تبدأ الحافة الشرقية للقمر بالخروج من حافة الظل التام للأرض عند الساعة 9:53 ليلاً لتنتهي بذلك مرحلة الخسوف الكلي للقمر.

وبخروج القمر من منطقة الظل التام للأرض إلى منطقة شبه ظل الأرض في تمام الساعة 10:56 تكون تلك اللحظة هي لحظة نهاية الخسوف الجزئي للقمر.

وأخيرا يخرج القمر من منطقة شبه ظل الأرض في تمام الساعة 11:55 ليلاً.

 

لماذا يتحول لون القمر إلى الأحمر؟

أوضحت سكاي نيوز أن القمر يدخل في ظل الأرض (أمبرا) أثناء الخسوف فلا يتلقى أي ضوء مباشر من الشمس. يصل إلى سطحه فقط الضوء الذي ينكسر عبر الغلاف الجوي للأرض.

يقوم الغلاف الجوي بتشتيت الموجات الأقصر كالضوء الأزرق، بينما يمرّر الموجات الأطول كاللون الأحمر. لذلك يظهر القمر في الخسوف الكلي بلون نحاسي أو أحمر داكن يُعرف بـ"القمر الدموي".

تؤكد ناسا أن الغبار أو السحب الكثيفة في الغلاف الجوي للأرض يزيد من حُمرة القمر أثناء الخسوف.

ويُحدث الغلاف الجوي التأثير نفسه عندما ينكسر ضوء الشمس في أوقات الشروق والغروب، فيجعل السماء تبدو حمراء.

 

مشاهدة خسوف القمر 2025

يمكن رؤية خسوف القمر 2025 في المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوثه ومنها: (أوروبا– آسيا – أستراليا – أفريقيا – غرب أمريكا الشمالية – شرق أمريكا الجنوبية – المحيط الباسفيكي – المحيط الأطلسي – المحيط الهندي – القطب الشمالي – القارة القطبية الجنوبية).

ويشرق القمر في هذا اليوم على مدينة القاهرة في تمام الساعة 7:05 مساءً بتوقيت القاهرة المحلي الصيفي.

ويتحول لون القمر إلى الأحمر أثناء انزلاقه إلى ظل الأرض الذي يحجب أشعة الشمس، ويفقد تدريجيا بريقه الأبيض.

وأوضح عالم الفيزياء الفلكية بجامعة بلفاست رايان ميليغان أن أشعة الشمس الوحيدة التي تصل إليه "تنعكس وتتشتت عبر الغلاف الجوي للأرض".

ومع ذلك، فإن الأطوال الموجية الزرقاء للضوء أقصر من الأطوال الموجية الحمراء، وبالتالي يسهل تشتيتها أثناء مرورها عبر الغلاف الجوي للأرض.

وأشار ميليغان إلى أن "هذا ما يعطي القمر لونه الأحمر الشبيه بلون الدم".

وبينما يتطلب رصد كسوف الشمس نظارات خاصة، فلا حاجة إلا إلى طقس مؤات وسماء صافية والوجود في الموقع المناسب لمشاهدة خسوف القمر.

وهذا الخسوف الكلي للقمر، وهو الثاني هذا العام بعد الخسوف الذي رُصد في مارس الماضي، يشكل مقدمة للكسوف الشمسي الكبير المتوقع في 12 أغسطس 2026.

 

هل خسوف القمر 2025 يضر العين؟

أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أنه لا يترتب عن النظر إلى خسوف القمر 2025 أي خطر على العين، بخلاف الكسوف الذي ينبغي النظر إليه بواسطة نظارات خاصة فقط.

 

الجانب الديني للظاهرة

يرتبط خسوف القمر في الفقه الإسلامي بسنة صلاة الخسوف وهي سنة مؤكدة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وهي ركعتان: في كل ركعة قيامان وقراءتان بالفاتحة وما تيسّر من القرآن، وركوعان وسجدتان، ويُسن إطالة القراءة والركوع والسجود، والمستحب الجهر بالقراءة، وقد ورد في الحديث الشريف أن "الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته"، وإنما ليخشع الناس لعظمة الخالق، لذا يُستحب أداء الصلاة عند وقوع هذه الظواهر السماوية.