تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي سياسي وعسكري، في ارتكاب المجازر بحق سكان قطاع غزة، دون توقف، في مشهد يومي يتكرّر منذ ما يقارب العامين.
ومع دخول العدوان يومه الـ630، تتصاعد أعداد الضحايا بشكل مروّع، وسط تدمير ممنهج للبنية التحتية، ومجاعة تفتك بالسكان، وانهيار شبه تام للمنظومة الصحية، في ظل صمت دولي مطبق ولامبالاة غير مسبوقة من المجتمع الدولي.
شهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية سقوط عشرات الشهداء والجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي متواصل، طالت مناطق مأهولة ومراكز توزيع مساعدات ومدارس ومساكن للنازحين.
مجازر في المدارس والمراكز المدنية
شنت قوات الاحتلال عشرات الغارات الجوية على مناطق متفرقة من القطاع، وأسفر قصف مدرسة "أسامة بن زيد" في بلدة جباليا شمال غزة عن استشهاد ثمانية مواطنين، بينهم خمسة أطفال، في مجزرة مروعة جديدة، كما وصل إلى مجمع الشفاء الطبي شهيدان جراء استهداف البلدة ذاتها.
وفي جنوب غزة، ارتقى ثلاثة شهداء كانوا في انتظار المساعدات على محور النابلسي، إثر قصف مباشر من قوات الاحتلال. وفي مخيم البريج وسط القطاع، استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف استهدف مجموعة من المواطنين.
وفي حي التفاح بمدينة غزة، استشهد عشرة مواطنين وأصيب مثلهم في قصف عنيف استهدفهم أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات، وفي مدينة رفح، قُتل ستة فلسطينيين قرب مركز مساعدات تابع لما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية-الإسرائيلية، والتي تعتبرها الأمم المتحدة كيانًا غير مشروعًا.
قتل ممنهج عند مراكز المساعدات.. واعترافات إسرائيلية
وفي تطور لافت، كشفت تقارير إعلامية عن اعترافات لضباط وجنود في جيش الاحتلال بأنهم تلقوا أوامر مباشرة من قيادتهم بإطلاق النار على الفلسطينيين المقتربين من مراكز المساعدات، رغم أنهم غير مسلحين ولم يشكلوا أي تهديد.
وتوثق هذه الشهادات المروّعة سياسة ممنهجة من القتل العمد للمدنيين العزّل، خصوصًا في مناطق توزيع الإغاثة، ما يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان.
مجازر واغتيالات في مناطق النزوح
تواصلت المجازر في مناطق مختلفة من القطاع؛ حيث استشهد مواطنان في بني سهيلا شرق خان يونس، كما استشهد المواطن نائل محمود الدالي قرب منطقة المطاحن. وفي حي الشيخ ناصر بخان يونس، قُتل المواطن حماد محمد القصاص.
في حادثة أخرى، استشهد الصياد حسن علي مقداد بعد استهداف زوارق الاحتلال الحربية لقارب صيد قبالة شواطئ غزة، كما استُهدف الدكتور أيمن أبو طير، وابنة أخيه الطفلة أميرة، في قصف إسرائيلي لخيمة تأوي نازحين في منطقة المواصي.
إبادة جماعية بالأرقام: أكثر من 56 ألف شهيد و15 ألف مجزرة
بحسب المعطيات الصادرة عن الجهات الطبية والإعلامية الرسمية في غزة، خلفت الحرب حتى اليوم أكثر من 56,259 شهيدًا، بينهم آلاف النساء والأطفال، وأكثر من 132,458 جريحًا، فيما لا يزال أكثر من 11 ألف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الركام أو في المناطق المحاصرة.
ومنذ عودة الاحتلال لسياسة تحويل نقاط توزيع المساعدات إلى ساحات قتل، اعتباراً من 27 مايو الماضي، بلغ عدد الشهداء نتيجة هذا النهج الإجرامي 549 شهيدًا و4066 جريحًا. فيما تستمر "مؤسسة غزة الإنسانية" في لعب دور المنصة المغطية لهذه الجرائم.
كما استشهد 1,580 من الطواقم الطبية، و115 من أفراد الدفاع المدني، و754 من عناصر الشرطة وأمن المساعدات.
وقد ارتكبت قوات الاحتلال أكثر من 15,000 مجزرة، استهدفت 14,000 عائلة، بينها 2,500 عائلة أُبيدت بالكامل من السجل المدني.
دمار شامل.. واحتلال لثلاثة أرباع القطاع
أسفرت حرب الإبادة عن تدمير أكثر من 88% من مباني قطاع غزة، وإلحاق خسائر اقتصادية تفوق 62 مليار دولار. كما دمّر الاحتلال الإسرائيلي:149 مدرسة وجامعة كليًا، و369 جزئيًا، و828 مسجدًا كليًا، و167 مسجدًا جزئيًا، و19 مقبرة من أصل 60، وتفجير متعمد لمبانٍ سكنية باستخدام الروبوتات المفخخة كما حدث مؤخرًا في جباليا ووسط خان يونس.
في الوقت ذاته، تُظهر صور الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال يسيطر فعليًا على نحو 77% من أراضي قطاع غزة، عبر الاجتياح والنار والتهجير.
الفيديو:
https://t.me/pl24online/384166
https://x.com/PalinfoAr/status/1938455988392104238
https://t.me/pl24online/384158