كشف تقرير لمجلة الإيكونومست البريطانية، أن السيسي دمّر الاقتصاد المصري، متسبباً في ديون عامة لا يمكن تحملها (حوالي 90% من الناتج المحلي الإجمالي) لتمويل مشاريع استعراضية، ورفض الإصلاحات المنطقية التي كان من شأنها تنشيط القطاع الخاص الراكد.
السيسي أكبر الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد
وجاء في التقرير، قبل ثمانية أعوام، كان عبد الفتاح السيسي في مركز الصدارة. فقد حظي الديكتاتور المصري بترحيب حار من دونالد ترامب في البيت الأبيض في أبريل 2017. وبعد بضعة أسابيع، عندما زار ترامب الرياض، دعا السعوديون السيسي للانضمام. وحظي الجنرال السابق، الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 2013، بمكانة بارزة إلى جانب الرئيس الأمريكي والملك السعودي عند تدشين مركز لمكافحة الإرهاب.
وتابع التقرير لكن لم يكلف أحد نفسه عناء استدعائه عندما عاد ترامب إلى الرياض هذا مايو. فقد كان حكام الخليج حريصين على التحدث إلى الرئيس الأمريكي بشأن رؤيتهم للشرق الأوسط، ولم يكن للسيسي مكان في تلك الخطط. وبدلاً من ذلك، طار إلى بغداد لحضور قمة عربية باهتة، كان واحداً من خمسة رؤساء دول فقط حضروا (في حين أرسلت معظم الدول الأعضاء البالغ عددها 22 وزيراً لا أكثر).
وأضاف هذا وقت انتقال في الشرق الأوسط. فقد أُضعفت إيران. وتريد الحكومات الجديدة في سوريا ولبنان الإبقاء على هذا الوضع. كما أن حكام الخليج يفضلون التهدئة مع كل من إيران وتركيا، منافسيهم الإقليميين. ويتحدث ترامب بأمل عن “يوم جديد مشرق”، شرق أوسط يركز على التجارة بدلاً من الصراع.
وتابعت لكن المنطقة مكان صعب للتفاؤل: قد لا يدوم هذا الوضع طويلاً. سواء استمر أم لا، فإنه يظهر كيف تغير الشرق الأوسط بالفعل. فدول الخليج الغنية والمستقرة ظاهرياً هي الآن في مركز الأحداث، في حين أن بعض الدول التي كانت ذات نفوذ أصبحت مجرد متفرج.
السيسي دمر اقتصاد مصر
وبينت المجلة أنه على رأس هذه القائمة تأتي مصر، ويلام السيسي نفسه على ذلك. فقد دمّر الاقتصاد المصري، متسبباً في ديون عامة لا يمكن تحملها (حوالي 90% من الناتج المحلي الإجمالي) لتمويل مشاريع استعراضية، ورافضاً الإصلاحات المنطقية التي كان من شأنها تنشيط القطاع الخاص الراكد.
ولفتت أنه قد ترك هذا مصر معتمدة على عمليات إنقاذ مالي. فقد تلقت ما لا يقل عن 45 مليار دولار كمساعدات من دول الخليج منذ 2013، وفقاً لبيانات من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث. كما أنها ثالث أكبر مدين لصندوق النقد الدولي. لكن الآن لديها منافسة: لبنان سيحتاج إلى ما لا يقل عن 7 مليارات دولار لإعادة الإعمار بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل. أما سوريا، فستحتاج إلى أضعاف ذلك بكثير.
وأكدت أنه على الأقل في الوقت الحالي، يبدو أن كلا البلدين يمثل استثماراً أفضل من مصر. فحكومتا البلدين تعدان بإصلاحات اقتصادية وسياسية جادة. تريد الحكومة المؤقتة في سوريا خصخصة الشركات الحكومية وجذب المستثمرين الأجانب. ويريد الرئيس اللبناني جوزيف عون نزع سلاح حزب الله، الميليشيا القوية المدعومة من إيران. وقد تساعد المساعدات لهذه الدول على تحقيق تلك الأهداف؛ في حين أن المساعدات لمصر لا تشتري سوى وقت حتى أزمتها المالية التالية.
واختتمت الإيكونومست بعد كل شيء، كان لدى العديد من حلفاء السيسي العرب آمال كبيرة فيه أيضاً قبل عقد من الزمان. لكن تلك الآمال تحطمت. لعقود، كان الشرق الأوسط منقسماً على أسس أيديولوجية. ربما ينقسم الآن بين الحكومات التي تستطيع الوفاء بوعودها وتلك التي لا تستطيع.
ولقراءاة التقرير كاملا من المصدر يمنكم فتح الرابط التالي:
https://www.economist.com/middle-east-and-africa/2025/05/29/the-losers-of-the-new-middle-east