سحبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) فيلمها الوثائقي عن الأطفال في غزة من منصتها "آي بلاير" بعد ضغوط متزايدة، بسبب أن الطفل الذي يروي الفيلم هو نجل وزير فلسطيني، وهو القرار الذي وصفه بعض المعلقين بأنه "جبان".
ضغط سياسي لإزالة الفيلم
تصاعدت الضغوط ضد الفيلم "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب"، حيث قدمت السفيرة الصهيونية في لندن شكوى إلى هيئة الإذاعة البريطانية، وأعلنت وزيرة الثقافة البريطانية ليزا ناندي أنها ستناقش القضية مع البي بي سي.
الجدل الرئيسي كان بسبب أن الراوي، عبد الله اليازوري، البالغ من العمر 13 عامًا، هو نجل الدكتور أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في حكومة غزة التي تديرها حماس.
وأفادت "ميدل إيست آي" أن اليازوري لديه خلفية علمية وعمل سابقًا في حكومة الإمارات، كما درس في جامعات بريطانية، وهي معلومات لم يتم تداولها في وسائل الإعلام الأخرى.
في المقابل، دافعت البي بي سي عن نفسها قائلة: "يحتوي الفيلم على قصص مهمة يجب أن تُروى، وهي تجارب الأطفال في غزة.
ومع استمرار الأسئلة حول البرنامج، نجري مزيدًا من التدقيق مع شركة الإنتاج، ولن يكون متاحًا على المنصة في الوقت الحالي".
دفاع عن الفيلم وانتقادات لسحبه
أرسل 45 صحفيًا يهوديًا بارزًا وأعضاء في وسائل الإعلام، من بينهم الحاكمة السابقة لبي بي سي روث ديش، رسالة إلى الهيئة تطالب بإزالة الفيلم، واصفين الوزير الفلسطيني بأنه "زعيم إرهابي"، في إشارة إلى أن حماس مصنفة كمنظمة إرهابية في بريطانيا.
لكن آخرين دافعوا عن الفيلم، حيث قال كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني: "من المؤسف جدًا أن يتم سحب الفيلم بسبب ضغوط من نشطاء مناهضين للفلسطينيين، الذين لم يظهروا أي تعاطف مع معاناة أهالي غزة".
وأضاف: "هذا الفيلم أضفى الإنسانية على الأطفال الفلسطينيين، وقدم رؤى قيّمة حول الحياة في هذه المنطقة التي تعيش حربًا مروعة يوميًا".
الصحفي والمخرج المعروف ريتشارد ساندرز، الذي أنتج عدة أفلام وثائقية عن غزة لقناة الجزيرة، وصف الجدل بأنه "اختبار كبير" لبي بي سي، محذرًا من أن "عدم دعمها لصناع الفيلم سيرسل إشارة مروعة".
عند الإعلان عن سحب الفيلم، وصف ساندرز قرار البي بي سي بأنه "تصرف جبان".
https://www.middleeasteye.net/news/bbc-slammed-pulling-film-humanised-palestinian-children