أردوغان: لا أحد يستطيع اقتلاع فلسطينيي غزة من وطنهم الأبدي.. وإعمار القطاع أولوية دولية
الاثنين 10 فبراير 2025 10:30 م
أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات حازمة أكد فيها موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على أن "لا أحد يستطيع إخراج الفلسطينيين من غزة، وطنهم الأبدي الذي عاشوا فيه لآلاف السنين"، جاءت هذه التصريحات وسط تصاعد التوترات في المنطقة، والجهود الدبلوماسية المتسارعة لوقف العدوان وإعادة إعمار القطاع.
الموقف التركي من الأزمة الفلسطينية
أردوغان، الذي تحدث في اجتماع رسمي، شدد على أن عمليات تبادل الأسرى والمعتقلين لا تزال مستمرة رغم ما وصفه بـ"ألاعيب الاحتلال"، مؤكدًا أن أنقرة تتابع عن كثب التزام حركة حماس بوعودها في هذا الصدد، وأضاف أن المساعدات الإنسانية بدأت تصل إلى غزة، رغم عدم كفايتها لسد احتياجات السكان، بعد حصار خانق استمر 15 شهرًا.
وأشار الرئيس التركي إلى أن الإدارة الإسرائيلية تفكر في "خطط أكثر خبثًا ولاإنسانية" بدلاً من العمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وأوضح أن المقترحات التي طرحتها الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن غزة، جاءت تحت ضغط اللوبي الصهيوني، ولا تحمل أي أبعاد جديرة بالنقاش من وجهة نظر تركيا.
وأكد أن أي مخطط يسعى إلى اقتلاع غزة من أهلها سيفشل، قائلاً: "الشعب الفلسطيني في غزة، الذي لم يغادر أرضه رغم كل أنواع القسوة والوحشية والاعتداءات الإسرائيلية طيلة 471 يومًا، سيواصل البقاء في غزة والعيش فيها وصونها"، وأضاف: "فلسطين، بغزتها وضفتها الغربية وقدسها الشرقية، هي ملك للفلسطينيين".
إعادة إعمار غزة على جدول الأعمال
في إطار الجهود الدبلوماسية التركية، كشف أردوغان عن عزمه مناقشة إعادة إعمار غزة خلال مباحثاته المقبلة في ماليزيا، واعتبر أن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة لا يكون عبر تأجيج الصراعات، بل من خلال منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن تركيا لا يمكنها قبول أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، واصفًا هذه المساعي بأنها "غير مقبولة ومخالفة للتاريخ"، وأشار إلى أن حل الدولتين يجب أن يبقى أولوية على أجندة المجتمع الدولي، مشددًا على أن أغلب دول العالم الإسلامي والعربي تدعم هذا الطرح.
رفض المساعي لتهويد القدس
وفي سياق متصل، أعرب فيدان عن رفض بلاده لمحاولات تغيير هوية القدس، مشيرًا إلى أن الاحتلال مستمر في اتخاذ خطوات استفزازية بدعم دولي. وشدد على أهمية القدس والمسجد الأقصى باعتبارهما رمزًا مهمًا للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن تركيا تعمل بشكل وثيق مع الأردن والدول الإسلامية للحفاظ على الهوية التاريخية والدينية للمدينة المقدسة.
وأضاف وزير الخارجية التركي: "في الوقت الذي وصلت فيه الحضارة العالمية إلى مراحل متقدمة، كان من الممكن أن تكون القدس مدينة سلام وملتقى للديانات، لكن الاحتلال مصمم على محو كل الرموز الإسلامية والمسيحية منها وفرض سيطرته الكاملة عليها"، وأكد أن "دورة الظلم هذه ستنكسر حتمًا".