شهدت العاصمة الألمانية برلين تظاهرة ضخمة احتجاجًا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتوطينهم في دول مجاورة، في خطوة اعتُبرت انتهاكًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين التاريخية.
 

احتجاجات واسعة ورسائل تضامن
   تجمّع الآلاف من المتظاهرين في ساحة بوتسدام، أحد أبرز الميادين في العاصمة الألمانية، حاملين الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تندد بالخطة الأمريكية، تنوعت الشعارات بين "لا للترحيل" و"فلسطين بلدنا" و"أوقفوا العدوان على الضفة الغربية"، في تعبير واضح عن الغضب الشعبي ضد محاولات فرض حلول تهجيرية على الشعب الفلسطيني.

كما تعالت الهتافات المناهضة للسياسات الإسرائيلية والداعمة لحق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم. وندد المحتجون بسياسات ترامب التي اعتبروها امتدادًا للدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، مؤكدين أن هذه المخططات لن تمر أمام الإرادة الفلسطينية والعالمية الرافضة لها.
 

مواقف رافضة واستعداد لمواجهة التهجير
   وفي حديث مع إبراهيم إبراهيم، أحد المتظاهرين المشاركين، أكد أن الفلسطينيين سيرفضون هذه المخططات بكل الوسائل المتاحة، كما فعلوا من قبل، وأضاف: "لن نترك وطننا، لن نسمح لأي قوة بتهجيرنا، وسنقاوم بكل السبل الممكنة".

وأشار إبراهيم إلى أن الدول العربية والإسلامية، إلى جانب القوى الديمقراطية في العالم، ستقف إلى جانب فلسطين وسترفض هذه المخططات التهجيرية التي تتنافى مع القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
 

تصاعد الضغوط الدولية ورفض عربي واسع
   منذ 25 يناير، تصاعدت حملة الترويج لمخطط نقل سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض قاطع من البلدين، وانضمت إليهما العديد من الدول العربية الأخرى، إلى جانب منظمات إقليمية ودولية.

وأكدت الحكومات العربية المعنية موقفها الحاسم بعدم السماح بأي مشاريع من شأنها تهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم في وطنهم، معتبرةً ذلك خرقًا واضحًا للشرعية الدولية.
 

إبادة جماعية في غزة ودعم أمريكي غير مشروط
   تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث وثّقت التقارير الرسمية سقوط أكثر من 159 ألف شهيد وجريح منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير 2025، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى ذلك، لا يزال هناك أكثر من 14 ألف مفقود وسط دمار هائل طال جميع مناحي الحياة في القطاع المحاصر.

كما شهدت الضفة الغربية تصعيدًا غير مسبوق في الاعتداءات من قِبل المستوطنين وقوات الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد 905 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 14 ألفًا و300 فلسطيني، وفق مصادر رسمية.
 

اتفاق هش وتخوفات من تصعيد جديد
   وفي خضم هذا الوضع المتأزم، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل منذ 19 يناير بوساطة مصر وقطر ودعم أمريكي، تضمن تبادل أسرى على مراحل، وسط مخاوف من انهياره في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية.