محمد عبد الرحمن صادق
خاطرة ( 6 ) : سلامة الصدر
- قال تعالى : " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ {47} " ( الحجر 47 ) . - قال صلى الله عليه وسلم : " لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانًا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث "( رواه مسلم ) .
- عن فتح به شخرف قال : قال لي عبد الله الأنطالي : " يا خراساني ، إنما هي أربع لا غير: عينك ولسانك وقلبك وهواك ، فانظر عينك لا تنظر بها إلى ما لا يحل ، وانظر قلبك لا يكون منه غل ولا حقد على أحد من المسلمين ، وانظر هواك لا يهوى شيئًا من الشر فإذا لم يكن فيك هذه الخصال الأربع فاجعل الرماد على رأسك فقد شقيت " . ».
- قال ابن القيم رحمه الله : الفرق بين سلامة الصدر والبله والتغفل : أن سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشر بعد معرفته ، فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعمل به ، وهذا بخلاف البله والغفلة فإنها جهل وقلة معرفة ، وهذا لا يحمد إذ هو نقص ، وإنما يحمِد الناس من هو كذلك لسلامتهم منه ، والكمال أن يكون عارفًاً بتفاصيل الشر سليمًا من إرادته قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لست بخب ولا يخدعني الخب " وكان عمر أعقل من أن يُخدع وأورع من أن يَخدع " .
.اللهم أصلح فساد قلوبنا وأعنا على إصلاح ذات بيننا
*****************************
خاطرة ( 7 ) : صلة الرحم
- قال تعالى : " إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {90} " ( النحل 90 ) .
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه " ( رواه البخاري ) .
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سره أن يمد له في عمره ، ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله وليصل رحمه " ( رواه البزار والحاكم ) .
- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام " ( رواه أحمد والترمذي وابن ماجه ) .
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال صلى الله عليه وسلم : "إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " ( رواه مسلم ) .
اللهم أعنا على الصيام والقيام وقراءة القرآن وصلة الأرحام
*****************************
خاطرة ( 8 ) : الرحمة
- قال تعالى : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53} " ( الزمر 53 ) .
- معنى الرحمن : ذو الرحمة الواسعة التي وسعت جميع أقطار السموات والأرض من الإنس والجن ، مؤمنهم وكافرهم ، وبهائمهم . وذكر الاسم في القرآن الكريم ( 65 ) مرة .
- معنى الرحيم : هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة ، وهي خاصة بهم . وذكر الاسم في القرآن الكريم ( 115 ) مرة .
- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تَحلـُبُ ثديها تسقي ، إِذ وجدت صبيًا في السبي أخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : " أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ " . قلنا : لا ! وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال : " لله أرحم بعباده من هذه بولدها " ( متفق عليه ) .
- قَالَ ابنِ الجَوْزِي رَحِمَه الله : " الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إِلَى الْعَبْد وإن كرهتها نَفْسهُ وشقت عَلَيْهَا فهذه هِيَ الرحمة الحقيقية . فأرحم النَّاس بك من شق عَلَيْكَ فِي إيصال مصالحك ودفع المضار عَنْكَ " .
- فالإسلام دين الرحمة ، نزل في شهر الرحمة ، على نبي الرحمة ، لأمة وصفها الله تعالى بقوله : " رُحَمَاء بَيْنَهُمْ " .
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واهدنا وارزقنا
******************************************
خاطرة ( 9 ) : الصبر
- قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {153} " ( البقرة 153 ) . - عرف ابن القيم الصبر بأنه : حبس النفس عن الجزع والتسخط ، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن التشويش .
- وعرفه الجرجاني بأنه : ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله .
- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ " ( رواه البخاري ومسلم ) .
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا " .
- جاء في كتاب الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا : عن أبي ميمون ، قال : " إن للصبر شروطًاً ، قلت – الراوي - : ما هي يا أبا ميمون ؟ قال: إن من شروط الصبر أن تعرف كيف تصبر؟ ولمن تصبر؟ وما تريد بصبرك ؟ وتحتسب في ذلك وتحسن النية فيه ، لعلك أن يخلص لك صبرك ، وإلا فإنما أنت بمنزلة البهيمة نزل بها البلاء فاضطربت لذلك ، ثم هدأ فهدأت ، فلا هي عقلت ما نزل بها فاحتسبت وصبرت ، ولا هي صبرت ، ولا هي عرفت النعمة حين هدأ ما بها ، فحمدت الله على ذلك وشكرت " .
اللهم إنا نسألك جزاء الصابرين
***********************************************
خاطرة ( 10 ) : فتح مكة
- تم فتح مكة عام 8 هـ ، وكان سببه أن قريشاً نقضت الصلح الذي عقدته مع المسلمين في الحديبية
- لمَّا نزل الرسولُ صلى الله عليه وسلم بمكة واطمأنَّ الناسُ ، جاءَ الكعبة فطاف بها ، وجعل يطعنُ الأصنامَ التي كانت حولها بقوس كان معه ، ويقول : " .. جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً {81} " ( الإسراء 81 ) .
- كان من نتائج فتح مكة دخول كثيرٍ من أهلها وسادتها الإسلام ، ومنهم أبو سُفيان بن حرب ، وزوجتُه هند بنت عُتبة ، وكذلك عكرمة بن أبي جهل ، وسُهيل بن عمرو ، وصفوان بن أمية ، وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .... الخ .
- قال ابن القيم : " ... هو الفتح الذي استبشر به أهل السماء ، وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء ، ودخل الناس به في دين الله أفواجاً ، وأشرق به وجه الأرض ضياءً وابتهاجاً " .
- من الدروس المستفادة : أن كل التضحيات التي سبقت الفتح لم يضيعها الله ولم تذهب سُدى . فلقد كانت أقساطاً تدفع ثمناً لهذا الفتح وهذا التمكين وتلك هي سُنة الله تعالى في عباده ... لا نصر بدون إسلامٍ صحيحٍ ، ولا إسلام بدون عبودية لله تعالى ، ولا عبودية بدون بذل وتضحية وجهاد في سبيل الله تعالى .
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين