حازم سعيد :
لى صديق من أبناء الثورة الأبطال ، وهو دكتور جامعي ، وقريبى ، وكنت أحادثه منذ أيام لأقنعه باختيار الدكتور محمد مرسى لرئاسة الجمهورية ، ودار الحديث بيننا حول جوانب كثيرة ، منها كون الدكتور مرسى توافقي أم مرشح محسوب على اتجاه ، فقلت له : أن الدكتور مرسى سيقيض الله له أن يكون مرشحاً توافقياً بدرجة امتياز .. قلت الكلمة وأنا أضحك .
ولم أكن أقصد سوى أن الدكتور مرسى سوف يدير دفة البلاد على أسس من العدالة تجعل منه الرئيس التوافقي الذى يرضى عنه كافة الأطياف السياسية حتى ولو لم يختاروه منذ البداية ، فقال لى صاحبى : وانت فكرك إن القوى الثورية هتتوافق عليه ؟ ده انت بتحلم لو اتوحدت القوى الثورية دى تاني ؟ دول قدروا عليكم وفرقوا بينكم بكل سهولة ، واللى اتكسر معدش يتصلح ، وأخذ يعيد ويزيد ويتكلم فوق العشر دقائق عن استحالة توحد القوى الثورية .
فرددت عليها ضاحكاً - لأنى كنت لا أريد إدارة اختلاف ، وإنما كنت فقط أحاول إقناعه بمبدئى - : بس متقاطعش وقول إن شاء الله هيتفقوا ، وأنا أؤكد لك يا سيدى إن شاء الله هيتفقوا عليه وهيبقى هو مرشح الثورة ، وبكرة ربنا مش هيخذلنى وهتشوف ..
ورغم معرفتي بقيمة " إن شاء الله " إلا أني لم أكن أتخيل أن تفويض الأمر لله - وهذا هو معناها الحقيقى - يمكن أن يكون جوابه بهذه السرعة والسهولة واليسر ، ليصبح حلم توافق الثوار والقوى الوطنية حول شخص واحد وقبل انتخابه منالاً وحقيقة وواقعاً ..
اتحاد الثوار والخلاف سياسى بين الصواب والخطأ ، وليس خلاف حق وباطل :
مهما رسمت من سيناريوهات ، أو تخيلت مساراً يمكن أن أجمع فيه القوى الوطنية والثورية والإسلامية ، وهم جميعاً مخلصون لهذا البلد ، لما استطعت أبداً- مهما كانت براعتي - أن أقترب بعقلي القاصر من هذا السيناريو الذى يجمع الله به كل هذه القوى الآن .
فلقد جاءت الإعادة بين الدكتور المحترم محمد مرسي - والذى أصبح بجدارة مرشح الثورة ومرشح القوى الوطنية ومرشح القوى الإسلامية - ، ليصبح هو رقم واحد فى المعادلة رغم البداية المتأخرة لحملته ، ورغم قصر مدتها ، إلا أن الله سبحانه قيض له أن يكون أولاً ، ثم يقيض الله له بمتأخر ممول يشترى الأصوات ، وتدير المخابرات والأمن الوطني حملته ، وتنفق عليه هوانم وزوجات المساجين ، ليأتي رغم تأخره هو الآخر على حساب قوى وطنية وقوى إسلامية شريفة ويصبح الفل شفيق ثانياً فى سباق الرئاسة رغم قانون عزل الفلول بقرار سياسى لا قانونى من لجنة ليست فوق مستوى الشبهات .
وهذه إرادة الله سبحانه حتى تتمايز الصفوف ، وحتى يوحد الثوار على رجل واحد ، فالوضع الآن أصبح واضحاً جلياً لا شبهة فيه ولا غموض ، ولا يتصور وطنى عاقل واحد شريف أنه يمكن أن يغمس يده فى يد هذا الفل الملطخة بدماء الشهداء ، والملوثة بأموال المصريين المهربة للخارج ، وتلميذ لصوص الحكم السابقين .
ولقد جلسنا بالساعات لنقنع كثيراً من شباب الثورة أن الخلاف هو فى المسائل الاجتهادية السياسية التى تحتمل أن تكون الأراء فيها صواب وخطأ ، وأن يكون رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرى خطأ يحتمل الصواب ، وكانت اختياراتهم كثيراً ما تأتي بعيدة عن خندق الإخوان - ولا عيب فى ذلك - ، أما الآن فلقد أجبرنا على أن نصل إلى المنطقة التى يصبح فيها الخلاف بين حق وباطل ، بين ثورى وفل ، بين مصلحين ومفسدين ، فتغيرت وجهات الأمور واتحد الجميع تحت راية واحدة ، وهذا من فضل الله وقوته ، ولست مبعث فرحي بهذا التوحد أنه جاء فى صالح من رشحته من البداية لكن يعلم الله أنها فرحتى بإعادة إنتاج مشهد توحد الثوار من جديد مهما كان السبب .
ولقد سألنى أحد أصحابى السلفيين أمام إحدى اللجان ، ماذا لو أعاد أبو الفتوح مع شفيق ، وكررها لى غيره من أصدقائى الثوريين : ماذا لو أعاد أبو الفتوح مع شفيق ، وماذا لو أعاد حمدين صباحى مع شفيق ، ومع كلا الطرفين كانت إجابتى واحدة ، أنكم تشتموني بهذا السؤال ، فلا يمكن أبداً أن أتخيل ولا للحظة أني يمكن أن أمد يدى فى يد فل من الفلول ، هذا شتيمة وقذف ، وقلت لهم أنه لا يمكن أبداً ولا يتخيل أن أساوى بين أبو الفتوح وحمدين من ناحية وكلاهما هامة وطنية شريفة والخلاف بيننا سياسى اجتهادى لا غير ، وبين الفل المجرم الجبان شفيق الذى اعتدى على شبابنا وقتلهم ولوثت يده من دمائهم بمعركة الجمل وسرق ونهب وعاون الطاغية المخلوع على تهريب أموال مصر .
ومن هذا المنطلق أتصور وأفهم بوضوح وأقدر وأثمن موقف كل القوى الوطنية والثورية الذين اخترت صورهم بجوار الدكتور مرسى فى صورة المقال من أمثال الكاتب علاء الأسواني والكاتب بلال فضل والمخرج خالد يوسف والدكتور عمار على حسن وغيرهم .
وكذلك ما نسب لحمدين صباحي من تأييد مرسى على صفحته بالتويتر ، وأيضاً هيثم أبو خليل الذى أيد الدكتور مرسى على صفحته بالفيس بوك، ولا أستغرب ذلك ، خاصة فى حق أمثال هيثم ، فبيننا رابطتين مهما اختلفنا من قبل أو من بعد : رابطة الوطنية والشرف ، وقبلها رابطة الإخوة التى لا يمكن لمن عاش بين الإخوان يوماً ما أن يفتقد عبيرها ، ولا أن ينمحى أثرها من القلوب ، وآمل من الله أن يتبع ذلك بتأييد أمثال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحازم صلاح أبو إسماعيل والشيخ محمد حسان ...
اتحاد الإسلاميين
وهذا ما يقودني للحلم الثاني الذى ضاعت فى الجولة الأولى فرصة تحققه ، ثم يكرمنا الله سبحانه ويقدر لنا جبراً وقسراً ( وأستطيع أن أقول أنه حباً وكرامة ) ويفرض علينا التوحد والتعاضد والتعاون والاعتصام .
ولم يعد لدى الإسلاميين عذر - أي عذر - ألا يتوحدوا تحت راية واحدة ، وفى ظل شخصية إسلامية واحدة قدر لها أن تبقى فى المشهد ، فهل يعى الإسلاميون الدرس ويقدروه ؟ !
الرئيس الزعيم المحبوب
لقد أراد الله لمرسى ألا ينجح إلا بعد أن تلتف حوله القلوب ويؤيده الجميع ، فيكون توافقياً باقتدار ، تتوحد عليه قوى الثوار وقوى الإسلاميين على السواء ، وليصبح ولاءه للجميع بعد الله سبحانه ، ثم بعد مصلحة هذا الوطن الغالى ، وليصبح رئيساً لجميع المصريين ، يختاره الجميع ، ويحبه الجميع ، ويتبنى سياسته الجميع .
ولسف تتوحد كل القوى ضد الفلول ، وتلتف حول تأييد الدكتور محمد مرسى رئيساً للجمهورية ، ليصبح أول رئيس مصرى عبر عقود .. بل قرون يختاره المصريين بكل الطواعية والحب ويرضون منهجه وسياسته ليصحب الرئيس الزعيم المحبوب إن شاء الله ، وما ذلك على الله بعزيز ، وما ذلك فى ميزان خزائنه سبحانه بمعجز ...
تدوينة :
تدوينة على الفيس بوك لأحد العقلاء : يشاء الله عز وجل ألا يصبح محمد مرسى رئيساً لمصر إلا ،، بعد ان يفوز بكل صوت وطنى ثورى حر فى مصر ،، كى يكون بحق رئيساً لكل المصريين ،، يعتز بهم ،، وبالتفافهم حوله ،، ويعتزون به ،، وبانتصارهم معه على فلول نظام مبارك .
كبسولة :
هي الناس دى معندهاش دم ؟ :
----------------

