حازم سعيد :

التعتيم الإعلامى الرهيب الذى ساد الفضائيات الخاصة والصحف الممولة من رجال تابعين للنظام السابق فيما يتعلق بتغطية أو التعليق على الفعاليات المبهرة خاصة آخر فعاليتين ( السلسلة البشرية والمؤتمر المجمع على مستوى 25 محافظة ) ، وكذلك نتيجة التصويت بالسعودية والكويت وهما اللتان جعلتا من الدكتور مرسى فارس السباق الأول بلا منازع ولله الحمد والمنة .
هذا التعتيم الإعلامي الرهيب - الذى يخيل لك أن الفعاليات المبهرة التى قامت بها حملة الدكتور مرسى فعاليات سطحية تافهة لا تستحق ذكراً - هو موضوع النقطة الأولى لهذه المقالة التى تتناول فعاليات حملة الدكتور مرسى بجزءٍ من التقييم ، وكذلك تلقى ضوءاً على هذه الوسائل وأهم الدروس المستفادة منها فى الوقفات التالية :

أولاً : التعتيم الإعلامي :
مارس الإعلام دوره المعتاد مع الإخوان منذ إعلام جمال عبد الناصر والذى أدى بالناس لأن يهتفوا بالشوارع : " قتل قتل يا جمال ، دبح دبح فى الإخوان " ، ومروراً بنهايات عصر السادات بعد أن انقلب على الإخوان وعرض نفسه للموقف الشهير لمرشدنا الراحل عليه رحمة الله الأستاذ التلمساني حين شكاه إلى الله ، وبعدها انقلب الإعلام على الإخوان ومروراً بالعهد الفاسد السابق ، وانتهاءاً بما يصنعه الإعلام مع الإخوان منذ استفتاء التعديلات الدستورية ومروراً بانتخابات الشعب والشورى وما بعدهما حتى أيامنا هذه ، والتي أوشك فيها أن ينال بغيته – أو هكذا ظنوا – ليفاجئوا بإقبال الناس على الإخوان مرة أخرى ، وذلك أن الله سبحانه تفضل على الإخوان بعنايته ورعايته ..
لقد مارس سحرة فرعون كل أنواع وفنون التأليب والمكر والشتيمة فى الإخوان مهما كان رد فعل الإخوان حتى انتشرت النكات الشهيرة والتى تسخر من هذا الموقف ، وفعل الإعلام كما فعل الناس مع جحا وابنه فى موقف الحمار الشهير .
عشرات بل مئات الحلقات من برامج التوك شو وسيل استضافات لمنتقدين وطاعنين فى الإخوان ، مع آلاف المكالمات المعدة والمعلبة والمجهزة لشتيمة الإخوان ، مع وصلات ردح من كثير من مقدمي برامج التوك شو ، عشرات التقارير الصحفية ، مئات المقالات النقدية .. إلى آخره 
وفى النهاية تعتيم رهيب على فعاليات الحملة ، بغرض التعتيم على إقبال الناس على الإخوان ، وكذلك التعتيم على نتيجة السعودية الهائلة والتى تعتبر الوحيدة فى الخارج المعبرة حقيقة عن الداخل المصري لسببين أولهما غزارة عددها بما يضمن تمثيل كافة الأطياف كنسبة وتناسب ، ثانيها قربها البيئى والمكاني من مصر ، فيما يتيح لها التحلل من وطأة الإعلام الفاسد الذي يعتبر المغذى الأساسي لثقافة المصريين بالخارج .
هذا التعتيم هو استمرار لحالة العداء الإعلامي ضد الإخوان خاصة أيام المناسبات الانتخابية والاستفتائية ، وما حالة خوار أو حمار منا ببعيد .
وأصرخ النماذج على ذلك جريدة ظلت تهتف وتطبل لنتيجة دول أوروبا وأمريكا وحاولوا تصوير اكتساح أبو الفتوح بالخارج ، ثم لما ظهرت بوادر نتيجة السعودية إذا بهم يقولون : إن نتائج التصويت بالخارج لا تعبر عن الواقع المصرى فى شئ !!!
 
ثانياً : فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون :
أزداد تفاؤلاً كلما فعل الإعلام معنا هذه الفعلة ، وسر تفاؤلي هو التجربة والممارسة وهو الأقرب لما يسمى دراسة السنن التاريخية ، وهذا هو مبعث تفاؤلى .
وذلك أن الإعلام كلما هاجمنا فى مناسبة من المناسبات كلما نصرنا الله ومكن لنا .. وخذ عندك فى السنتين الأخيرتين أوضح وأفظع الأمثلة ، عد من أولها ثورتنا المباركة ، والتى انهالوا علينا فيها طعناً ورجماً وتشويهاً ، فإذا بالسحر ينقلب على الساحر ، وإذا بالثورة تنجح ، وإذا بعين الله تحرسها وتكلؤها ، ليخيب ظن الظالمين .
ثم استفتاء التعديلات الدستورية ، والذى لم تخلو قناة ولا برنامج فى نفس الوقت وعلى مدار الأربعة وعشرين ساعة من هجوم أو تهكم على الإخوان ، حتى خيل لى وأنا مقدم على الاستفتاء أني سأجد نتيجة رهيب لصالح من قالوا " لا " ، وإذا بى أجد أن نتيجة من قالوا " نعم " والتى انحاز لها الإخوان حينئذٍ تتعدى السبعين فى المائة وأكثر ، لتثبت التجربة للإعلام فشله ، ولكن أكثر الإعلاميين لا يعلمون .
ثم الانتخابات البرلمانية وهوجة تخويف الناس من الإخوان ومن التيار الإسلامي ، حتى ظننت أن التيار الإسلامي خاصة الإخوان سيحصدون الخيبة والفشل ، فإذا بهاذين يرحلان لخندق الشاتمين الناقدين المهيجين لتبوء الفضائيات والصحف التابعة لها وخاصة السى بى سى والأون تى فى وغيرهما بكل الخيبة والفشل ، ولتصبح النتيجة الإجمالية للتيار الإسلامي فوق الخمسة وسبعين فى المائة فى مجلسى الشعب والشورى ، ليقدم الإعلام نموذجاً آخر للخسارة ، ولكن أكثر الإعلاميين لا يعقلون .
ثم هوجة فتن محمد محمود وحرق المصانع والشركات والفتن الطائفية وأحداث امبابة وأخيراً قرار الإخوان بالترشح للرئاسة ، لأفاجئ بموجة كاسحة لا تصد ولا ترد من الهجوم الإعلامي على الإخوان ، حتى ظننت أن الإخوان سيقتلهم الناس فى الشوارع ، لأرى الناس بعدها يقبلون على الإخوان – بعد صبر الإخوان على الناس وتوعيتهم وانتشارهم بينهم – بالمئات والآلاف ، لتقلب استطلاعات الرأي - فى نهاية الجولة - الكفة نحو مرسى وبكل قوة ، ثم لتفاجئنا آخر النتائج بالخارج ( وهى نتيجة السعودية ) بأرقام مبهرة ، لتعطي الأيام للإعلام الفلولى الفاشل صعفة قاسية ، ولكن أكثر الإعلاميين لا يفقهون .

ثالثاً : فعاليات مبهرة :
حملة الدكتور مرسى قدمت نموذجاً مبهراً لأي حملة دعاية ، وأصبحت مثلاً فذاً لأي محتذٍ :
فمن ناحية الكم : شارك فى الحملة ملايين على مستوى القطر المصري ، وليسوا كلهم من الإخوان ، وليسوا من حزب الحرية والعدالة ، بل إن أضعاف المشاركين فى الحملة لا هم أعضاء فى الإخوان ولا هم أعضاء فى الحرية والعدالة .
ومن ناحية غزارة الكيف : فلقد شملت الحملة كل أنواع الدعاية المتخيلة وغير المتخيلة من إعلانات تلفزيونية إلى إعلانات جدر وحوائط وبوسترات وملصقات ، إلى شاشات عرض ، إلى أكشاك دعاية ، إلى بنرات وورقيات ومطويات وبيانات ، إلى حوارات ولقاءات تلفزيونية شارك فيها المرشح أو أنصاره ، إلى وقفات ومسيرات إلى عربات ودراجات ، إلى وسائل بحرية ونهرية ، إلى دعاية بالهاتف أو الكمبيوتر والنت أو المباشرة من خلال فرد الإخوان ، دعاية غزيرة وبكل كثافة فى مدة زمنية قصيرة جداً لتأخذ الحملة رقم واحد بجدارة من حيث التنوع والغزارة .
ومن ناحية جودة وعنصر الابتكارية فى الكيف : حازت الحملة رقم واحد بجدارة واستحقاق فى تقييمات الإعلام العالمي ، ولقد شملت عناصر الابتكار والتنوع نقاط كثيرة جداً ، ولكني أرى ثلاثة منها جديرة بكل الذكر فى هذه المقالة ، هي الألتراس النهضاوى ، وابتكاراته والشباب الحيوي الذى شكله وهتافاتهم المدوية وأشعارهم وأغانيهم وزيهم وآليات عملهم ، وهو ما كان له فعل السحر فى الشارع ، ثم السلسلة البشرية الرهيبة التى امتدت لألف ومائتي كيلو متر فى تميز وإتقان ، أزعم أنه لا يستطيع أحد من التنظيمات البشرية صنعه وإتقانه بهذه الصورة إلا الإخوان ، وذلك أنهم استعانوا بالله فأعانهم سبحانه ، وأحسنوا ظنهم به فكان عند ظنهم تبارك وتعالى ، ثم المؤتمر المجمع الحاشد فى نفس اللحظة فى خمسة وعشرين محافظة ، فى أداء متقن قالت عنه بعض وكالات الأنباء العالمية أنه : مبهر .
هذا العدد من المشاركين ، وهذه الغزارة فى الوسائل ، وهذا التميز فى النوعية والكيف والتنفيذ ، كيف للإعلام الفلولى الفاشل أن يملك بجاحة غض الطرف عنه ؟؟؟!!! هذا والله من العجب العجاب .

رابعاً : كيف حقق الإخوان هذا الأداء المبهر :
أستطيع أن ألخص بعدة نقاط قصيرة : أولها توفيق الله وفضله ، وما بكم من نعمة فمن الله ، ولولا الله سبحانه وتأييده ما استطعنا فعل شئ من هذا ، إن الحول والقوة كل القوة من الله سبحانه ، هو الذى رمى ، وهو الذى أيد بالثبات ، وهو الذى أيد بالسكينة والجلد والاحتمال ، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم .
ثم تأتي عدة عناصر فى عالم الأسباب المادية وهي :
1. نجاح التربية عند الإخوان المسلمين ، وأنت إذا أردت أن تقيس التربية عند تنظيم من التنظيمات أو جماعة من الجماعات أو أمة من الأمم ، فإن أحسن ما تستطيع القياس فيه هو وقت الأزمات والحاجات والملمات ، وكذلك وقت الرخاء .
أما وقت الرخاء وفتنة التمكين فلا أحسب أنها جاءت بعد .
وأما وقت الأزمات والحاجة ، فهذا أوانها ، بل إن أوانها الحقيقى لم يكن وقت السجون والمعتقلات ، فهذه قد يصبر الله عليها بحكم الضرورة والقسر والقهر ، وقد توطن النفس وتهيئ على استقبال السجن والاعتقال لأنى – خلاص – مسجون مسجون .. 
أما الأوان الحقيقي فهو الآن حيث أن الدعوة تحتاجني والجماعة التى أنتمي إليها تريد مني كل قطرة عرق ، ولا يعلم أحد بسرى ولا بحالتي ، وليس هناك رقيب يحصى فى وقت الكثرة كما يحصى فى وقت الضيق إلا الله ، فقد أغيب ولا يسجل علي أحد ذلك لو أني لم أتربى على مفهوم مراقبة الله تعالى ..
ولكن الإخوان – كل الإخوان – كانوا عند حسن الظن ، فلم يغب أحد ، ولم يتعامل أحد مع منطق مراقبة البشر ، بل كان الكل مبادر منتفض مشارك باذل لأن الجميع تعامل مع الله سبحانه , وأتمنى من الله – ولا أفرض عليه شيئاً سبحانه – ألا يخيب سعي هؤلاء الساعين المجاهدين المناضلين .
ولقد رأيت مقعدين ومعاقين وكبار بالسن ومصابين بأمراض فى عمودهم الفقري ، ورغم ذلك صامدين يشاركون فى جميع الفعاليات والمسيرات بالكيلومترات ، وواقفين بالسلسلة البشرية لا يهتزون ولا يشتكون ، والله لو لم يحقق الإخوان نجاحاً غير هذا لكفاهم ..
أما وأن الله واسع الفضل والعطاء ، فإنا نرجوه سبحانه بعد هذا الفيض أن ينعم بالنصر والتوفيق ، وليس هذا فى ميزان خزائنه وحوله وقوته شئ .. سبحانه سبحانه سبحانه ..
لقد أثبتت هذه المشاركة وهذه الجودة وهذا الإتقان وهذا النجاح والإبهار ، عبقرية من وضعوا نظم التربية فى الإخوان المسلمين وعلى رأسهم إمامنا مؤسس الدعوة الأول الإمام البنا الذى استلهم سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تأسيس الوسائل التربوية بالإخوان المسلمين ، فكان ملهماً موفقاً مربياً فاضلاً ، رحمه الله وأجزل له العطاء هو وكل من عمل بالتربية بالإخوان .
2. المشاركة الجادة الفاعلة من كل أطياف الإخوان بمحبيهم بأعضاء الحرية والعدالة بأبنائهم وأشبالهم وزهراتهم واخواتهم وزوجاتهم .. الكل شارك عن حبٍ واقتناع ، عن تفانٍ وإخلاص .
كنت اليوم أهاتف أحد إخواني المقربين ، أثناء إعلان النتيجة بالخارج ، فى أمر من أمور دعوتنا ، وإذا بالأصوات حوله تعلو وترتفع وسمعت صوت بناته الصغار مع زغاريد ، فقال لى : أصل والدتي بتزغرد فرحاً بنتيجة التصويت .
هذه الروح التى عليها بيوت الإخوان من أبناء وبنات وأمهات وآباء ، هي المفتاح الثاني بعد توفيق الله ، لنجاح فعاليات الإخوان وظهورها بهذا المظهر المبشر الذى يسر المؤمنين .
3. كتيبة المخلصين التى جلست وخططت وقادت هذه الحملة ، وابتكرت عشرات الوسائل ، وأدرجتها ضمن خطة واضحة المعالم محددة الخطوات مدروسة ، مصحوبة بقياسات للشارع واستبيانات للرأي العام ، وقبل ذلك كله مستعينة بالله سبحانه .
ولقد قيض الله لى بعض الاحتكاك بعناصر من الحملة ، وكان من أحسن ما يلفت نظرى فى أشد الأوقات وأكثرها اهتماماً بالتفاصيل والتنفيذ أنك ترى الأخ من إخوان الحملة ينخلع تماماً من هذه الأشياء ليذكرك بالله وأن تتوضأ وتصلى ركعتين ، أو تقوم فى جوف الليل ، أو تصوم لله اليوم التالى ، أو تداوم على وردك القرآني .إنها كلها معاني ، أحسب أنها من توفيق الله سبحانه لهذه الحملة المباركة .
4. الأخذ بكل أسباب التفوق العلمي والمنهجي فى تخطيط الحملات والدعاية ، ولقد قدم الإخوان نموذجاً مبهراً منذ الكلام عن مشروع النهضة إلى الدخول فى تفصيلاته إلى الشارحين للمشروع ، إلى مخططي مراحل الدعاية إلى الوسائل التى استعانوا بها فى قياس الرأي والاستبيانات المصاحبة إلى آلية جمعها ورفعها ، إلى قرارات المشاركة بهذا البرنامج أو ذاك ، إلى طريقة التحدث والكلام ، إلى توضيح ما يقال وما لا يقال ، وإلى تفصيل الشبهات وطريقة الرد عليها سواءاً بالكلام أو بالعمل ، سواءاً بالرد المباشر أو بالتجاهل .... الخ 
لقد سار الإخوان فى حملتهم واتبعوا خططاً واضحة ، بأهداف محددة ، بمرحليات دقيقة واستعانوا فى ذلك بنوعيات من الخبراء والمختصين من داخل الجماعة التي أثبتت أنها عامرة بالخبرات والمؤهلات ، ومن خارج الجماعة فى نموذج رائع للاستفادة من الغير ومشاركته وتفعيله دون إقصاء أو تهميش .

خامساً : لا يفوتني الحديث عن الجانب الأخلاقى للحملة :
حيث قدمت الحملة فناً من الأخلاق قد لا يتقنه غير الإخوان المسلمين ، حين أصرت الحملة أن تكون الدعاية بالكلام المباشر عن مشروعنا والمؤسسة التى تحمله والشخص العظيم الذى رشحته الجماعة وإبراز جوانب العظمة والتفوق عند كل واحدة من هذه ( المشروع والمؤسسة والشخصية ) ، مع دحض الشبهات بطريقة محترمة ، دون تجريحٍ فى الآخرين ، ودون لمزٍ أو همزٍ أو غمز .
وكان آخر ما تميزت به الحملة التزامها بالصمت الانتخابى وعدم الدعاية للمرشح فى يومي الصمت ، وحازت الحملة السبق حيث أنها الحملة الوحيدة التى التزمت على مستوى الجمهورية بهذه الأخلاق ، ورغم ذلك فإن أحداً من الإعلام لم ( ولن ) يتحدث عن هذا التميز ، كما سبق وأعلنت فى مقدمة وصلب المقال ... وأؤكد أن هذا مما يبعثنى على التفاؤل ..

أكتفى بهذا القدر أحبابى وأصدقائى وإخواني ، وأقوم لأكلم زمامي وأقاربى وأؤكد عليهم الذهاب لاختيار الدكتور مرسى ومشروع النهضة ، فلم يعد الوقت وقت الكتابة أو الكلام وراء حجب النت ، وإنما هو وقت العمل لآخر نفس والبذل الصادق ، فنحن فى المائة متر الأخيرة التى إن انقطع فيها نفس العدائين المنافسين ، فإنا نحن معاشر الإخوان لا تنقطع أنفاسنا ، بل نقوى ونشتد حين تحين لحظات البذل والعطاء ، وإنها لحياة قصيرة إن أمضيتها فى الراحة أو الركون أو الدعة ... فقوموا إلى جهادكم يرحمكم الله .

كبسولات :
- الشيخ الدكتور ياسر برهامي أحد رموز الدعوة السلفية الذين أحبهم وأجلهم ، وكتبت من قبل منافحاً عنه ضد ألسنة النظام السابق الفاشلة ( روز اليوسف ) حينما أرادت الطعن فيه وتناولت حياته الشخصية بما لا يليق .
ولكن هذا لا يمنعنى أن أخالف الشيخ ياسر الذي ظهر الفترة الماضية متبنياً ومدافعاً عن قرار سلفية الإسكندرية وحزب النور وذكر ضمن الحيثيات أن الدكتور أبو الفتوح قال أنه يتبنى تغيير المادة الثانية من الدستور ليصبح النص : " الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع " بإطلاق وعمومية تضمن إدراج كل نصوص الشريعة وليس قطعي الثبوت والدلالة فقط ، فى حين أيد المهندس خيرت والدكتور مرسى فكرة أن تكون مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع بما يخرج معه أكثر من 90 % من نصوص الشريعة والتي لا تجتمع فيها صفتا قطعي الثبوت والدلالة  .. إلى آخره .
وأنا آخذ على الشيخ ياسر هذه التبريرات لأنها كلها للمنصفين العقلاء واهية ، حيث أن المختص بتعديل المادة أساساً هم اللجنة التأسيسية وليس رئيس الجمهورية فكلام أبي الفتوح واستشهادات الشيخ ياسر لا تقدم أو تؤخر ، وأظن أن هذه التبريرات تأتي فى سياقين : الأول هو الانفصام عن الواقع الذى يحياه بعض رجال الدعوة السلفية بالإسكندرية  ، والثاني هو التبرير نتيجة ضعف المنطق والحجة ، فأنا أفكر ثم أخبط فكرة يميناً وشمالاً لعلها تكون مقنعة للناس بقرار اتخذته وأنا فى الأساس غير مقتنع به ... والله أعلى وأعلم وأجل وأعظم ...
 
- الدعاية الانتخابية المرصودة فى يومي الصمت الانتخابي لأنصار جل المرشحين وعلى رأسهم شفيق وأبو الفتوح ، تراها لو كانت من الإخوان للدكتور مرسى ، هل كانت ستلقى نفس الصمت الإعلامى المطبق الذى لاقته هذه الدعاية لشفيق وأبي الفتوح ، وهل كانت ستلقى صمت منظمات حقوق الإنسان ووكالات الرصد كما لاقت دعاية شفيق وأبي الفتوح ... لا أظن ..
 
-----------------