حازم سعيد :

قررت الدعوة السلفية بالإسكندرية والمؤسسة لحزب النور دعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والانحياز له ولبرنامجه ، وذلك بعد جلسات استماع للثلاثة مرشحين الإسلاميين ( مرسي وأبو الفتوح والعوا ) ، وجاء القرار بأغلبية كاسحة من مجلس شورى الدعوة ومن مجلس الأمناء ومن الهيئة العليا للحزب فاقت الثمانين فى المائة لصالح أبو الفتوح ، ولنا على هذا القرار تعليق .
 
مقدمة :
1. هو قرار تاريخي – بغض النظر عن إيجابيته أو سلبيته - لأنه سيسجله التاريخ للدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب النور ، وأنا شخصياً بعد تفكر وتدبر وتروٍ وانتظار أراه سيكتب فى التاريخ على أنه قرار جانبه الصواب .
2. لست هنا أتعرض لشخص الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ، وقد تعرضت له من قبل فى المقالة الشهيرة صاحبة الأزمة " متى كان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح سلفياً أو محباً للسلفيين " والتى لم يفهمها البعض على النحو الذي أردته ، وأنا هنا أؤكد أني – رغم اختلافى المنهجي الكبير والشاسع – مع شخص الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح إلا أني أكن له كل احترام وتقدير وحب كأخٍ أكبر فى الإخوان سبقنى على الدرب ، وكان يجاهد وأنا فى طور الرضاعة ، فالاختلاف لا ينافى التقدير والحب والاحترام .
3. كذلك لست هنا أتعرض لرموز ولا لكيان الدعوة السلفية بالهجوم ، وإنما أنتقد المنهجية التي بني عليها القرار ، وكذلك أنتقد مآلات القرار وما أسفر عنه من عواقب .
4. حين أقول ( الدعوة السلفية بالإسكندرية ) فى عنوان وصلب المقال وأعيدها مراراً وتكراراً ، فلست هنا ألمز أو أغمز أو أتنابز بالألقاب ، وهو شئ كان يسوؤنى وأنا بين صفوف السلفيين – خاصة وكنت منتمياً لمدرسة الإسكندرية – ولكني أبين أن المدرسة السلفية ذاتها أقسام وأصناف أكثرها تنظيماً هو الدعوة السلفية بالإسكندرية والتى أنشأت حزب النور وهي التى أيدت الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ، وهناك سلفيات أخرى أيدت الدكتور محمد مرسي وأبرز مشاهيرها الدكتور محمد عبد المقصود والدكتور محمد يسرى والشيخ محمد حسان والشيخ نشأت أحمد والشيخ فوزى السعيد ، وهناك آخرون لم يعلنوا بعد من سيؤيدون ، لذا وجب التنويه والتنبيه أني أتحدث هنا عن السلفيين بالإسكندرية وحزب النور لأنها هي التي أيدت الدكتور أبو الفتوح بحيثيات أراها تستحق النقد ، وليس فى هذا ثمة لمز أو تنابز ، وإنما هو التمييز لتحقيق العدل والإنصاف .
5. الحيثيات والأسباب التى جعلتنى أرى القرار مجانباً للصواب جاءت على لسان الشيخ ياسر برهامي والشيخ عبد المنعم الشحات والأول هو نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة ، والثاني هو المتحدث الرسمي باسمها ، فحين تنتقد قراراً بناءاً على تصريحات مثل هذين العلمين فإنك تكون صائباً ومنصفاً لأنه هو رأي الدعوة الرسمي وهو الرأي الذي استقرؤوه من نقاشات أعضاء الشورى جميعهم ، فتحليل الرأيين وحيثياتهما يعبر عن النبض العام والمشترك بين أعضاء الشورى والذي بناءاً عليه صوتوا بنسبة تفوق الثمانين فى المائة لصالح الدكتور أبو الفتوح .
6. أحاول فى هذا المقال التجرد ما استطعت إلى ذلك سبيلاً والانخلاع من هويتى الإخوانية التنظيمية ، مستعيناً بالله سبحانه ، ثم بما أمضيته من سنوات وزهرة شباب مع السلفيين تشفع لى فى أني يمكن أحياناً أن أقف على مسافة منتصفة بين الفريقين ، حين أحلل أو أبحث قضية تتعرض لكلا الطرفين وأخرج منها بنتيجة ألخصها بأن هذا الطرف أو ذاك قد جانبه الصواب ...  ، والله المستعان أولاً وآخراً .

قرار السلفيين بالإسكندرية رؤية تحليلية :
لقد وقع سلفيو الإسكندرية فى مجموعة من الأخطاء فى منهجيتهم التي بناءاً عليها صوتوا لدعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ، وكذلك فى مآلات ونتائج القرار ألخص بعضها وأتوقف عن البعض – حتى لا يفهم أنه غمز ولمز -  فى النقاط التالية :
 
1. إضاعة فرصة تاريخية للوحدة بين التيارات الإسلامية :
أول وأخطر المآلات والتي تحول القرار لخطأ هو إضاعة فرصة تاريخية للوحدة بين العاملين فى المجال الإسلامي ، ولقد كان أمام الدعوة السلفية بالإسكندرية فرصة لتصحيح مسار الدعوة على العموم ، بتعديل فكر ورؤية كثير من المنتمين للدعوتين .
ولقد كان أمامها كذلك وضع حدٍ لكثير من التلاسن والفرقة بين العاملين بأكبر دعوتين إسلاميتين على الساحة ، والتأكيد على أن عظم الهدف والغاية ، مع شرعية الوسيلة ، وإن اختلفت فى تكييفها أحياناً سيؤديان بأنصار الدعوتين إلى التعاضد والتعاون على البر والتقوى وعلى تحقيق المشروع والحلم الإسلامي الكبير .
لقد أضاعت الدعوة السلفية بانحيازها لفرد وليس لمشروع وليس لجماعة هذه الفرصة التاريخية على أبنائها وعلى أبناء الإخوان على حدٍ سواء ، وأحسبه سيسجل على أعضاء شورى الدعوة السلفية فى التاريخ .
 
2. تغليب الفقه الفردي على الفقه الجماعي المؤسسي :
الحيثيات التي بنى عليها السلفيون ( بالإسكندرية ) قرارهم أوضحت دور الرؤية الفردية وتعاظمها وغلبتها على المؤسسية ، ولو سمعت الشيخين الجليلين الدكتور ياسر والمهندس عبد المنعم ، لاكتشفت – وتعجبت معي – من قيام فرد أمام مؤسسة ، ومن ضياع عامل المؤسسية – كعنصر ترجيح من نظرتهم .
وأحسب أن هذا من أكبر ما يتسم به الفقه السلفي عموماً ، وهو تعظيم الجانب الفردي على الجانب المؤسسي والجماعي ، يظهر ذلك من أدبيات الدعوة والتي تكتشف وأنت على بابها المقولة الشهيرة للصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك " .
وتكتشف ذلك فى غلبة فقه الأورع على فقه المصالح والمفاسد ، نعم إن على كل فرد عبادات وعليه معاملات وعليه التزام بأحكام الشريعة ينبغى عليه أن يتحلى به لينجو من عذاب الله يوم القيامة ، ولكن هذا الفقه والسلوك الفردي لا يتعارض مع الفقه الجماعي ومع فقه المصالح والمفاسد ، ومع فقه السياسة الشرعية الذى يتسم بالأممية والجماعية والمؤسسية .
يتضح ذلك جلياً حين تطالع كثيراً من الفتاوى السلفية لعلمائها بالإسكندرية قديماً وحديثاً ، انظر للفتاوى المتعلقة بالانتخابات البرلمانية وممارسة العمل الحزبي والسياسى ، وطالع أي فتوى منشورة تجدها تركز على جوانب ومصطلحات سوف يبرز أمامك فيها " الأورع ، والنجاة من النار ، والأحوط و ..... " وسوف تجد ذلك أيضاً فى المسائل المتعلقة بالالتحاق بالقضاء وبالشرطة وبالجيش والعمل بالبنوك الربوية وخلافه من المسائل التى ركزت الدعوة السلفية دائماً فى حيثياتها على جانب الأورع والأحوط والأتقى ، ولم تراعي فيها النظرة العامة والكلية والمؤسسية وفقه المصالح والمفاسد .
وحديثاً سوف تجد إحجام سلفيي الإسكندرية عن المشاركة الفعالة فى الثورة والاكتفاء بمهمة تأمين أماكن بيوتهم وتجمعاتهم ، وحيثيات قرارهم سوف تجدها أيضاً مبنية على هذا الفقه الفردي ، وأنا أضرب لك الأمثلة من الذاكرة لآخر تصرف فعلوه أمس الجمعة  4 / 5 / 2012 ، حين أعلنوا عدم المشاركة فى المليونية ، وحين تراجع نص البيان ستجده يتعامل مع الموضوع بنفس النظرة الفردية ، انظر لجزء من نص البيان  : " فنظرًا للاحتقان الحالي الذي لا يُضمن معه التصرف الحكيم في المليونيات... ترى "الدعوة السلفية" عدم المشاركة في مليونية الغد إلا لمن كان قادرًا على التهدئة والحوار الناضج الذي يمنع التخريب والفوضى " .
والنظرة الفردية فى هذا النص بادية واضحة للعيان حين تقرر أنك تمنع المشاركة لاعتبارات تصرفات أفراد الصف عندك وأنك لا تضمنها ، وأنك تقصر المشاركة على من كان قادراً على التهدئة والحوار الناضج مع أن هذا الكلام يتنافى مع مقاصد المليونية والتي يعتبر الحشد الجمعي فيها من أكبر وأهم المقاييس ، مع ملاحظة هامشية جانبية أنك انتقصت المنتمين إليك حيث لا تضمن سلوك أغلبيتهم فتمنعهم من المشاركة وتقول ضمناً أنك لا تضمن حكمة تصرفاتهم بالمليونية ، الشاهد أنك تبني قرارك على تصرفات الأفراد وليس على تقدير المصالح الكلية والهدف من المشاركة ، وضخمت جانب رد الفعل على جانب الرؤية المصلحية العامة .
 
3. غياب الفقه المترتب على الصراع بين الحق والباطل :
وهذا الختام للفقرة السابقة هو ذاته مقدمة هذه الفقرة ، فأصحاب المشروع الإسلامي فى صراع مع الباطل ، والباطل الشرير هنا هو فلول النظام السابق الذين يحاولون الافتئات على المشروع الإسلامي الكبير الذى يعد الإخوان أكبر الفصائل التى تتبناه ، ويفترض فى أبناء الدعوة السلفية بالإسكندرية أنهم بعض الذين يتبنونه .
الفرد المسلم ثم البيت المسلم ثم المجتمع المسلم ثم الدولة المسلمة ثم الخلافة الراشدة فأستاذية العالم ، هذه الصياغة الإخوانية لمراتب العمل أو للمحاور الذى يعمل فيها المشروع الإسلامي لا يختلف حول مضمونها الإخوان ولا السلفيون .
الخلاف حقيقة هو فى الوسائل الموصلة لهذه المراتب ، أما وأننا اتفقنا فى الوسيلة وهي الانتخابات الرئاسية وجواز خوضها ، فما الذي يمنعك يا أيها السلفي من دعم زميل حلمك ورفيقه ، الحلم بالغلبة للمشروع الإسلامي ، خاصة والمرشح الذى دعمته يرفض التصريح بهذا المشروع ، بل ويقول كلاماً قد يفهمه البعض على أنه مناقض لمشروعك .
ثم إن هذا المرشح الذى دعمته هو فى النهاية فرد ، أفترى أيها السلفي أن مشروعك يقوم به فرد فتدعمه أم جماعة فتقوى شوكتها بشوكتك فتصبحان شوكة قوية كبيرة لا شوكة عادية أيدت فرداً ؟! خاصة وأنت تذكر فى حيثيات القرار أنك بدعمك لأبى الفتوح قد ضمنت إدخاله الإعادة ، فما بالك وأنت تدعم مرسي الذى بدعم الإخوان له – بعد توفيق الله – قد ضمن الإعادة على الأقل ، يظهر ذلك من استفتاءات الرأي ومن قوة الإخوان بالشارع ، حتى لو شتموا أو سبوا أو انتقدهم الإعلام ، أو حاولت أجهزة المخابرات والأمن الوطني عمل دعاية مضادة لهم ، فرغم كل ذلك تقول كل المؤشرات بتفوق مرشح الإخوان ، أفلم يكن جديراً بك أن تدعمه لتقوى شوكته بشوكة مضافة فينجح من المرة الأولى – ربما - ؟؟؟؟ !!!! أضع أمامك علامات تعجب .
ثم إنك تذكر فى حيثياتك أنك لم تر فارقاً منهجياً بين مرسى وأبى الفتوح من حيث أنهما ينتميان لذات المدرسة الفكرية الإخوان – مع عدم تسليمى أنا شخصياً بذلك – لكن أنت أقمت الحجة على نفسك ، فبما أنك أيدت أبى الفتوح وهو مختلف معك اختلافاً جذرياً ، أفلم يكن حرياً بك فى مرحلة الصراع بين الحق والباطل واقتراب الحسم للمشروع الإسلامي أن تؤيد الشوكة والمؤسسة والجماعة على الفرد ؟!
وأحسب أن شيخاً كشيخ الإسلام ابن تيمية كان مساره ومدار أحكامه وتعاملاته الفقهية مبني على مراعاة معادلة الصراع هذه ، وانظر لموقفه الجماعى الموسوعي وهو يرفض الإفراج عن المسلمين فقط من أسرى التتار ، ويصمم على الإفراج عن النصارى الذين هم أهل ذمة نبينا ، ويذكر هذه الحيثية لأمير المغول ، إن هذا التصرف يعكس العقلية الجمعية المؤسسية التي تدرك طبيعة الصراع . والذى بمثل هذا التصرف يقوى شوكة الدولة المسلمة بعناصر من المسيحيين الذين ما أن رأوا مثل هذا الموقف إلا وقرروا الدفاع بأرواحهم عن الدولة .
ولو أن شيخ الإسلام قرر أن يسير على هدي ما قرره شورى السلفيين بالإسكندرية لفرح ورضى بالإفراج عن المسلمين وعده مكسباً وغنيمة ، ولانتصر للنظرة الفردية والفقه الفردي الذي يؤصله السلفيون بهذه القرارات على فقه الصراع بين الحق والباطل والجهاد فى مرحلة فاصلة من تاريخ الأمة .
 
4. الانحياز لخندق العلمانيين والليبراليين :
لقد اختار السلفيون فى هذه المرحلة الانحياز إلى نفس اختيار العلمانيين والليبراليين الذين هم أحد أخطر وأعدى من يناهض المرشح الإسلامي ، وأنا هنا أسائل إخواني بشورى الدعوة السلفية الذين قرروا مناصرة أبى الفتوح ودعمه ، ألم يسائلوا أنفسهم ويفكروا : لماذا يدعمه الليبراليون والعلمانيون بهذه الصورة ، وكل أحاديثهم حوله بأنه رجل عاقل منصف " توافقي " ؟ ! هل تحسب هؤلاء المكارين المخادعين المناهضين للمشروع الإسلامي يؤيدون رجلاً سوف يتبنى المشروع الإسلامي ؟ لو أنك تفكر كذلك ، فعلى الدنيا السلام ، وللعمل الدعوى الوداع .
هل تعلم أن المستشار السياسى للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هي الدكتورة رباب المهدي صاحبة الأجندة والأيدلوجية الاشتراكية ، وهل تعلم أن أحد كبار المسئولين فى حملته هي الممثلة آثار الحكيم ؟!
أفتظن أن هؤلاء سيدعمون المشروع الإسلامي أو يخدمونه ، تلك بساطة وسطحية فى التفكير ، ووقوف فى خندق واحدٍ مع أعداء المشروع الإسلامي .
 
5. اختيار الطريق السهل ليس من شيم المجاهدين :
وحيثية أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لديه قبول أكثر فى الشارع ، وأنك ستجد معاناة فى إقناع الناس بالدكتور مرسى خاصة وقد جاء احتياطياً للشاطر ... إلى آخره ، كلها حيثيات مردود عليها ولست أسلم معك بهذه النتيجة الخاطئة التى لم تصل لها بطرق بحثية علمية وإنما باجتهادات فردية من قبلك ولكن ليس هنا مكان الرد ، وإنما أنا فقط أفند أوجه لخطأ الاستدلال ليس بالرد عليه ، وإنما من حيث كونه خطاً تاريخياً لفريق من حملة المشروع الإسلامي سوف يسجل ضدهم فى التاريخ ، سواءاً آتي القرار ثماره بنجاح " أبو الفتوح " أو لم يؤتي وكان " مرسي " هو الناجح .
إن أصحاب المشروع الإسلامي وحملته يعرفون أن طريقهم طويل صعب ليس ممهد ، ولو أنك تتحلى بروح المجاهد بما تنطوى عليه من إدراك لفقه الصراع بين الحق والباطل ، وتغليب عناصر " وأعدوا " وغلبة الفقه الجماعي المؤسسي على الفقه الفردي .. أقول لو أنك تتحلي بهذه الروح لما نطقت أبداً بهذه الكلمات ، ولما اتخذت أبداً هذا القرار ، ولقويت وعضدت موقف أخيك فى صراعه ، ولم تتغلب للفقه الفردي ولا للنظرة الجزئية ، ولفكرت فى المشروع والمؤسسية وليس الفردية ، ولنظرت لمشروع النهضة وقومته وثمنته ، ولما ملكت قدرة مقارنته ببرنامج فردي أبداً أبداً أبداً ... 
ولكنك للأسف فعلت ، بل وقلت فى حيثياتك : حتى لا يتغول أخوك صاحب المشروع الإسلامي ويسيطر على كل شئ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فسيسجلها لك التاريخ ولن تستطيع أن تمحوها أبداً ، ولو أن الله أحياك عشرة سنوات فقط وقدر لاختيارك أنت أن يكون هو صاحب الغلبة فلسوف ترى عاقبتها يا حامل المشروع الإسلامي ، بل قد تسجل لك عند الله فأعد للجواب عدته ... غفر الله لى ولك ..
----------------------